تحتدم المنافسة فى الانتخابات الرئاسية المبكرة فى إيران المزمع عقدها 28 يونيو بين المرشحين الست، خلال أيام الدعاية الانتخابية وقبيل بدء المناظرات التلفزيونية المقررة 17 يونيو، ويواجه هذا الاستحقاق عدة تحديات نورد أبرزها فى التقرير التالى.
العزوف عن التصويت
قد تشكل نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق التحدى الأكبر لـ الدولة الإيرانية، لأنها تأتى عقب انتخابات تشريعية عقدت فى مارس 2024، شهدت أدنى نسبة مشاركة، ووفقا لإعلان وزارة الداخلية النتائج، فإن نسبة المشاركة فيها بلغت 41% على مستوى البلاد، مسجلة تراجعا بنسبة أكثر من 1.5% مقارنة مع الانتخابات السابقة عام 2020، وهى أدنى نسبة مشاركة تسجّل فى تاريخ الجمهورية، ورجح المراقبين وقتها السبب فى عملية إقصاء واسعة لمرشحى التيار الإصلاحى، وجاءت عقب امتعاض شعبى بسبب الأحداث التى أعقبت وفاة الشابة مهسا أمينى 2022، وأفرزت تلك الانتخابات تعزيز موقع صقور المحافظين فى البرلمان الـ12.
ويرى النائب السابق فى البرلمان الإيراني منصور حقيقت بور وفى مقال له بصحيفة آرمان امروز الإصلاحية، أن القضية الأساسية فى الانتخابات الرئاسية المقبلة هى مشاركة المواطنين، فى ظل انخفاض نسبة هذه المشاركة فى الانتخابات التشريعية الأخيرة، مع الحاجة إلى قيام الجهات الرقابية مثل مجلس صيانة الدستور وغيره من المؤسسات بزيادة دوافع المواطنين للاقتراع.
بعض التحليلات ذهبت إلى أنه يمكن اعتبار سماح مجلس صيانة الدستور للمرشح الاصلاحي مسعود بزشكيان بالترشح بمثابة استراتيجية من قبل المجلس لتحقيق المزيد من الإقبال والمشاركة بالتصويت، رغم أن بعض المراقبين يرون أن فرص فوزه ضئيلة، أمام المرشح المنتمى للتيار الأصولى محمد باقر قايباف رئيس مجلس الشوري الإسلامي المدعوم من التيار المحافظ وقد يكون أيضا مدعوما من المرشد الأعلى آية الله على خامنئى.
تفتيت الأصوات والتنافس بين أجنحة المعسكر المحافظ
يشكل تفتيت أو تبعثر الأصوات بين المرشحين المنتمين للتيار المحافظ وعددهم 5، أكبر تحدى يواجهه هذا المعسكر، وسائل إعلام إيرانية أشارت فى هذا الصدد إلى التعددية التى يواجهها هذا التيار، وحذرت صحيفة فرهيختجان الإيرانية، وقالت: "انتخابات الرئاسة لهذا العام ستتحول لتنافس داخلى بين أجنحة الأصوليين وذلك نظرا لتركيبة المرشحين".
صحيفة كيهان أيضا المتشددة والمقربة المرشد الأعلى، طالبت فى افتتاحية عددها اليوم، المرشحين الأصوليين بالتنحي لصالح بعضهم البعض، وكتبت "على المرشحين الاصوليين اذ لم يكن لديهم الاستعداد اللازم وفى حال وجدوا شخصا من المنافسين أفضل فعليهم الانسحاب من المنافسة، عليهم ألا يضحوا بأمن البلاد وقوتها من أجل أهدافهم وطموحاتهم.
صحيفة شرق الإصلاحية كتبت مانشيت عددها اليوم تحت عنوان "سلة بزشكيان الساخنة" أن فريق المرشح الأصولى قاليباف يسعى جاهدا لإجبار المرشد المحافظ جليلى على الانسحاب، لكن هذا الانسحاب سيصب فى صالح المرشح الإصلاحي بزشكيان وليس قاليباف".
لكن مثلما يمثل أكبر تحدى للمعسكر المحافظ، تراه الجبهة الإصلاحية قد يصب فى صالح مرشحها الإصلاحي الوحيد، مسعود بزشكيان وفقا لوسائل إعلام إيرانية فصحيفة كيهان رأت أن المرشح الإصلاحى بزشكيان، يستطيع أن تستغل التعددية داخل الأصوليون لصالحه، كما أنه سيستحوذ أيضا على الأصوات الإصلاحية.
الجولة الثانية
ترجيحات بعض المراقبين الإيرانيين، تشير إلى أنه فى حال ظلت تركيبة المرشحين بهذا الشكل، فمن الممكن أن تشهد البلاد جولة ثانية ثانِ بين قاليباف وبزشكيان، وتوقع للمحلل السياسى الإيرانى عباس سبيمي نمين، لموقع مستقل أونلاين، أن تتجه الانتخابات لمرحلة ثانية وعدم حسم النتائج فى المرحلة الأولى، لكنه رأى أن ذلك منوط بسلوك الأصوليين، ففى حال لم يتمكنوا التوصل لإجماع الأراء حول مرشح واحد ولم يساندوا مرشح واحد فى المرحلة الثانية فإنهم سيفقدوا مكانتهم وهذا سيكلفهم الكثير، وأكد أن وجود 5 مرشحين أصوليين سيؤدى إلى هزيمتهم.