السبت، 23 نوفمبر 2024 06:13 م

فى ذكرى الإسراء والمعراج.. علاقة المسجد الأقصى بنشوب الحرب بين إسرائيل وحماس.. القضاء الإسرائيلى منع "الغزاوية" من القدس منذ 24 عاماً.. وتكاليف زيارة المسلمين للأقصى تصل (6,250 دولارًا)

فى ذكرى الإسراء والمعراج.. علاقة المسجد الأقصى بنشوب الحرب بين إسرائيل وحماس..  القضاء الإسرائيلى منع "الغزاوية" من القدس منذ 24 عاماً.. وتكاليف زيارة المسلمين للأقصى تصل (6,250 دولارًا)  المسجد الأقصى - أرشيفية
الثلاثاء، 06 فبراير 2024 03:00 م
كتب علاء رضوان

>>المحكمة الإسرائيلية مايزت  بين المسلمين والمسيحيين فى الوصول إلى الأماكن المقدسة للفتنة بينهما  

>>لأول مرة فى العالم القضاء الإسرائيلى يفرض تكاليف تعبد عقابية لردع المسلمين "مسلك المتعبدين" من أجل التعبد والصلاة بمبلغ خيالى قدره 25,000 شيكل (6,250 دولارًا)

>>الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة عنصرية على أساس دينى ضد مسلمى غزة تجاه المسجد الأقصى  

>> والمسلمون يتشوقون لقبة الصخرة المُذهبة قبل الشهادة، ولم يرون القدس إلا عبر قصص الجَدَّات

>>المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله، وإسرائيل تتخذ من الدين مصدراً للصراع والاستعلاء والانتقام

 

 

تمر علينا هذه الأيام ذكرى ليلة الإسراء والمعراج تلك المعجزة التي تظل خالدة في أذهان المسلمين، وتكون الإسراء والمعراج في يوم 27 رجب لعام 1445 هجرية، وعلينا أن تذكر جميعا الدروس المستفادة من هذه القصة التي خص بها الله تعالى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم -على سائر الرسل -عليهم السلام- ويبدأ موعد الإسراء والمعراج من مغرب يوم الأربعاء 26 رجب 1445هـ الموافق 7-2-2024 إلى فجر الخميس 27 رجب 1445هـ الموافق 8-2-2024.

 

وتأتى ذكرى ليلة الإسراء والمعراج بالتزامن مع شن قوات الاحتلال الاسرائيلى الحرب على غزة التي وصلت عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 27,585 والمصابين إلى 66,978، حيث يتساءل العالم وشعوبه وقاداته عن الأسباب التى أدت إلى العنف الدموى فى الجرائم المرتكبة على أرض غزة، والنزاع المسلح الشرس منذ أكتوبر 2023 الدائر بين قوات الإحتلال الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية حماس بقطاع غزة وراح ضحيتها الاف المدنيين خاصة الأطفال والنساء والشيوخ. 

 

ززي

 

فى ذكرى الإسراء والمعراج.. علاقة المسجد الأقصى بنشوب الحرب بين إسرائيل وحماس

 

في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على علاقة الحرب على غزة بالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، ما يؤكد أن النزاع المسلح لم يقم بين عشية وضحاها بل كان بسبب ماض ٍ طويل من الممارسات الإسرائيلية الخارقة للقانون الدولى وللحقوق الإنسانية لسكان غزة، وفك طلاسم الأسباب على مدار عدة عقود زمنية أدت إلى النزاع المسلح الاَن وما خلفه من جرائم الإبادة الجماعية بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، والكشف عن مدى المعاناة التى عاشها الفلسطينيون خلالها على أيدى قوات الإحتلال من أفعال غير إنسانية أدت إلى ما نحن فيه، وتبين للعالم غياب العدالة الإنسانية حتى من القضاء الإسرائيلى ذاته الذى احتكم الفلسطينيون إليه من تصرفات الإحتلال البغيض – بحسب الدراسه التي اعدها المستشار القاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة  .

