قالت صحيفة ذا هيل، إن احتمال قيام رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بإلقاء كلمة أمام الكونجرس الأمريكى يثير بالفعل عاصفة من الجدل فى الكابيتول هيل، حيث تعهد الديمقراطيون الليبراليون، الغاضبون من حرب إسرائيل فى غزة، بالمقاطعة.
وكان رئيس مجلس النواب الأمريكى، مايك جونسون، قد قال إنه على وشك دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، لإلقاء كلمة فى الكونجرس، حتى لو لم يوافق زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ، تشاك شومر على ذلك.
وقال جونسون، إن لم يوافق شومر على دعوة نتنياهو لإلقاء كلمة فى جلسة مشتركة، سنمضى قدما وسندعو نتنياهو لمجلس النواب فقط.
من جانبه، أكد زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ، تشاك شومر أنه تحدث إلى جونسون، موضحا أنه سيناقش ذلك مع رئيس مجلس النواب، مشيرا إلى متانة العلاقات مع إسرائيل.
وأشارت ذا هيل إلى أن الحرب فى غزة كانت صداعا مستمرا للرئيس جو بايدن وقادة الديمقراطيين الآخرين، الذين يحاولون تحقيق توازن دقيق بين دعم واشنطن لأقرب حلفائها فى الشرق الأوسط فى وقت حرب، مع إدانة عناصر من استراتيجية نتنياهو العسكرية التى أسفرت عن استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين فى غزة.
وتعكس تلك الديناميكيات تلك التى صاحبت آخر مرة ألقى فيها نتنياهو خطابا أمام الكونجرس عام 2015. حيث استغل رئيس الوزراء الإسرائيلى تلك الفرصة التى جاءت بدعوة من رئيس مجلس النواب الأسبق الجمهورى جون بونير، وهاجم نتنياهو الرئيس الأمريكى فى هذا الوقت باراك أوباما بسبب الاتفاق النووى الوليد مع إيران، وكان هذا توبيخا غير عادى من قائد أجنبى على أرض الرئيس، وهو ما أدانه على نطاق واسع حلفاء أوباما الديمقراطيون.
وبعد تسع سنوات، فإن بعض من نفس هؤلاء الديمقراطيين يعربون عن مخاوفهم من أن نتنياهو سيستغل المنصة مجددا لتعزيز أجندته السياسية، حتى لو كان ذلك يعنى ملاحقة إدارة بايدن.
ونقلت الصحيفة عن النائبة جين سكاكوسكى، الديمقراطية اليهودية، إنها قاطعت الزيارة الأخيرة لنتنياهو، ولن تحضر بالتأكيد هذه المرة، واصفة رئيس الوزراء الإسرائيلى بأنه يمثل تهديدا.وأضافت قائلة أن حضوره لن يساعد فى دفع الأمور إلى أى مكان.
وجاء هذا بعد أيام قليلة من توجيه المحكمة الجانئية الدولية الاتهام لنتنياهو ووزير دفاعه بارتكاب جرائم حرب فى قزة. واتهمت المحكمة القادة الإسرائيليين باستهداف المدنيين بشكل مباشر واستخدام التجويع كسلاح حرب،وهى الاتهامات التى زادت من معارضة الليبراليين لزيارة نتنياهو المحتملة.
من جانبه، قال النائب هانك جونسون، الديمقراطى عن ولاية جورجيا أن نتنياهو يبدو عازما للغاية للقضاء على سكان غزة.. ولا أرى ما يستلزم أن يلقى رجل متهم دوليا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خطابا أمام مجلسى الكونجرس.
وأضاف جونسون أنه يعتقد أنه سيكون غير مناسب له أن يحضر ويدير ظهره لنتنياهو، لذلك ربما يقرر عدم الحضور، حتى لا يكون مزعجا أو غير محترم بشكل غير مبرر.
أما النائب مارك بوكان، الديمقراطى من ولاية ويسكونسن، والرئيس السابق للتكتل التقدمى وأحد ابرز منتقدى ناتياهو، أن اتهامات المحكمة الجنائية الدولية قد استزفت نتنياهو من أى مصداقية سواء كان خطابا مشتركا أمام الكونجرس أو لا. وأضاف بوكان أنه لم يعد يتوقع الكثير من نتنياهو، وإنه لا يعتبره زعيما عالميا تقريبا، بل يعتبره مجرم حرب فى هذه المرحلة.
وتقول ذا هيل أن هناك ليبراليين آخرين، بينهم أعضاء من السود، الغاضبون من مايك جونسون ومساعيه لدعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونجرس فى الوقت الذى رفضوا فيه منح هذا الشرف لرئيس كينيا الذى يزور واشنطن الخميس.
ورغم أن خطاب نتنياهو أمام الكونجرس يبدو محتملا، إلا أنه ليس مؤكدا. فقد قام جونسون بصياغة رسالة رسمية تدعو رئيس حكومة إسرائيل إلى الكابيتول هيل وأرسلها إلى زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر منذ أسابيع، لكن الأخير لم يوقع عليها بعد.
وكان شومر، أرفع مسئول يهودى فى التاريخ الأمريكى، قد هاجم نتنياهو قبل أسابيع، ودعا إلى إجراء انتخابات جديدة فى إسرائيل، وقال أن رئيس حكومتها الحالى قد ضل طريقه.