رفح الفلسطينية
وقفت تل أبيب وحدها على جانب الإرهاب والتطرف باستمرارها في خطة الهجوم على رفح الفلسطينية والتي تأوى أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني، في مواجهة العالم أجمع الذى حذر على مدار الأشهر الماضية من خطورة تلك الخطوة، في تحدى سافر لكافة المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية، ورغم أن حركة حماس أعلنت موافقتها على اقتراح الهدنة التي ترعاها القاهرة إلا أن إسرائيل ماضية في تنفيذ المزيد من المجازر.
واستيقظ العالم صباح اليوم على بدء الهجوم المكثف على مناطق شرق رفح، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، إنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري، في العملية العسكرية بدأها أمس، ووفقا للعربية ارتفعت أعمدة دخان كثيف في منطقة قريبة من معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر مع تكثيف إسرائيل لحملات القصف المدفعي.
وأفاد شهود عيان بأن القصف وقع في منطقة المشروع القريبة من المعبر مع تقدم الدبابات التي دخلت معبر رفح البري ومنعت وصول المساعدات وأوقفت حركة المسافرين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن العملية تهدف إلى القضاء على مسلحين من حماس وتفكيك البنية التحتية للحركة الفلسطينية في مناطق محددة من شرق رفح. وقال الجيش الإسرائيلي: "في الوقت الحالي لدينا قوات خاصة تقوم بمسح المعبر.. لدينا سيطرة على المنطقة والمعابر الأخرى ولدينا قوات خاصة تقوم بمسح المنطقة". وأوضح "نحن نتحدث فقط عن الجانب الغزاوي من معبر رفح".
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله، إن العملية العسكرية في رفح محدودة النطاق وضد أهداف معينة لحركة حماس في رفح، بحسب زعمه.
خطوة إسرائيل أفزعت العالم، فيما أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات فى بيان صادر عن وزارة الخارجية العمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية علي الجانب الفلسطينى من معبر رفح.
واعتبرت مصر أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطينى يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسى لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين فى غزة.
ودعت جمهورية مصر العربية الجانب الإسرائيلى إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، و التي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة.
كما طالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.
وانتفضت المؤسسات الدولية تناشد بتدخل حاسم لوقف إسرائيل، حيث قال الأمين العام للجميعة العامة للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ان الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح، أمر لا يمكن قبوله بسبب عواقبه الإنسانية المدمرة، مطالبا قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس ببذل جهد إضافي للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الدائرة. فيما قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن الشريانين الرئيسيين لإيصال المساعدات إلى غزة مختنقان حاليا.
كذلك أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، أنه لا شيء يبرر الهجوم المتهور على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، محذرا في منشور له على منصة إكس، من شن أي عملية عسكرية إسرائيلية على مدينة رفح التي يقطنها أكثر من مليون نازح، وشدد فرانسيس على أن شن عملية برية شرق رفح سيتسبب في مزيد من الكوارث الإنسانية.
وتابع فرانسيس: "أقولها صراحة، لا شيء يبرر الهجوم المتهور على رفح، والذي سيؤدي إلى المزيد من الكوارث الإنسانية".
فيما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من كارثة وشيكة جديدة على حوالى 600 ألف طفل يحتمون حاليًا فى رفح الفلسطينية.
وفى أول تعليق من واشنطن الحليف الأول لإسرائيل، قال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن "الولايات المتحدة لم تؤيد الهجوم البري الإسرائيلي على رفح منذ البداية، وأن موقفها لا يزال ساريًا".
وأضاف "كيربي"، أن "واشنطن على علم بالتقارير التي تفيد بأن إسرائيل تستعد لهجوم بري على رفح، بغض النظر عما إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس، لكنه لا يستطيع التحدث نيابة عن الجيش الإسرائيلي وأن القرار يخص تل أبيب".
وأردف: "أوضح الرئيس جو بايدن في مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الصباح، أننا لا نؤيد الهجمات البرية على رفح، فهي من شأنها أن تعرض حياة المدنيين لخطر كبير".
واعتبر أن "قيام إسرائيل بعملية برية في رفح - حيث يلجأ أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني - من شأنه أن يعرض حياة الكثير من المدنيين للخطر، وأنهم لا يريدون رؤية ذلك".
بينما تبنى الاتحاد الأوروبى موقفا أكثر صرامة تجاه ما قامت به إسرائيل، حيث حذر مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، من الهجوم على رفح، والخشية من سقوط مزيد من الضحايا المدنيين، مؤكدا أن تلك الخطوة ستؤدى إلى سقوط مدنيين مهما قالت إسرائيل عكس ذلك، وأضاف :"إن من المرجح أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى مقتل المزيد من المدنيين، مضيفا أن إسرائيل تشنه رغم التحذيرات الصريحة ضده من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
وأوضح بوريل، "الهجوم على رفح بدأ مجددا رغم كل طلبات المجتمع الدولي والولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والجميع يطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم الهجوم".
وتابع قائلا "أخشى أن يتسبب هذا مرة أخرى في سقوط الكثير من الضحايا، بين المدنيين. مهما قالوا"، مضيفا "لا توجد مناطق آمنة في غزة".
كذلك حضّت الصين، إسرائيل على وقف مهاجمة رفح، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان: "تدعو الصين إسرائيل إلى الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، ووقف مهاجمة رفح، وبذل كل ما في وسعها لتجنب كارثة إنسانية أكثر خطورة في قطاع غزة".
وأعربت جمهورية جنوب إفريقيا عن استيائها واستنكارها للإجراء الذي اتخذته إسرائيل، وأوردت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا :"نشعر بالرعب والدهشة من إعلان إسرائيل، وتلك الخطوة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين في غزة، في مشهد يتناقض مع القانون الدولي".
وشدد على أن رفح باتت بمثابة مأوى مؤقت للفلسطينيين بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع، وحرمانهم من الخدمات الغذائية والطبية.