 

 

في البداية – نستعرض حكم المحكمة العليا الإسرائيلية فى ليلة الإسراء والمعراج الذى يمنع المسلمين فى غزة من الوصول إلى القدس للصلاة فى المسجد الأقصى منذ 24 عاماً وهم يشتمون رائحته قبل الموت، والمحكمة الإسرائيلية مايزت  بين المسلمين والمسيحيين فى الوصول إلى الأماكن المقدسة للفتنة بينهما، ولأول مرة فى العالم القضاء الإسرائيلى يفرض تكاليف تعبد عقابية لردع المسلمين "مسلك المتعبدين" من أجل التعبد والصلاة بمبلغ خيالى قدره 25,000 شيكل (6,250 دولارًا)، وأن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة عنصرية على أساس دينى ويمنع مسلمى غزة من زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، وهم يتشوقون لقبة الصخرة المُذهبة قبل الشهادة، ولم يرون القدس إلا عبر قصص الجَدَّات، والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله، وإسرائيل تتخذ من الدين مصدراً للصراع والاستعلاء والانتقام، وهو ما نعرضه فى 7 نقاط – وفقا لـ"خفاجى".

 

99a08124-56f5-445b-a5ff-95cb8f7f8274

 

أولاً: المحكمة الإسرائيلية المركزية في بئر السبع ترفض قضية (6) سيدات ملسمات فى غزة يطلبن الذهاب إلى القدس للصلادة فيه   

 

وتخلص وقائع القضية فى أن الحكومة الإسرائيلية رفضت طلب (6) سيدات مسلمات من قطاع غزة وجميعهن فوق الأربعين من العمر للذهاب إلى القدس من أجل الصلاة فى المسجد الأقصى فلجأن مع جمعية جيشا الإسرائيلية - المسجلة رسميا من 2005 - وتعنى بحقوق الإنسان ومن بين أبرز أهدافها السعي من أجل حماية حقوق الفلسطينيين في كافة مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خاصة حق التنقل – إلى المحكمة الإسرائيلية المركزية في بئر السبع للمطالبة بإلغاء القرار الصادر بمنعهن من الذهاب للقدس لممارسة حقهن فى العبادة والصلاة فى المسجد الأقصى، إلا أن المحكمة المركزية في بئر السبع أصدرت حكمها برفض القضية ومنعت السيدات المسلمات من الذهاب إلى القدس وحالت بينهن وبين الصلاة فى المسجد الأقصى – الكلام لـ"خفاجى" .

 

ثانياً: (6) سيدات مسلمات للمحكمة العليا الإسرائيلية: تمنعون المسلمين والمسلمات بغزة للذهاب إلى القدس للصلاة فى المسجد الأقصى وتسمحون للمسحيين لإقامة شعائرهم !

 

وقد أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية فى أغسطس 2012 حكماً برفض الطعن على حكم أول درجة الذي أصدرته المحكمة المركزية في بئر السبع ورفضت الدعاوى القضائية التى رفعتها المسلمات الست بقطاع غزة من أجل الوصول إلى القدس للصلاة فى المسجد الأقصى وأيدت قرار الحكومة الإسرائيلية الصادر فى هذا الشأن، على حين أنها وافقت وأيدت قرار تلك الحكومة بالسماح للمسيحيين من غزة بالوصول إلى الأماكن المقدسة في إسرائيل والضفة الغربية في أيام العطلات، وكان منع المحكمة للمسلمين بقطاع غزة منعاً قاطعاً من الوصول إلى القدس لمنع الصلاة فى المسجد الأقصى – طبقا لـ"خفاجى" . 

 

زززييزي

 

ويضيف بهذا الحكم اعترفت إسرائيل بحق المسيحيين الذين يعيشون في غزة في حرية العبادة من خلال السماح بالسفر إلى القدس والضفة الغربية خلال العطلات، مع مراعاة القيود العمرية والحصص العددية، بينما هى ترفض طلبات مماثلة نظيرة من قبل المسلمين من غزة بشكل قاطع,  من الوصول إلى القدس.

