وزارة الشباب والرياضة أطلقت تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي الحملة القومية لتعزيز المشاركة السياسية في الانتخابات الرئاسية المقبلة تحت شعار "شارك الكلمة كلمتك"، وتستهدف تنفيذ نحو 170 لقاء توعية بالمحافظات، من أجل حث الشباب للمشاركة الإيجابية بهذا الاستحقاق الانتخابي باعتباره مسئولية وطنية ملقاة علي عاتق المصريين، حيث تعقد اللقاءات بكل المحافظات بالإضافة الى نشر اللافتات والملصقات التى تهدف الى توعية الشباب بأهمية المشاركة السياسية وحثهم على الفاعلية والإيجابية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
كما تستعد الوزارة لتنفيذ لقاء توعية موسع بحضور ممثلي الهيئة الوطنية للانتخابات وأساتذة القانون الدستوري والعلوم السياسية، يشمل المستوى القومي وكافة قطاعات ومحافظات مصر، وذلك بواسطة تقنية "الفيديو كونفرانس" ليكون هذا ختام لقاءات التوعية التي أطلقتها الوزارة قبل بدء الصمت الانتخابي، وهو ما يفتح معه النقاش حول ضرورة وحتمية مشاركة شباب الجامعات فى الانتخابات الرئاسية المقبلة حيث تفصلنا أيام قليلة عن بدء عمليات التصويت للانتخابات الرئاسية للمصريين، خاصة وأن مصر فيها 21.9 مليون شاب أعمارهم بين 18 و29 عامًا، منهم 3.5 مليون طالب مقيدون بالتعليم العالى، و543.8 ألف خريج.
"شارك الكلمة كلمتك".. حملة قومية تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على أهمية المشاركة الشعبية والشباب في الانتخابات المقبلة، حيث يدلى 67 مليون ناخب بأصواتهم داخل 10 آلاف و85 مركز اقتراع للاختيار بين 4 مرشحين، وهم كل من عبد الفتاح السيسي الرئيس الحالي، وعبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي، ومن المقرر أن تبدأ عمليات التصويت للانتخابات للمصريين في الخارج في الأول من ديسمبر المقبل، وتستمر لمدة 3 أيام، كما ستبدأ عمليات التصويت للمصريين في الداخل أيام 10 و11 و12 من ديسمبر – بحسب دراسة المفكر والمؤرخ القضائى القاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة تحت عنوان: "ضمانة المشاركة الشعبية فى الانتخابات الرئاسية الطريق الاَمن لاستقرار الوطن وتنميته".
في البداية - إن منطقة الشرق الأوسط تمر بظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، حيث يشهد عالم اليوم مخاطر محتملة وتحولات سياسية وثقافية واستراتيجية كبيرة نتيجة احتكار النظام الأحادي وصراع الدول الكبرى لجعله متعدد الأقطاب، ويأتى الاستحقاق الدستورى المصرى بإجراء الانتخابات الرئاسية وسط زخم هذه الأحداث، وما يهم المواطن المصرى هو أن يأتي رئيس قوي قادر علي مواجهة التحديات للحفاظ علي قوة مصر فى ظل ملفات دولية وإقليمية غير طبيعية ومعقدة مما يستلزم استنهاض الوعى العام بالمشاركة الشعبية فى الانتخابات الرئاسية، ودور الشباب فى المشاركة الشعبية فى تلك الانتخابات من خلال عدة أفكار أهمها أن الانتخابات الرئاسية استحقاق دستورى يبرز الوجه الحضاري لمصر يجب أن يكون الشباب على قمة مسئولياته – وفقا لـ"خفاجى".
