رغم صغر حجمها إلا أنها هزت الغرف التشريعية فى دول كبرى، فعلى مدار الساعات القليلة الماضية كانت حشرة "بق الفراش" محور حديث السياسيين فى عدد من العواصم بعد أن شهدت انتشار غير مسبوق فى فرنسا، مما أثار هلعا فى دول جنوب المتوسط خاصة المغرب والجزائر.
وبالأخص كانت المغرب الأكثر قلقا من حشرة البق واحتمال تسللها إلى البلاد عبر المطارات والموانئ خاصة مع حركة النقل الكثيفة للمسافرين والحركة التجارية النشيطة بين المغرب وفرنسا التي تنتشر بها هذه الحشرة.
ولمواجهة إمكانية دخول الحشرة المقاومة للمبيدات وانتشارها في المملكة، أعلنت وزارة الصحة المغربية تفعيل نظام اليقظة الصحية في البوابات الحدودية.
وتأتي هذه الخطوة استجابة لإنذار أصدره رُبان سفينة قدِمت من مدينة مارسيليا الفرنسية إلى ميناء طنجة في الثاني من الشهر الجاري، وذلك بعد الاشتباه بوجود حشرة البقّ في مقصورة قيادة السفينة.
وكانت السلطات في ميناء طنجة قد أعلنت على الفور تفعيل بروتوكول صارم لتعقيم السفينة بشكل شامل، مؤكدة عدم وجود أثر للحشرة التي أثارت أزمة في العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا.
وتواصل السلطات المغربية تكثيف المراقبة ورفع درجة اليقظة في المعابر الحدودية بالرغم من تأكيد وزارة الصحة خلو السفينة القادمة من فرنسا إلى طنجة من أية حشرة بما في ذلك بق الفراش.
وأوضحت الوزارة في بيان أن مصالح المراقبة الصحية الحدودية في نقاط العبور البحرية والجوية والبرية تقوم بإجراء فحص دقيق وشامل لجميع وسائل النقل التي تدخل أو تخرج من المعابر الحدودية.
وتابعت الوزارة، أن هذه المراقبة تتم بشكل دوري وذلك وفقا لإجراءات المراقبة الصحية على الحدود وتماشيا مع المعايير الدولية بالشكل الموصى به في اللوائح الصحية الدولية.
ومع ذلك انتشرت مخاوف في المغرب الذي تربطه علاقات تجارية هامة مع فرنسا، وانتشر هشتاج "بق - الفراش" عبر وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب، ووسط الضغط الشعبى اضطر البرلمان للتحرك.
وطالب بعض نواب البرلمان المغربى باستجواب وزير الصحة خالد آيت الطالب للكشف عن التدابير العملية والآنية التي تعتزم الوزارة القيام بها للاحتياط من دخول "حشرة البق" الخطيرة عبر السلع و الوافدين من داخل فرنسا إلى المملكة المغربية.
وقال النائب محمد التويمي بنجلون عن فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب المغربى أنه وجه سؤال لوزير الصحة بعد انتشار "حشرة البق" المصاصة للدماء، والخطيرة على الصحة العامة في أزيد من 1.5 مليون مسكن داخل عدد من المدن الفرنسية، وكذا داخل عدد من المنشئات الحيوية، سواء دور السينما والمسارح العمومية ومحطات القطار ميترو الأنفاق إلى جانب عدد من المؤسسات العامة والخاصة.
وسجل عضو فريق الجرار بمجلس النواب، أن انتشار حشرة البق، خلف حالة من الفزع والذعر في صفوف المواطنين والسياح المتواجدين بفرنسا، مشددا على أنه "أصبح من اللازم الاشتغال على تنفيذ بروتوكول صحي استباقي يطبق على مختلف الوافدين على المغرب القادمين من داخل التراب الفرنسي وكذا جميع البضائع والسلع التجارية الواردة من داخل فرنسا أو عبرها".
وأكد البرلماني، أنه اعتبارا لارتباط المملكة المغربية بفرنسا عبر عدد من المداخل الحدودية البحرية والجوية، وعبر شبكة الموانئ والمطارات، فإن هناك تخوفا من دخول الحشرة الضارة وانتشارها بالتراب الوطني، مما قد يكون له من تداعيات جد سلبية على الصحة العامة، مطالبا وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإطلاع البرلمان عن البرتوكول الصحي المزمع اتباعه لتفادي دخول حشرة البق إلى التراب الوطني.
أما الوضع فى فرنسا تحول إلى خلافات سياسية تحت قبة البرلمان وتوجيه الاتهامات للحكومة الفرنسية باخفاء الأمر على المواطنين، وشهد البرلمان نقاشات ساخنة بشأن تفشي هذه الحشرة، إذ عرضت النائبة عن حزب "فرنسا الأبية" المعارض ماتيلد بانو، قارورة مملوءة بالبق، وقالت: "لقد كذبتم علينا، كذبتم علينا بإجراءات غير مدروسة".
ودعا حزب "فرنسا الأبية" الحكومة إلى اعتماد خطة طوارئ لمكافحة ما وصفته بـ"الآفة".
وردت رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيث بورن على تساؤلات النائبة ماتيلد بانو، قائلة إنه "شيء محزن بالنسبة لمواطنينا"، مشيرة إلى "محنة حقيقية لأولئك المتضررين".
وقالت أحزاب في الحكومة الائتلافية الفرنسية إنها ستتقدم بمشروع قانون لمواجهة انتشار بق الفراش.
