وفقا لحسابات الورقة والقلم، حسم حزب المصريين الأحرار موقفه من الانتخابات الرئاسية مبكرا، وخرج معلنا دعمه لترشح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية 2024، وحين سألناه عن أسبابه، أمسك الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب، رؤية ومبادئ الحزب التى تأسس عليها عام 2011، وراجع محاورها وأهدافها، وطابقها مع الواقع، وما تحقق خلال سنوات حكم الرئيس السيسى، ليجدها حدثت بالفعل على كل المستويات، سواء رؤية اقتصادية أو بنية تحتية ومشروعات، وغيرها.
فى هذا الحوار، كان هناك حديث عن المعارضة، نقد، نصائح، رجاء، وتأكيد على أهمية رفع لغة الحوار بين الجميع، لأننا فى مشهد انتخابى لا بد أن يليق بالجمهورية الجديدة.. وإلى تفاصيل الحوار:
دعنا نبدأ بتحليلك للمشهد الانتخابى وتنوع المرشحين فيها؟
وجود 4 مرشحين شىء إيجابى، لأنهم يمثلون تيارات مختلفة، وبالتالى اختلافات هذه الأيديولوجيات شىء طيب، ويمنح المشهد نوعا من الزخم بالعملية الانتخابية، وأنا أرى أنهم يتحركون بمنتهى الحرية، والتنقل بين المحافظات حتى من قبل فترة الدعاية، بخلاف إنه لم يحدث أى نوع من التجاوز من أى منهم تجاه الآخر، بل يسود نوع من الاحترام بينهم جميعا، وهو ما يعطى صورة جيدة تتوافق مع الجمهورية الجديدة.
هل حالة الحوار التى شهدها «الحوار الوطنى» بين مختلف الأحزاب السياسية ساهمت فى ظهور هذا المشهد الإيجابى؟
الحوار الوطنى استطاع أن يجمع كل الأيديولوجيات على طاولة واحدة، وهناك حديث حول كل الموضوعات والقضايا، وبالتالى خلق «أرضية» إلى حد كبير لتعلم لغة الحوار دون تراشق، لأننا كنا قد فقدنا لغة الحوار، وأتمنى أن يستمر هذا المشهد حتى نهاية عملية الانتخابات، لأن الظروف عموما لا تحتمل أى ضغوط أو خلاف داخلى.
ارتباطا بفكرة الضغوط، الدولة تواجه تحديات اقتصادية عالمية بجانب أحداث غزة وتأثيراتها.. كيف تنعكس هذه المشاهد على العملية الانتخابية؟
هذه الظروف غيرت فقه الأولويات لدى الناخبين، وقولت أكثر من مرة إن الأزمة الاقتصادية «عالمية»، لكنها تأخذ صورة أكبر فى مصر، لأن هناك عناصر ومؤامرات لإحداث أزمة أكبر مفتعلة، والغرض أن يبدو بالتزامن مع أحداث العدوان الإسرائيلى على غزة، ومساومات التهجير مقابل سداد الديون وغير ذلك، وهو أسلوب خبيث لوضع مصر فى «مأزق» اقتصادى، ولكن نحمد الله أن الرئيس السيسى قال قولا واحدا إنه لا تصفية للقضية الفلسطينية، ولن تكون على حساب مصر أو حبة رمل منها.
هل المواطن يدرك هذه المحاولات الخبيثة؟
بالطبع، والمشاهد «البشعة» التى يراها فى أحداث العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة جعلته يدرك أن الأمن والأمان هو الأولوية الأولى والثانية والثالثة بالنسبة له، وأهم من الأسعار والظروف الاقتصادية، فيسأل المواطن نفسه: «هل أمنى وحدودى وأن يبقى عندى وطن حتى لو مضغوط، ولا ميبقاش عندى وطن وبرده أبقى مضغوط، لإن الفلوس فى هذه الحالة ليس لها قيمة».
أستطيع أن أقول إنه عقب أحداث غزة، نسبة كبيرة من المترددين بالمشاركة انضموا للمؤيدين للرئيس السيسى فى الانتخابات الرئاسية، والشعب أيضا أدرك أهمية كل التحركات التى اتخذها الرئيس السيسى لتسليح الجيش ودعمه وتطويره، وأدركوا أيضا خطوات تحقيق الأمن الغذائى، وتطوير المصانع وتعمير الصحراء، بعيدا عن العمل على تخفيض أو تثبيت الأسعار، فعلى مدار عقود سابقة كانت عملية تثبيت الأسعار، اعتبرت أنها رشوة انتخابية، بمعنى «اسكتوا عشان اقعد على الكرسى»، هذا لم يفعله الرئيس عبدالفتاح السيسى ولم ينظر لـ«الكرسى»، ولكن ينظر للخطوات الصحيحة التى يجب تنفيذها، كما لو كان قارئا للمستقبل برؤية واضحة جدا.
المواطن البسيط يدرك الآن أن يكون على رأس القيادة فى ظل هذه الظروف، شخصية بكل مقومات الرئيس عبدالفتاح السيسى.
