إنقذوا مرضى "الغدة الدرقية".. غياب عقار "التروكسين" يُهدد حياتهم.. تحركات برلمانية لحل الأزمة.. نواب: على الحكومة سرعة تدبير الدواء.. ويؤكدون: البعض يستغلون الأزمة ويبيعونه بأسعار مضاعفة بـ"السوق السوداء"

مازالت أزمة نقص العديد من الأصناف الدوائية تلقى بظلالها على آلاف المرضى، ويتسبب فى كارثة صحية، فقد شهد مجلس النواب اليام الماضية تحرك عاجل بسبب نقص أدوية مرضى السرطان، وتقدم النواب بتحذيرات عديدة لوزير الصحة لتدبير هذه العقاقير للمرضى، لكن الأزمة لم تنتهى عند ذلك، فإن شكاوى مرضى الغدة الدرقية كشفت عن غياب عقار التروكسين من الصيدليات الأمر الذى ينبئ بكارثة صحية قادمة تمس شريحة كبيرة من المرضى.

وفى هذا السياق تقدم النائب هشام حسين أمين سر لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، موجه إلى الدكتور وزير الصحة بشأن نقص دواء التروكسين من الصيدليات وما يترتب عليه من تداعيات سلبية خاصة بمرضى الغدة الدرقية.

وقال حسين فى طلب الإحاطة: "شهدت الفترة الأخيرة، شكوى عدد كبير من المواطنين من مشكلة نقص الأدوية لا سيما المستوردة والخاصة بالأمراض المزمنة والتى ليس لها بدائل محلية مناسبة، مثل دواء التروكسين الخاص بمرضى الغدة الدرقية".

وأضاف، أنه يعد دواء التروكسين هو العلاج الرئيسى للغدة الدرقية، ويتردد أنه لم يعد متواجدا، كما أن رئيس شعبة الأدوية باتحاد العام للغرف التجارية، قال فى تصريحات صحفية، أن اختفاء دواء التروكسين من الأسواق يرجع إلى صعوبات استيراد المنتج من الخارج و أن الشركة المستوردة للدواء تعمل الآن على استيراد الكمية التى تغطى السوق المحلية، ولفت إلى أن الدواء يتم تصنيعه فى أنجلترا، مشيرا إلى أن هناك شركات مصرية بدأت فى تصنيع الدواء محليا بخامات مستوردة وبنفس المادة الفعالة، لكنها لم تقوم بالدعاية اللازمة لتسويق منتجها لدى الأطباء المختصين لوصفه لمرضاهم .

وطالب عضو مجلس النواب، بضرورة أن تعلن الحكومة عن خطواتها وإجراءاتها لمواجهة تلك المشكلة، إما بتوفير الدواء المستورد أو البديل المحلى المناسب مع التوعية اللازمة لذلك.

فى حين أكد النائب مكرم رضوان، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، أن عقار التروكسين هو الدواء الرئيسى لمرضى الغدة، وسبب توقف انتاجه وغيابه من الصيدليات ومنافذ الدواء على مستوى الجمهورية، بناء على شكاوى واردة من المرضى، سيترتب عليها أضرار ونتائج سلبية على صحة المرضى، لافتًا إلى ضرورة أن تتولى هيئة الدواء مع وزارة الصحة هذه الأزمة، خاصة أنه سبق وأن دشنت خط ساخن "15301" يمكن من خلاله الاستفسار عن نواقص الأدوية وأماكن توافرها على مدار 24 ساعة طوال أيام الاسبوع.

وأشار عضو لجنة الشؤون الصحية، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، إلى أن طبقا للإحصائيات الرسمية فإن الدواء المحلى يغطى السوق المصرى بنسبة 92% فى حين يتم استيراد 8% ولكن التغطية الحقيقية للإنتاج الفعلى المحلى 65% ويتم استيراد 35% من الدواء "لأمراض الأورام والأدوية البيولوجية والادوية اللى تتمتع بحماية الملكية الفكرية"، لذا لابد من تدبير حلول سريعة لإنقاذ المرضى الذين يعانون من آلام المرض فى ظل غياب العلاج، ولابد من البحث عن بدائل آخرى أو سرعة تدبير الأصناف الدوائية اللازمة، وصرفها بالصيدليات، مؤكدا أن بعض الأشخاص قد يستغلون هذه الأزمة فى بيع الأصناف الاقصة بأسعار مضاعفة.