اتصالات الساعات الأخيرة.. خط مفتوح بين القاهرة والدوحة لاقناع الأطراف المختلفة بتمديد الهدنة وإنقاذ المدنيين..حماس تٌبلغ الوسطاء استعدادها لاستمرار التهدئة.. وأسر الرهائن تضغط على نتنياهو للقبول

اتصالات ماراثونية تقوم بها القاهرة والدوحة في الساعات الأخيرة للهدنة الإنسانية في قطاع غزة والتي استمرت لمدة أربعة أيام وأوشكت على الانتهاء، وذلك محاولة من الوسطاء لتمديد الهدنة لمدة إضافية، وسط مؤشرات من جانب حماس لقبولها بفكرة تجديد الهدنة.

ومع إطلاق سراح المجموعة الأخيرة من النساء والأطفال الإسرائيليين في وقت متأخر من اليوم الأحد، سيتحول الاهتمام إلى الدعوات لتمديد الهدنة قبل انتهائها المقررة في الساعة السابعة من صباح يوم الثلاثاء، وتلعب حماس بورقة الرهائن حيث أشارت إلى إمكانية موافقتها على تمديد جديد مقابل الافراج عن المزيد من الرهائن.

ووفقا لفرانس برس، أبدت حماس استعدادها لتمديد الهدنة، وأبلغت الوسطاء أنهم منفتحون على تمديدها "لمدة يومين إلى أربعة أيام"، مشيرة إلى أن "المقاومة تعتقد أنه من الممكن ضمان إطلاق سراح ما بين 20 إلى 40 أسيراً إسرائيلياً" خلال تلك الفترة.

وفى هذا السياق أبدى رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو، تلميحا بأنه قد يوافق على تمديد الهدنة إذا سهلت إطلاق سراح 10 رهائن إضافيين كل يوم، على النحو المتفق عليه بموجب الاتفاق الأصلي، حيث يواجه رئيس الوزراء ضغطا داخليا شديدا من عائلات الرهائن، فضلا عن حلفائه، لتمديد الهدنة لضمان إطلاق سراح المزيد من السجناء.

وقال نتنياهو، إنه أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن إسرائيل ستستأنف حملتها في غزة بكل قوة بمجرد انتهاء الهدنة المؤقتة، وأفاد البيت الأبيض بأن "بايدن ونتنياهو اتفقا في اتصال هاتفي على مواصلة العمل لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن" وناقش نتنياهو وبايدن وفق البيان "وقف القتال وزيادة المساعدات الإنسانية الإضافية التي تشتد الحاجة إليها في غزة".

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن "هذا هو هدفنا، مواصلة هذا التوقف إلى ما بعد الغد حتى نتمكن من الاستمرار في رؤية المزيد من الرهائن يخرجون وزيادة المزيد من المساعدات الإنسانية للمحتاجين في غزة"، وأضاف أنه يود أن يتوقف القتال مؤقتا "طالما استمر السجناء في الخروج"، وأضاف "لدي شعور بأن جميع اللاعبين في المنطقة يبحثون عن وسيلة لإنهاء هذا حتى يتم إطلاق سراح الرهائن جميعا".

وبموجب الهدنة، تم إطلاق سراح 50 رهينة كانوا يحتجزهم المسلحون على مدى أربعة أيام مقابل 150 سجينًا فلسطينيًا، وهناك آلية مدمجة تمدد الهدنة إذا تم إطلاق سراح ما لا يقل عن 10 أسرى إسرائيليين كل يوم إضافي.

وقبل انتهاء الهدنة تصاعدت الأصوات لتمديدها، وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا لقناة بي.اف.ام.تي.في "سيكون من الجيد والمفيد والضروري" تمديد الهدنة حتى يتم الافراج عن جميع الرهائن ومن بينهم مواطنون فرنسيون.

فيما دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إلى تمديد الهدنة في غزة وتحويلها إلى وقف إطلاق نار دائم؛ لأنه ينقذ أرواح المزيد من الأبرياء، وقال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإسباني، على هامش اجتماع برشلونة مع اللجنة المنبثقة عن القمة العربية والإسلامية، اليوم الاثنين، إن "الوضع في غزة كارثي وإسرائيل تفرض قيودا على دخول كل شيء".

كما دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الإثنين، إلى تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، التي دخلت يومها الرابع والأخير، من أجل العمل على "حل سياسي" للنزاع.

وشدد بوريل لدى افتتاح اجتماع لمنتدى "الاتحاد من أجل المتوسط" في برشلونة، على أنه "يجب تمديد هذه الهدنة"، التي وصفها بأنها "خطوة أولى مهمة"، وتحويلها إلى هدنة "دائمة للسماح بالعمل على حل سياسي".

كما أبدى ممثل السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، استنكاره لتخصيص إسرائيل أموالاً لبناء مستوطنات جديدة، بينما لا تزال الحرب قائمة بقطاع غزة، مشدداً على أن هذا لا علاقة له بالدفاع عن النفس.

وقال على حسابه الرسمي على منصة إكس: "راعني أن أسمع أن إسرائيل تخصص، وفي وسط حالة حرب، أموالاً جديدة لبناء مزيد من المستوطنات غير المشروعة"، وأضاف "تدمير قطاع غزة بهذا الشكل أمر غير مقبول، هذا لا علاقة له بالدفاع عن النفس، ولن يجعل إسرائيل أكثر أمناً".

وأوضح بوريل أن "مسار السلام في الشرق الأوسط بعيد ولكنه ممكن"، لافتاً إلى أن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة هو الحل الأمثل للوضع الراهن.