يطل شبح التغيرات المناخية برأسه مجددًا، ليدق ناقوس الخطر مرة أخرى، فمع وقوع زلزال المغرب العنيف فجر السبت، والذى خلف وراءه حتى الآن 1037 حالة وفاة و1204 إصابات، استرجعنا السيناريوهات الكارثية للتغيرات المناخية والتى نحصد تباعاتها فى عدد من الكوارث الطبيعية المتلاحقة، بين زلزال وفيضانات و ارتفاع غير مسبوق فى درجات الحرارة، أصبح العالم قاب قوسين .
فزلزال المغرب لن يكون الأخير فى موجات الغضب الصادرة عن الطبيعة بسبب تدخل الانسان فالعالم أصبح يواجه ضغوطا متزايدة متمثلة فى موجة الحرائق إلى جانب الفيضانات والزلازل، وهذا ما سبق و أكدته الأمم المتحدة فى مؤتمر الأطراف لتغير المناخcop27 المنعقد فى شرم نوفمبر الماضى، محذرة العالم من تبعات تلك التغيرات الحاصلة فى المناخ، موضحه أيضاً ضرورة مواجهتها، واستعداد العالم لمواجهة الكوارث الطبيعية.
فيما أكد علماء المناخ أن ما يشهده العالم من كوارث طبيعية تتمثل فى انتشار الحرائق والفيضانات والموجات الحارة العنيفة، هى مجرد بداية للمزيد من التغيرات المناخية الحادة وغير المسبوقة التى سوف يتعرض لها كوكب الأرض فى المستقبل وأن تلك الظوهر تمثل فقط "طرف جبل الجليد"، وفق "الجارديان".
ويضيف علماء الأرصاد، أن الموجات الحارة العنيفة التى ضربت العالم خلال العام الحالى سوف تصبح أمرا مألوفا خلال السنوات العشر القادمة، بل إن القادم سوف يكون أسوأ على مستوى العالم.
زلزال المغرب
وفى سياق سلسلة الكوارث الطبيعية، استفاق الشعب المغربى، اليوم السبت، على وقع هزات أرضية أثارت الرعب فى القلوب، حيث وقع زلزال "الحوز" المدمر بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، فيما ترتفع حصيلة الضحايا ساعة تلو الأخرى، وقدمت العديد من الدول والهيئات التعازى للمغرب فى ضحايا الزلزال المدمر الذى ضرب المملكة، كان فى مقدمتها الإمارات حيث وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات بتسيير جسر جوى لنقل مساعدات إغاثية عاجلة إلى الأشقاء المتضررين من الزلزال الذى ضرب بعض مناطق المغرب، وتقديم مختلف أشكال الدعم.
كما وجه أمير الكويت بحملة إغاثية عاجلة لمنكوبى المغرب، والمتضررين جراء الزلزال العنيف الذى وقع صباح اليوم السبت بعدة مناطق بالمغرب، وفق "القبس" الكويتية.
وفى هذا السياق أصدر وزير الشؤون الإجتماعية بالكويت الشيخ فراس المالك الصباح تعميما إلى جميع الجمعيات الخيرية بإطلاق حملة إغاثة ومساعدات لمنكوبى زلزال المملكة المغربية الشقيقة على وجه السرعة.
تحذير
وعلى صعيد متصل، أصدرت السلطات اليابانية، اليوم السبت، تحذيرا من الانهيارات الأرضية فى ثلاث محافظات فى أعقاب الأمطار الغزيرة التى سببت فيضانات وقطعت الطرق فى عدة مناطق.
وحذرت هيئة الأرصاد اليابانية - فى بيان لها- المواطنين فى محافظات "شيبا" و"فوكوشيما" و"إيباراكي" من الفيضانات والرياح القوية وضربات البرق والأعاصير، مشيرة إلى حدوث انهيارات أرضية بأكثر من مئة موقع وغمر الطوابق الأولى من المنازل فى 11 بلدية، وذلك حسبما ذكرت هيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كيه).
وتابعت الشبكة أن الأمطار الغزيرة تسببت فى إغلاق عدد من الطرق، كما شهدت عدة مدن هطولا قياسيا للأمطار فى أقل من 12 ساعة.
وكانت الأمطار الغزيرة فى جنوب البرازيل قد تسببت فى مصرع 42 شخصًا على الأقل، وأعلنت الحكومة البرازيلية حالة الطوارئ، حسبما قالت صحيفة أو جلوبو البرازيلية.
فيما قالت السلطات الباكستانية إنه تم إجلاء نحو 100 ألف شخص من إقليم البنجاب الباكستانى، بعد الفيضانات الناجمة عن سكب الهند عدة آلاف من الأمتار المكعبة من المياه فى نهر يتدفق إلى البلدين.
الزلازل وتغير المناخ
من جانبه أوضح لوط بوناطيرو، العالم الفلكى والجيوفيزيائى الجزائرى، العلاقة الطردية بين التغيرات المناخية والزلازل حيث يتغير المناخ بنسبة طردية مع قوة الزلازل والعكس صحيح. وقد أوضح، أن الارتفاع المفاجئ لدرجات الحرارة قد يكون من أكبر العوامل المؤدية إلى حدوث الزلازل بسبب تأثير درجة الحرارة المرتفعة على سخونة الطبقة الأرضية والتى تزيد من نشاط الصفائح التكتونية للأرض مما ينتج عنه نشاط زلزالى غير مستقر. وفق"العين الإخبارية".
حرائق الغابات
وعلى صعيد الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية، لا يزال العالم يواجه كارثة حرائق الغابات، تلك الحرائق التى كلفت أوروبا ـ على سبيل المثال ـ نحو 4.1 مليار يورو (4.43 مليار دولار) من الأضرار حتى الآن هذا العام، حيث اجتاحت الحرارة الشديدة البحر الأبيض المتوسط من اليونان إلى إسبانيا هذا الصيف.
فيما أعلنت وزارة الشئون الخارجية الفلبينية مؤخرا، ارتفاع حصيلة المواطنين الفلبينيين الذين لقوا حتفهم جراء حرائق الغابات التى اجتاحت جزيرة "ماوي" فى ولاية "هاواي" الأمريكية فى وقت سابق من الشهر الجارى، إلى ثلاثة أشخاص.
وأضافت الوزارة، فى بيان نقلتها قناة "إيه بى إس-سى بى إن" الفلبينية فى نشرتها الناطقة بالإنجليزية، أن هذا يأتى بعدما تم الإبلاغ عن مقتل مواطن فلبينى آخر يبلغ من العمر 77 عاما، مشيرة إلى أن القنصلية الفلبينية تواصلت مع أحد أقارب الضحية من أجل الإعراب عن تعازيها وتقديم الدعم والمساعدة.