هل نفس الأسباب التى استند إليها الحزب لدعم الرئيس السيسى مرشحًا فى الانتخابات الرئاسية؟
حزب المصريين الأحرار استند لسببين فى دعمه للرئيس مرشحا فى الانتخابات، الأول أن ما حققه الرئيس السيسى خلال سنوات حكمه، يتطابق مع الخطوط العريضة للبرنامج العام للحزب وأهدافه ومبادئه، سواء الرؤية الاقتصادية أو الحقوق والحريات، والبرامج الاجتماعية وخدمات النقل والمواصلات، وهى الرؤية التى وضعها الحزب مع تأسيسيه فى 2011، وحين وضعنا هذه الرؤية، توقعنا تحقيقها على مدار 30 عاما، لكنه تحقق فى 10 سنوات فقط، وبالتالى ما حققه الرئيس السيسى عابر وتفوق على ما أراده الحزب.
السبب الثانى، أن استمرار تحقيق هذه الأهداف يتطلب شخصية لها مقومات وصفات قادرة على تنفيذ هذه الأهداف، والرئيس السيسى شخصية تتعامل مع كل المصريين باعتبارهم نسيجا واحدا، وعلى قدر المساواة، بخلاف تميزه كرجل عسكرى وقادر على امتلاك معلومات كاملة تساعده فى اتخاذ القرارات السليمة، ولديه حكمة ورشادة بالغة فى ذلك، وبالتالى من العقل والحكمة أن نختار «السيسى» مرشحنا فى الانتخابات.
منذ بداية إعلان الحزب دعمه للرئيس مرشحا فى الانتخابات الرئاسية بدأت خطوات الدعاية.. ما القادم بالتزامن مع الدعاية الانتخابية؟
بدأنا منذ شهر يوليو الماضى فى الدعاية للرئيس عبدالفتاح السيسى، وحزب المصريين الأحرار خاض العديد من الانتخابات بعد يناير 2011، ولديه الخبرة الكاملة فى إدارة المشهد الانتخابى.
لدينا خطة مرنة ومميزة للدعاية، ويتم تنفيذها على 4 مراحل بشكل تصاعدى، تشمل زيارات بالمحافظات تحت عنوان الحملة الشعبية لدعم الرئيس، ويتم تعديلها وفق تغير المستجدات، وهى خطة نوعية تخاطب كل فئة بلغتها حتى يمكن الوصول لها، وتوجهنا لكل قطاع بعقد عدد من المقابلات، وأستطيع أن أقول إن عملية الانتخابات ستنتهى من الجولة الأولى.
من الطرف الأصعب فى مخاطبته وحثه على المشاركة الإيجابية؟
الشباب هو أكثر فئة تحتاج لغة معينة وله احتياجات، ولا يمكن أن نخاطبه عن طريق المؤتمرات الجماهيرية، لأنه يتأثر أكثر عن طريق السوشيال ميديا، ولكن الشباب بعدما شاهدوا ما يحدث حولهم، بدأوا يرغبوا فى أمن وأمان بلدهم، وأتوقع زيادة حجم المشاركة فى التصويت للانتخابات.
قلت إن النتيجة ستكون محسومة من الجولة الأولى.. هل تعتقد أن مرشحى الأحزاب سيحققون تمثيلا مشرفا؟
كل من خاض انتخابات الرئاسة رابحون، لأنهم خاضوا تجربة تزيد من خبراتهم ومعرفة الشارع بهم، فخوض التجربة فى حد ذاته هو أداء مشرف، والرئيس السيسى منح الجميع الفرصة فى الحوار الوطنى بالاستماع للجميع، وهذه ميزة التعددية.
و«إحنا لسه بدرى، إحنا جايين من اللا سياسة، نحن الآن بعد الدعوة للحوار الوطنى نبدأ سنة أولى سياسة، وأقصد هنا الممارسات السياسية الحقيقية التى تليق بالجمهورية الجديدة، ولا أعنى أنه ليس لدينا سياسيون، ولكن اللى فات كله كان اجتهادات نشكر عليها».
تعنى أننا نبدأ جنى ثمار الإصلاح السياسى الذى بدأ خطواته بالحوار الوطنى؟
أى عملية فيها إصلاح لن تكون أبدا بنفس كفاءة العملية التى نبدأها من البداية، وبالتالى هذا هو المبدأ، بمعنى أننا منذ عام 1952 حتى السنوات السابقة لم يكن لدينا سياسة، نتيجة للسياسات السابقة، عقب حكم الإخوان كانت الأولوية للبنية التحتية ودعم الاقتصاد، وكان الحوار الوطنى هو بداية الإصلاح السياسى، والتحاور لأول مرة.
ما أكبر تحد يواجه رئيس مصر القادم؟
الضغوط الخارجية الاقتصادية الرهيبة، محتاجة صلابة من الشعب، لأننا نقف أمام مخطط عالمى يستهدف مصر، ولكننا كحزب نرى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يملك كل الأساليب، التى تستطيع أن تقف ضد كل هذه الضغوط.
أما التحدى الثانى، هو الهيكل الإدارى فى الدولة، فتطويره من الأمور المهمة ليتوافق مع الجمهورية الجديدة، لأن قرارات الرئيس سليمة بنسبة 100 % ومؤثرة بنسبة 100 %، لكن لا تصل للقواعد، هناك انسداد فى الشريان، ينتج عنه نوع من البيروقراطية، وعلاجها بالطبع الرقمنة، وهو ما يعمل عليه الرئيس.
التحدى الثالث، إعادة الشخصية المصرية، وهو التحدى الأصعب، لما حدث بها من تشوهات كثيرة، سواء فى الفنون أو الأغانى أو الثقافة، وغيرها.