وسط مناشدات دولية بضرورة استمرار الهدنة الإنسانية فى قطاع غزة، وبالتزامن مع دخولها يومها الأخير يلعب الوسطاء فى القاهرة والدوحة جهودا مضنية لمحاولة تمديد الهدنة لمدة إضافية غير معلومة حتى الساعة.
وتفاوتت تصريحات الأطراف فى حماس وإسرائيل حول مدة التمديد الجديدة، فإسرائيل تشير إلى يومين إضافيين وحماس ألمحت إلى أربعة أيام، ولكن المؤكد أن الطرفان لا يختلفان على مبدأ التمديد الذى أصبح ضرورة ملحة لسكان القطاع.
ووفقا لكالة الأنباء الفرنسية، فإن حماس أبلغت الوسطاء بموافقة المقاومة على تمديد الهدنة لأربعة أيام، في حين يُتوقع أن تستمر الهدنة حتى الساعة السابعة من صباح الخميس، بعد تمديدها يومين بالأساس.
وقال المصدر فى حماس، إن لدى الحركة ما يمكّنها من إطلاق سراح أسرى إسرائيليين محتجَزين لديها ولدى فصائل المقاومة وجِهات مختلفة، خلال هذه الفترة، ضمن الآلية المتبَعة والشروط نفسها.
وقال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، وفقا لـ"العربية": "إن تمديد الهدنة أياماً إضافية احتمال وارد، وعملية التفاوض تسير باتّجاهين: الأول إنساني يشمل الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى، والثاني سياسي يتعلّق بكيفية إنهاء العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وبالتالي فتح الباب لمعالجة ذيول كل ما جرى وإبرام صفقة تبادل تشمل كل الأسرى".
أما في ما يتعلق بإطلاق سراح عسكريين إسرائيليين، فاعتبر حمدان "أنه من المُبكر بل من الصعب الحديث الآن عن مفاوضات الجنود العسكريين في ظل استمرار معاناة الشعب الفلسطيني والعدوان الإسرائيلي".
لكنه ألمح إلى شرط قد يفتح المجال أمام مناقشة الموضوع ألا وهو "وقف الحرب، إذ حينها تُصبح الفرصة سانحة وملائمة للحديث عن إطلاق الجنود".
كما أكد حمدان "أن شروط وقواعد صفقة تبادل الجنود الإسرائيليين الأسرى ستكون مختلفة تماماً عن شروط وقواعد المفاوضات والهدنة الحالية".
وبالتزامن مع تصريحات حماس، كشفت هيئة البث الإسرائيلية الحكومية، عن استعداد إسرائيل لتمديد اتفاق الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى ليوم أو يومين إضافيين.
وقالت الهيئة نقلا عن مسئولين اسرائيلين أن هناك قمة عقدت في الدوحة وشارك فيها مسئولون من قطر ومصر وإسرائيل وأمريكا، والتى عملت على بلورة صفقة تشمل إطلاق سراح جنود من الجيش الإسرائيلي.
وقالت الهيئة أن اطلاق سراح الجنود سيتم جنبا إلى جنب مع الرهائن المحتجزين، لافته إلى أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أنه سيكون من الممكن تمديد الاتفاق الحالي ليوم أو يومين إضافيين.
وتابعت: "أي أنهم سيواصلون إطلاق سراح حوالي 10 محتجزين مقابل كل يوم من وقف اطلاق النار ومقابل إطلاق سراح 30 فلسطينيا".
ووفقًا لـ"سي إن إن" أكدت مصادر، إن هناك توافقاً بين المسؤولين المصريين والقطريين والإسرائيليين والأمريكيين في محادثات الدوحة، على السعي لتمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس لإعادة مزيد من الأسرى من غزة.
وأضاف المصدر: "إذا أفرجت (حماس) عن 10 إسرائيليين، كما هو مخطط اليوم، فمن الممكن أن تسلّم قائمة بأسماء محتجزين إضافيين لتحصل على هدنة لأربع وعشرين ساعة أخرى".
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه مع دخول الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يومها السادس يسعى الوسطاء الدوليون لتمديد وقف إطلاق النار بين الطرفين في ظل استمرار عمليات إطلاق الأسرى والسجناء بين الجانبين.
وأشارت الصحيفة إلى أن منظمات الإغاثة الدولية يحدوها الأمل أن اتفاق الهدنة قد يتيح الفرصة لتوصيل المزيد من مواد الإغاثة لسكان قطاع غزة، الذين هم في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية في ظل الحصار الكامل المطبق على غزة، ولاسيما في ظل تفاقم الوضع الإنساني هناك مع اقتراب فصل الشتاء.
وتقول الصحيفة أنه من أجل هذا الهدف توجه مسئولان أمريكيان رفيعا المستوى إلى المنطقة للعمل على تمديد الهدنة بين الجانبين لأطول فترة ممكنة والحفاظ على التوقف الحالي لوقف إطلاق النار في الحرب التي هزت مشاعر العالم وفاقمت من حدة التوتر والاضطراب في المنطقة.
وكشفت الصحيفة أن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل أنه في حالة استئناف قصفها لقطاع غزة، لا يجب على الإطلاق الاستمرار في حجم العنف الذي نفذت به عمليتها العسكرية على شمال غزة، والتي أدت إلى تدمير ما يربو على نصف المباني هناك مما دفع العديد من المدنيين إلى النزوح عن ديارهم.
وتشير الصحيفة إلى جهود واشنطن في هذا الصدد حيث يشير إلى توجه رئيس المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى قطر أمس الثلاثاء للقاء نظيره الإسرائيلي على أمل التوصل لاتفاق لتمديد الهدنة الحالية والتي سوف تنتهي غدا الخميس.
وفى ظل تلك المفاوضات استمرت المطالب الدولية بضرورة تمديد الهدنة، حيث طالبت دول مجموعة السبع، بتمديد الهدنة الإنسانية فى غزة، فيما عبرت عن تقديرها لدور مصر وقطر والولايات المتحدة في تأمين الهدنة الحالية فى القطاع.
ورحب وزراء خارجية مجموعة السبع (كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الممثل السامي للاتحاد الأوروبي) بالإفراج عن بعض المحتجزين لدي حركة (حماس) والجماعات الأخرى في 7 أكتوبر الماضي والهدنة الأخيرة التي سمحت بزيادة المساعدات الإنسانية للوصول إلى المدنيين الفلسطينيين في غزة.
وأكد البيان أهمية حماية المدنيين والامتثال للقانون الدولي، ولا سيما القانون الإنساني الدولي، والالتزام بالعمل مع جميع الشركاء في المنطقة؛ لمنع تصاعد الصراع، وعدم التهديد أو التدخل في الممارسة القانونية للحقوق والحريات الملاحية لجميع السفن.
ومن جانبها قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن موسكو تتواصل مع الشركاء الإقليميين لإطالة أمد الهدنة الإنسانية في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقالت: "لدينا بالتأكيد اتصالات مع بلدان المنطقة، ولدينا علاقات مع الدول ومع القوى السياسية التي يمكنها التأثير على الوضع. نحن نفعل ذلك منذ اليوم الأول".
وكان من المفترض أن تنتهي الهدنة بين إسرائيل و"حماس"، ليل الاثنين الماضي، لكن تم الاتفاق على تمديدها ليومين إضافيين، على أن تنتهي غدا الخميس، فى انتظار اتفاق جديد يُعيد الأمل لأهل غزة.