أولاً: الشباب عانى طويلاً من تهميشه في العمل السياسى.. والقاعدة المعروفة عالمياً إذا أهملت الشباب أهملك الشباب وعلى رؤساء الجامعات العبء الأكبر لترسيخ مفاهيم الديمقراطية في العمل الطلابى
لقد عانى الشباب طويلاً من تهميشه في العمل السياسى، والقاعدة المعروفة عالمياً إذا أهملت الشباب أهملك الشباب، وظل الشباب فترات طويلة خاضعاً تحت تأثير الفكر الرعوى والأبوى مما جعله غير قانع بالمشاركة في الشأن العام، والشباب يجب تعويده أولاً على القيادة والمشاركة التنظيمية والتى تبدأ في الاتحادات الطلابية بالجامعات ثم تأتى دور المنظمات غير الحكومية، ويضيف مع ملاحظة أن الإتحادات الطلابية هى النواه الأولى لتعليم الشباب معنى التنظيمات الشرعية وعلى رؤساء الجامعات العبء الأكبر لترسيخ مفاهيم الديمقراطية في العمل الطلابى، لأن الإتحادات الطلابية هى التنظيمات الشرعية التى تعبر عن آراء الطلاب وطموحاتهم بالجامعات والكليات والمعاهد، ويمارسون من خلالها كافة الأنشطة الطلابية في إطار التقاليد والقيم الجامعية الأصيلة وهى التى ترعى مصالحهم وتقوم على التنظيم الطلابى وكفالة ممارسته وتمثيل الطلاب أمام الجهات المعنية – الكلام لـ"خفاجى".
ويشير إلى أن الأهداف التى تسعى إليها الاتحادات الطلابية كتنظيم شرعى للتعبير عن الآراء المسئولة فقاً لما نصت عليه المادة 318 من قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2523 لسنة 2017 بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972، وعلى قمة الأهداف التى ترمى إليها هذه الإتحادات الطلابية – وفقاً للمادة 219 من ذات اللائحة - العمل على إعداد كوادر طلابية قادرة على تحمل المسئولية وترسيخ الوعى الوطنى وإعلاء قيمة الانتماء والقيم المجتمعية وتعميق أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة لدى الطلاب – هكذا يقول "خفاجى".
ثانياً: العمل الحزبى محظور فى الجامعات لكن تثقيف الطلاب سياسياً جائز ومطلوب لتعويدهم على القيادة وإطلاعهم على أحداث المجتمع وتوعيتهم بكافة قضاياه
وفى الحقيقة العمل الحزبى محظور فى الجامعات، ولكن العمل السياسى وليس الحزبى حق أصيل للطلاب داخل الجامعات وهى المكان الجامع الذى تنصهر في بوتقته قدرات الطلاب من النواحى العلمية والثقافية والسياسية والاجتماعية، وذلك من خلال ممارستهما لحقين دستوريين هما حقى الترشيح والانتخاب فى الإتحادات الطلابية لتنمية القيم الروحية والأخلاقية والوعى الوطنى والقومى بينهم وتعويدهم على أصول القيادة واتاحة الفرصة لهم للتعبير المسئول عن اَرائهم، ويجب أن يجد الطلاب متنفساً لممارسة العمل السياسى دون الحزبى بالجامعة بشكل صحيح ولن يكون ذلك مستقيماً إلا إذا قام الأساتذة بتثقيف الطلاب سياسياً لإطلاعهم على أحداث المجتمع وتوعيتهم بكافة قضاياه من خلال الأنشطة الطلابية حتى يتخذوا مواقفهم بصورة مستنيرة وحتى تتحقق الاستفادة المرجوة من طاقات الطلاب فى خدمة المجتمع بما يعود على الوطن بالخير والتقدم بحسبانهم أمل الوطن فى مستقبل أفضل – طبقا لـ"خفاجى".
وليس أدل على ممارسة الطلاب لحقوقهم السياسية داخل أسوار الجامعة من حقى الترشيح والانتخاب للإتحادات الطلابية كصورة مصغرة لممارسة حقوقهم السياسية فى المجتمع بعد التخرج، ومن ثم لا يوجد أية قيود على أن يناقش الطلاب الأمور السياسية بحيث يجب أن يبقى الفكر السياسى للطلاب حراً طليقاً من كل قيد طالما أنه يصب فى النهاية لصالح الوطن، لكن يجب ألا يتجاوز استخدام هذا الحق داخل الجامعات إلى إنشاء تنظيمات حزبية أو سرية أو كيانات غير مصرح بها قانوناً وسواء بالنسبة للطلاب أو الأساتذة، فهذا أمر محظور داخل الجامعات.
