سادت حالة من الحزن على الشعب المصرى أمس، بعد خسارة منتخب مصر من الكونغو الديمقراطية بركلات الجزاء الترجيحية ليودع الفراعنة بتلك الخسارة بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023 من دور ثمن النهائي، حيث فشل منتخب مصر في تحقيق أي فوز خلال النسخة الحالية من كأس الأمم الأفريقية.
ولم يقتصر الحزن على الشعب فقط، بل امتد ليصل "تحت القبة"، حيث أثارت خسارة المنتخب المصرى وخروجه من البطولة الأفريقية، غضب البرلمان، مما دفع العديد من النواب للتقدم بطلبات إحاطة يطالبون فيها باستقالة اتحاد الكرة ومحاسبة المسئولين عن التعاقد مع روى فيتوريا مدرب المنتخب المصرى.
من جانبه، تقدم النائب سليمان وهدان، عضو مجلس النواب، ونائب رئيس حزب الوفد، بطلب إحاطة موجه إلي رئيس مجلس الوزراء، ووزير الشباب والرياضة، بشأن خروج مصر من بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في كوت ديفوار من الدور ثُمن النهائي.
وقال وهدان في طلبه، إنه بالرغم من أن الدولة المصرية سخرت جميع التسهيلات والإمكانيات والدعم الشعبي والرسمي ماليًا ومعنويًا لمنظومة كرة القدم في مصر ممثلة في الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي لم يكن له أي إنجاز رياضي، حيث تم تشكيله من خلال "شِلل" كلفت الدولة ميزانية كبيرة وجهاز إداري يأخذ مرتباته بالعملة الصعبة.
وطالب عضو مجلس النواب، بمحاسبة هذا الفساد ومحاسبة المتسببين في إهدار المال العام والوقوف على المتسبب في هذا الوضع الذي وصلت إليه منظومة كرة القدم في مصر.
واختتم وهدان طلبه، قائلًا: "لقد حان وقت المحاسبة التي نطالب بها منذ خروج مصر من كأس العالم، ومحاسبة كل من تسبب فيما وصلنا إليه من وضع مؤسف وحزين أساء لسمعة كرة القدم المصرية، نتيجة الفشل وسوء الإدارة الذي أدى إلى الخروج المهين لنا ولتاريخنا".
كما طالب النائب سليمان وهدان، مجلس إدارة الاتحاد بالتقدم باستقالته وحل المجلس الذي تسبب في الإخفاق المتكرر للمنتخب بعد أن كانت مصر حاملة للقب سبع مرات.
فيما طالب الدكتور أيمن محسب، بمحاسبة المسئول عن التعاقد مع المدرب روى فيتوريا الذي يتقاضي 2 مليون و400 ألف دولار سنويًا، رغم أنه لم يقدم شيئا للفريق القومي حتى الآن، الأمر الذي يُعد إهدارًا للمال العام.
وقال محسب في طلب الإحاطة الذى تقدم به ووجهه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الشباب والرياضة، بشأن إخفاق المنتخب المصري لكرة القدم في البطولة الأفريقية، والأداء المتواضع الذي ظهر به، إن هناك حالة من الصدمة أصابت جمهور كرة القدم بعد خروج المنتخب المصري من البطولة، بعد أداء شديد التواضع على مدار 4 مباريات، وهو أمر يجب أن نتوقف عنده خاصة أن هذه اللعبة هي اللعبة الشعبية الأولى في مصر والتى تحظي بدعم كبير على كافة المستويات.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن خروج مصر من البطولة الأفريقية هو انعكاس طبيعي لما آلت إليه كرة القدم بصفة خاصة ومنظومة الرياضة بصفة عامة في مصر، التى أصابها العشوائية والفساد وسوء الإدارة خاصة من جانب اتحاد الكرة، نتيجة الاختيارات الخاطئة، وسياساته العشوائية التى تنم عن عدم فهم ووعي بمتطلبات المرحلة واحتياجات الفريق القومي وصولًا إلى الفشل الذريع في إدارة منظومة كرة القدم في مصر، أو حل مشاكلها، فكان الاتحاد دائمًا مصدر للمشكلات وجزءًا منها.
وتوجه النائب أيمن محسب، بسؤال إلى وزير الرياضة: "لماذا وصل منتخبنا الوطني إلى هذه المرحلة رغم الدعم السياسي غير المسبوق المقدم له؟"، مؤكدًا أن المنتخب الوطني أصبح في حالة يُرثى لها على يد اتحاد الكرة بقيادة جمال علام، وهو يستدعى الاستقالة الفورية وتحملهم مسئولية ما قدمه الفريق من مستوى متواضع، قائلًا:"كفانا مجاملات لم تورثنا سوى الإخفاقات المتلاحقة حتى أصبح الأمر إهدارًا للمال العام".
وتابع محسب: "الفريق القومي لعب البطولة في ظل إجماع على تواضع مستوى المدرب روي فيتوريا، الذي تعاقد معه اتحاد الكرة مقابل 2 مليون و400 ألف دولار سنويًا، أى أنه يحصل على 200 ألف دولار شهريًا، وهو بذلك يتصدر قائمة أعلى رواتب مدربي القارة محتلًا المركز الثاني، رغم أنه لم يقدم شيئا يذكر ولم ينفذ مشروعًا لكرة القدم المصرية، كما برر أعضاء الاتحاد التعاقد معه لمدة 4 سنوات".
وطالب عضو مجلس النواب، بمحاسبة المسؤولين عن التعاقد مع المدرب فيتوريا، كذلك محاسبة المسؤولين عن المجاملات في اختيار اللاعبين، وما حدث داخل معسكر المنتخب من وقائع وأحداث تعكس وجود حالة من التسيب وعدم الالتزام بالمهمة القومية التى يقوم بها الفريق.
وشدد النائب أيمن محسب، على ضرورة محاسبة المسئولين عن هذا الإخفاق ممثلًا في اتحاد اللعبة الذي يحصل على كل أشكال الدعم، لأن التقاعس عن عدم محاسبة هذا الاتحاد سيؤدي إلى مزيد من الفشل والاخفاقات، مطالبًا بأن تخضع عملية اختيار المدربين لمجموعة من المعايير الثابتة والواضحة والتى تتناسب مع طموح الشعب المصري الذي تُعد كرة القدم بالنسبة له متنفسًا مهمًا.
كما طالب محسب، بوضع استراتيجية واضحة لإدارة وتطوير منظومة كرة القدم، التى تحتاج إلى تغيرات جذرية للقضاء على العشوائية السائدة والمجاملات والفساد المالي والإدارى فيها، مؤكدًا أن اللعبة في كل دول العالم أصبحت صناعة ويمكن أن تصبح مصدرًا مهمًا للدخل القومي.