تُعد المخلفات والنفايات الطبية من أبرز المخاطر التى تهدد صحة الإنسان وتؤثر على البيئة بشكل سلبى حال عدم التخلص منها بشكل سليم، وهو ما دفع وزارة الصحة لتبنى خطة لتطوير منظومة النفايات والتخلص الآمن منها، حيث تضم المنظومة الحالية 176 محرقة على مستوى الجمهورية، و45 جهاز فرم وتعقيم، و243 سيارة لنقل النفايات الطبية، وتتضمن الخطة زيادة عدد أجهزة الفرم والتعقيم، وكذلك المحارق التى لا ينتج عنها أى انبعاثات، لتكون لدى الوزارة منظومة متكاملة للتخلص الآمن من النفايات تماشيًا مع خطة الدولة فيما يخص مكافحة العدوى والحد من التغيرات المناخية والتى قد تساهم فيها الانبعاثات الكربونية الناتجة عن المحارق العادية.
وتشمل المنظومة أيضا تزويد السيارات المخصصة لنقل النفايات بأجهزة تتبع، وكذلك توفير كاميرات فى أماكن تجميع النفايات، وأيضا منظومة الرقمنة والتحول الرقمى لمعرفة الكميات الداخلة للمنظومة والمجمعة لضبط العمل بالمنظومة.
كما تضمنت خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، للعام المالى 2022/2023، استهداف إنشاء 17 محرقة مُخلّفات، وتوفير 131 سيارة مخلفات باعتمادات 209 مليون جنيه فى إطار مشروع معالجة النفايات الطبية، وتأتى هذه المشروعات فى إطار حرص خطة 22/23 واتفاقا مستهدفات خطة التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 والمبادئ الرئيسة للاستراتيجية الإنسان، والتى تحرص على مواصلة تفعيل البرامج والمبادرات والمشروعات الرامية إلى الارتقاء بالصحة العامة للمواطنين، وتوفير التغطية الصحية الشاملة، مع ضمان جودة الخدمات المقدمة.
إلا أن الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، ألقى الضوء على زاوية جديدة فى هذا الملف، حيث تقدم بطلب إحاطة موجه إلى وزراء الصحة، والبيئة، والتنمية المحلية، بشأن التخلص من النفايات الطبية فى المنازل بطرق تقليدية تضر بالبيئة والصحة العامة، مشيرا إلى أن وزارة الصحة تبحث خلال الفترة الماضية تطوير منظومة التخلص من النفايات الطبية التى تنتجها المستشفيات والمؤسسات العلاجية بشكل آمن على صحة المجتمع.
وقال محسب، فى طلبه، إن هناك نوع آخر من النفايات الطبية يجب بحث آليات التخلص الآمن منه، وهو النفايات المنزلية، حيث تشكل تهديدا حقيقيا للمجتمع لأنه التخلص منها بشكل تقليدى بإلقائها فى القمامة، لافتا إلى أن النفايات الطبية المنزلية شهدت زيادة كبيرة منذ جائحة كورونا، ما كان له بالغ الأثر على البيئة والصحة العامة.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن منظمة الصحة العالمية، اعتبرت جائحة كورونا أزمة بيئية ضخمة، إلى جانب كونها أزمة صحية تسببت فى إرباك العالم، حيث أنتجت ما يقدر بنحو 8 ملايين طن من البلاستيك تم إلقاؤها سنويا فى المحيطات، ما تسبب فى زيادة التلوث البلاستيكى فى المحيطات بمقدار 10 مرات.
وأوضح محسب، أنه فى الفترة ما بين مارس 2020 ونوفمبر 2021، تم إنتاج ما يقرب من 87 ألف طن من معدات الحماية الشخصية كنفايات، وبين عامى 2020 و2022، ساهم استخدام أكثر من 8 مليارات لقاح فى خلق 144 ألف طن من النفايات الإضافية، مؤكدا أن المخلفات الطبية بشكل عام تنتج من المواد المستخدمة لفحص وتشخيص المرضى والعناية بهم، سواءً كان ذلك داخل المرفق الصحى أو خارجه، وتشمل الإبر، والحقن، والقطن، والشاش، وبقايا العينات الملوثة بالدماء والسوائل الخارجة من المرضى، ومخلفات الصيدلية والمخلفات الكيميائية والمشعة، ومخلفات العمليات الجراحية من أعضاء بشرية وغيرها، موضحا أن النفايات ولا تقتصر النفايات الطبية على ذلك، وإنما تشمل أيضا الأدوية منتهية الصلاحية.
وشدد النائب أيمن محسب، على خطورة هذه النفايات على البيئة وعلى صحة الإنسان وباقى الكائنات الحية، لأنها تحتوى على بكتيريا وفيروسات وفطريات وغيرها من مسبّبات الأمراض، بالإضافة إلى أن التخلص منها فى المحيطات يجعلها جزءا رئيسيا فى السلسة الغذائية مما يعرض صحة الإنسان للخطر، مطالبا الحكومة بخطة للتعامل مع النفايات الطبية التى تنتجها المنازل من خلال توعية المواطنين بمخاطرها، ودفعهم لتجميعها فى أكياس منفصلة ليتم نقلها إلى المحارق أو المدافن المخصصة لهذا الغرض.
وفى هذا السياق أكد الدكتور مكرم رضوان، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن التخلص من النفايات الطبية بطريقة آمنة أمر فى غاية الأهمية، حيث أنه يحقق هدفين فى غاية الأهمية وهما مهم منع انتشار العدوى بين المواطنين الأمر الذى يساهم فى المحافظة على الصحة العامة، وعلى جانب آخر يحافظ على سلامة البيئة نظرا لتأثيراتها السلبية على الكائنات الحية وعلى البحار والمحيطات.
وقال رضوان، إن القانون المصرى يُلزم المنشأت الطبية بالتخلص من النفايات بأساليب حديثة، لافتا إلى ضرورة وجود خطة لتوعية المواطنين بضرورة التعامل مع النفايات الطبية المنزلية أيضا بشكل سليم وليكن فصلها عن القمامة التقليدية والتخلص منها من خلال شركات متخصصة فى هذا المجال لإرسالها إلى محارق النفايات الطبية.