ثالثاً: على القيادات الجامعية تبصير الطلاب بأسس التربية السياسية الصحيحة فى الحوار لمواجهة عزوف الشباب عن المشاركة السياسية فى البلاد والاهتمام بتجارب الدول المتقدمة فيما يتعلق بالبرلمانات الشبابية
وظاهرة عزوف طلاب الجامعات عن المشاركة فى الانتخابات لا تخرج من فراغ وإنما ترجع فى الأساس إلى تقصير القيادات الجامعية فى القيام بواجبها نحو تبصير الطلاب بأسس التربية السياسية الصحيحة لهم والتقصير عن أداء واجبهم، كذلك فى الحوار والنقاش وقبول الرأى الأخر والموعظة الحسنة وتعليمهم - وهم الأمانة فى أعناقهم – بأساليب حقى الترشيح والانتخاب الحر النزيه لممثليهم من خلال الإتحادات الطلابية، وذلك للحد من ظاهرة عزوف الشباب عن المشاركة السياسية فى البلاد مع الاهتمام بتجارب الدول المتقدمة فيما يتعلق بالبرلمانات الشبابية التى يجدون فيها الفرصة للتعبير عن أنفسهم للحيلولة دون احتكار الجيل القديم مواقع القوة والنفوذ فى جميع مؤسسات الدولة والتى يكاد يكون دور الشباب فيها محدوداً وضئيلاً فيما مضى من عقود – هكذا يقول "خفاجى".
ويجب أن تزكى الجامعات فى نفوس الشباب قيمة عليا من قيم المجتمع وتبلور إحساساً وشعوراً رفيعاً لمعنى من المعانى السامية وأهمها المعانى التى تجسد قيمة العقل وأهمية الإبداع، وتلك التى تتعلق بقيم الحق والعدل والشجاعة والمساواة بين الناس كافة، واحترام الأخرين وجوداً ورأياً وحرية وتقبل الأخر بصرف النظر عن جنسه أو دينه أو عنصره أو أصله الاجتماعى أو اعاقته أو أى وجه من وجوه التمييز، وتلك التى تربط بين الوطنية والوطن بما يكفل إعلاء الانتماء والولاء لمصر.
رابعاً: الانتخابات الرئاسية استحقاق دستورى يبرز الوجه الحضاري لمصر يجب أن يكون الشباب على قمة مسئولياته
إن الاستحقاق الدستوري بإجراء الانتخابات الرئاسية، حدث وطني هام، يبرز الوجه الديمقراطي الحضاري المشرق لمصر يجب أن يكون الشباب على قمة مسئولياته، ووسيلة لتجديد الحياة السياسية، وهم القوة الفاعلة في مسيرة الديمقراطية التي تعد أهم منجزات هذا الوطن، ويجسد واقع وإنجازات التجربة الديمقراطية المصرية في مجالى الأمن والتنمية، وعلى هذا الأساس فإن الانتخابات الرئاسية، تشكل مفصلاً ديمقراطياً هاماً، وهى ترجمة لإرادة سياسية حقيقية بإجرائها وفقاً لأعلى المعايير الدولية لدرجات النزاهة والشفافية، بحيث تكون كما أرادها المشرع الدستورى، نموذجاً في النزاهة والحيادية والشفافية، ومحطة هامة في مسيرة الإصلاح الوطني وانحيازاً للديمقراطية والدستور.
3.5 مليون طالب جامعى في مصر بحسب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء
الجدير بالذكر أنه في أغسطس 2023 أعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، في تقرير بمناسبة اليوم العالمى للشباب، أن نسبة الشباب في مصر تبلغ 21% من إجمالى السكان، منهم 3.5 مليون طالب مقيدون بالتعليم العالى، و543.8 ألف خريج، موضحًا أن نسـبة مساهمة تلك الفئة في قوة العمل تبلغ 39.2%، كما أن نسبة الشباب المشتركين في التأمينات الاجتماعية تبلغ 21.1% من إجمالى العاملين.
وأظهرت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد الشباب في الفئة العمرية من 18 حتى 29 سنة بلغ 21.9 مليون نسمة، بنسبة 21% من إجمالى السكان منها 50.5% ذكورًا، و49.5% إناثًا، مشيرة إلى أنه طبقًا لبيانات النشرة السنوية للطلاب المقيدين، بلغ إجمالى عدد الطلاب المقيدين بالتعليم العالى 3.5 مليون طالب 51% ذكـورًا، 49% إناثًا، وبلغ إجمالى عدد الطلاب المقيدين في الجامعات الحكومية والأزهرية 2.4 مليون طالب، مقابل 228.9 ألف طالب في الجامعات الخاصة.