الفضائح الجنسية لرجال السياسة داخل البرلمانات لا تتوقف، فبين الحين والأخر تعود تلك الوقائع للواجهة عندما يتم كشف أحدهم فى موقف مُخل، الأمر الذى يضع السياسيين دائما محل شبهات ويطرح حولهم العديد من علامات الاستفهام.
وقد تٌطيح تلك الوقائع بحكومات فى أكبر العواصم حول العالم أو تقضى على مسيرة حزب سياسى، كما حدث فى العديد من البرلمانات العريقة حول العالم، فى مقدمتها البرلمان البريطانى والذى سجل خلال العام الماضى عددا لا نهائيا من الفضائح لأعضاء حزب المحافظين عجلت بالاطاحة برئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، وقبلها فضيحة فيديوهات الاغتصاب بالبرلمان الاسترالى والتى أجبرت الحكومة على اجراء تعديل وزارى عاجل.
وهذه المرة جاءت الفضيحة داخل البرلمان الصربى، حيث استقال نائب من البرلمان، بعد انتشار مقطع فيديو يُظهره وهو يشاهد مواد إباحية خلال جلسة برلمانية مضطربة، الأسبوع الماضى.
ووفقا للتليفزيون الرسمى، بيّن مقطع مصور انتشر على نطاق واسع عبر الشبكات الاجتماعية النائب زفونيمير ستيفيتش (65 عاما) يشاهد لقطات إباحية على هاتفه خلال مناقشات محتدمة حول تطبيع العلاقات بين بلجراد وكوسوفو، المقاطعة الجنوبية السابقة لصربيا.
وستيفيتش، وهو من قدامى الحزب الاشتراكى المشارك كأقلية داخل الائتلاف الحكومى، يتحدر من كوسوفو، وكان نائب وزير لشؤون الإقليم الذى أعلن استقلاله عام 2008.
وأثارت الحادثة انتقادات حادة من الحزب التقدمى الصربى الحاكم، بينما حزب النائب نفسه دعاه إلى الاستقالة.
وشهدت الجلسة عينها مصادمات عندما وقف أعضاء من المعارضة القومية لحمل لافتات تندد بما اعتبروه "خيانة"، قبل أن يصدّهم جسدياً أعضاء من الفريق الأمنى للرئيس ألكسندر فوتشيتش.
وأعادت تلك الواقعة الزلزال الذى شهده البرلمان البريطانى خلال منتصف العام الماضى، فلم ينحصر الأمر فى واقعة واحدة، بل إن تكرار حوادث الاغتصاب والتحرش المتهم بها نواب بالبرلمان البريطانى وضع علامات استفهام عديدة حول سلوك الساسة فى بريطانيا، وكانت أحد الأسباب التى عجلت بالإطاحة برئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون لتورط أعضاء حزبه فى تلك الوقائع.
وكان ابرزها استقالة النائب البريطانى نيل باريش من عضوية البرلمان بعد اعترافه بأنه شاهد لقطات إباحية مرتين على هاتفه فى مجلس العموم "فى لحظة جنون".
وفجرت الأزمة وزيرة بالحكومة قالت إنها رأت زميلا لها يشاهد لقطات إباحية وهو يجلس بجانبها فى قاعة مجلس العموم وإن نفس النائب شاهد لقطات إباحية خلال مناقشة فى إحدى لجان المجلس.
وقال باريش باكيا فى مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بى.بى.سى "فى النهاية يمكننى رؤية أنه من غير المناسب أن أستمر فى ظل الضجة والأذى الذى أسببه لأسرتى ولهيئة الناخبين فى دائرتى".
وقال باريش إنه لم يكن يتباهى بما كان يفعل وإنه لم يكن يقصد أن يراه أحد، وسئل عما كان يدور فى ذهنه وقتذاك فوصف الأمر بأنه "لحظة جنون".
وبعد ذلك بأشهر قليلة انتقلت فضائح المقاطع الاباحية للبرلمان السويدى، حيث نشرت وسائل إعلام سويدية، أن مكتب الأمن الإلكترونى فى مقر البرلمان "ريكسداج" حقق فى انتشار صور "إباحية" قام عضو برلمانى عن حزب سفاريا ديمقراطنا بتصويرها وإرسالها للنساء النائبات فى البرلمان السويدى عبر ماسنجر فيس بوك، حيث لديه قائمة بحسابات النائبات البرلمانية.
وحسب صحيفة أفتونبلادت السويدية، أن النائب كان يستخدم حساب فيس بوك وهميا، كما بدأ حزب "سفاريبا ديمقراطنا"، التحقيق مع النائب البرلمانى، بعد إرساله هذه الصور والفيديوهات للنائبات النساء فى البرلمان.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه تم تسريب هذا الفيديو والصور عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى السويد، وقال المسئول الصحفى فى الحزب، إنه إذا قام هذا النائب بإرسال الفيديو بدون طلب مسبق من إحدى النائبات التى قامت بتسريب الفيديو فيجب إبلاغ الشرطة بذلك.
وبحسب موقع Nyheter idag، يبدو أن الفيديو قد تم تسجيله فى مكتب فى مقر البرلمان وتم إرساله عبر تطبيق Facebook Messenger.
وقبل سنوات أعلن نائب إندونيسى استقالته من البرلمان بعدما صورته الكاميرات وهو يشاهد صورة إباحية على جهاز الكمبيوتر الخاص به فى جلسة برلمانية.
وصورت عدسات الكاميرات النائب عريفينتو من حزب العدالة ذى المرجعية الدينية وهو يشاهد صورة إباحية على جهاز الكمبيوتر اللوحى الخاص به بينما كان يمسك به ويخفيه أسفل المنضدة فى جلسة عامة.
ونقلت محطة "مترو تى فى" التلفزيونية عن عريفينتو قوله فى بيان له: "بصفتى رائدا لحزبى ومن مؤسسيه اشعر أننى مجبر على تحمل المسؤولية من أجل استمرار حزبى وسمعته وكذلك عظمته".
ورغم أن العاقبة على النائب وحزبه تكون كبيرة، إلا أن تكرار تلك الحوادث تحت القبة البرلمانية يطرح تساؤلات حول علاقة الساسة بالانحراف الأخلاقى.