 

ثالثاً: المحكمة العليا الإسرائيلية فرقت  بين المسلمين والمسيحيين فى الوصول إلى الأماكن المقدسة، ومايزت بينهما للفتنة

 

ويذكر استندت المحكمة العليا الإسرائيلية فى حكمها فى حجة تخالف العرف الدولى عن حرية إقامة ممارسة الشعائر الدينية بقولها أنه يجوز التمييز بين المسلمين والمسيحيين لغرض الوصول إلى الأماكن المقدسة ! ومايزت بينهما للفتنة بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بشأن المعتقد الديني للفلسطينيين في غزة من أجل الوصول إلى الأماكن المقدسة، بحجة أن السكان المسيحيين في غزة هم أقلية، وعلى زعم من أن حريتهم في العبادة تنتهك في ظل نظام حماس وقبلت المحكمة دفاع إسرائيل بأن التزاماتها تجاه سكان غزة تقتصر على السماح بالسفر في "حالات إنسانية استثنائية"، وهو نادر جداً يكاد لا يحدث عملاً .

 

31c9a4d2-0fe2-4766-9d9c-d42d6e214a6f

 

ويشير قد دافعت جمعية مسلك في مناشدتها للمحكمة بأن سياسة عدم السماح للمسلمين من غزة بالوصول إلى الأماكن المقدسة في إسرائيل والضفة الغربية تعود إلى ما قبل سيطرة حماس على غزة عام 2007، كما  قدمت جمعية جيشا أيضًا وثائق تظهر أن إسرائيل لا تعترف حتى فى "الحالات الإنسانية الاستثنائية".

 

رابعاً: لأول مرة فى العالم المحكمة الإسرائيلية تفرض تكاليف عقابية لردع المسلمين  "مسلك المتعبدين" من أجل التعبد والصلاة بمبلغ خيالى قدره 25,000 شيكل (6,250 دولارًا)  

 

يكشف الدكتور محمد خفاجى عن اختراع إسرائيل بفرض تكاليف تعبد كعقاب لردع المسلمين ويقول أن المحكمة الإسرائيلية تفرض تكاليف المحكمة لتعجيز غزة من أجل التعبد والصلاة بمبلغ خيالى قدره 25,000 شيكل (6,250 دولارًا) حيث قبلت المحكمة جزئيًا استئناف قرار المحكمة المركزية بفرض تكاليف المحكمة على "مسلك المتعبدين" بمبلغ مرتفع للغاية قدره 25,000 شيكل (6,250 دولارًا)، مصحوبًا بملاحظات مهينة حول عمل "مسلك" باعتبار أن من رفع القضية  منظمة لحقوق الإنسان، وهو انحراف عمدى من المحكمة الإسرائيلية المركزية فى بئر السبع في النظر في هوية منظمة "جيشاه" كمنظمة لحقوق الإنسان، وانحراف من المحكمة عن المعيار المقبول للتكاليف في الالتماسات من مثل هذا النوع. 

 

4347c17c-2c37-420d-8bb5-7f1878665a1c

 

ويشير طلبت رافعات الدعوى مع منظمة جيشاه بالنظر فى تلك المبالغ , وأن تضبط المحكمة نفسها في التدخل في فرض التكاليف، وبالفعل خفضت المحكمة العليا المبلغ إلى 12,000 شيكل (3000 دولار) وقالت السيدات اللاتى رفعن القضية  إن تكاليف المحكمة المرتفعة بشكل غير عادي ترقى إلى تكاليف عقابية تهدف إلى ردع المسلمين الفلسطينيين فى قطاع غزة ومنظمات حقوق الإنسان عن طلب الرقابة القضائية على قرارات السلطات العسكرية الإسرائيلية .

 

خامساً: إسرائيل تتدخل فى حرية العبادة للمسلمين وتحرم سكان غزة من حُلم الصلاة في المسجد الأقصى منذ 24 عاماً  

 

ويوضح الفقيه القاضى منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987، فرضت إسرائيل قيودًا على وصول الفلسطينيين في غزة إلى القدس، مما أدى إلى تشديد القيود بعد اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000، حيث منعت إسرائيل سكان غزة من السفر إلى القدس منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 ، لكن ارتباطهم القوي بالمدينة المقدسة يلهم حملات جديدة من أجل التغيير حيث أن العائق الرئيسي الذي يقف في طريق سكان غزة من المسلمين بالتوجه إلى القدس هو القيود التي يفرضها الإحتلال الإسرائيلي، ويسجل التاريخ إخلاص كافة أبناء غزة للمسجد الأقصى في مواجهة محاولات التهويد الإسرائيلية. 

 

e20bfef4-e0cc-4126-990b-2979e3b30094

 

سادساً: الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة عنصرية على أساس دينى ويمنع مسلمى غزة من زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه طوال 24 عاماً، وهم يتشوقون لقبة الصخرة المُذهبة قبل الشهادة، ولم يرون القدس إلا عبر قصص الجَدَّات  

 

ويضيف "خفاجى": يكاد كل مسلم يتشوق إلى صورة قبة الصخرة المُذهبة خاصة المسلمين بقطاع غزة، ولازالوا يشتمون رائحة جدرانه القديمة ولا ينسون أبدًا لذة الصلاة في وسطها قبل الموت، وقد ألهمهم ذاك الطموح في نفوس الأبناء والأحفاد، الذين نشأوا في ظل الحظر الإسرائيلى دون سفرهم إلى القدس طوال 24 عاماً، ومعظمهم  لم ير القدس إلا عبر التلفزيون، ومن خلال قصص الجَدَّات عن الارتباط بآثار القدس المقدسة .

 

ويؤكد إن حكم المحكمة العليا الإسرائيلية  برفض النظر في طلبات مسلمي غزة الراغبين في الصلاة في القدس ينتهك حق المسلمين فى  حرية العبادة، كما أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة عنصرية على أساس دينى تمنع مسلمي قطاع غزة من ممارسة حقهم في حرية العبادة من خلال زيارة المسجد الأقصى  والصلاة فيه على الرغم من  أن حرية العبادة حق يكفله القانون الدولي لحقوق الإنسان، ويجب أن تكون متاحة لجميع الأفراد وليس لفئة دينية دون أخرى . 

 

f47f9bf4-790c-4767-a521-e53cb98e1be6

 

سابعاً: المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله,وإسرائيل تتخذ من الدين مصدراً للصراع الدينى والاستعلاء والانتقام  

 

فقد سعت قواعد الشريعة الإسلامية، ومن بعده قواعد القانون الدولي الإنساني لتوفير حماية لأماكن العبادة لا سيما زمن النزاعات المسلحة، وعلى الرغم من ذلك مازالت قوات الإحتلال الإسرائيلى تشهد العديد من الانتهاكات والاعتداءات الصارخة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي بأكمله بحرمان سكان غزة من الوصول إلى القدس للصلاة فى المسجد الأقصى الذى له أهمية لدى المسلمين نظراً لقيمته الدينية فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، فضلا عن كونه ثاني مسجد بني في الإسلام بعد المسجد الحرام، ولا ريب أن منع قوات الإحتلال الإسرائيلى لسكان غزة من الوصول للقدس لإقامة الصلاة فيه تعيد معه عصور الظلام فى التناحر منذ قرون؛ الذى أدى إلى كثير من الصراعات المفجعة – هكذا يقول "خفاجى".

 

ولكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين. ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر الدينية ، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة، حيث إن الديانات والمعتقدات تجلب الأمل والسلوى إلى مليارات البشر ، كما أن لها تأثير على المساهمة في تحقيق السلام والمصالحة، إلا أن إسرائيل  تتخذ من الدين مصدراً للتوتر والصراعات والتعقيد، مما يثير فتنة  ويؤجج مشاعر المسلمين وهم يرونها تخرق إطار القانون الدولي لحقوق الإنسان. 

 

da075f7f-5b35-49fd-9b51-e5705a358791

 

ويختتم الفقيه القاضى المصرى كم من ظلم وقهر وطغيان عايشه الفلسطينيون من سكان قطاع غزة منذ سنوات طوال من قوات الإحتلال الإسرائيلى وسائر سلطات إسرائيل حتى القضاء، ولا يعلم العالم أجمع - خاصة العربى من أصحاب التطبيع - شيئاً مفصلاً عن أحكام القضاء الإسرائيلى التى شرعنت جرائم الاحتلال، وخرقت الالتزامات والواجبات الدولية واغتصبت أرض فلسطين وثرواتها، وجعلت من إسرائيل نفسها كياناً متجبراً مستعلياً مستكبراً فوق البشر والدول، خاصة وإن سكان غزة تعرضوا لطغمة فاجرة على مدار سنوات مضت ظلت دفينة فى النفوس هديراً مدوياً لا يتحمله بشر.   

 

ظظ
 
19_2021-637548714916645935-664
 
المستشار القاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة

print