وقالت صحيفة الكونفدنثيال فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنشأ لجنة وفريق دعم تحليلى ومراقبة العقوبات حول تنظيم داعش الإرهابى والقاعدة وغيرها من الجماعات المماثلة وهو الذى أكد أن داعش يعتبر أقوى من القاعدة من حيث الموارد المالية والتغطية الإعلامية والخبرة القتالية والأنشطة الإرهابية أكثر من التنظيم الذى أسسه أسامة بن لادن ولذلك يعتبر التهديد الأكثر إلحاحا للأمن العالمى.
فمن ناحية، يشير التقرير إلى أن "التهديد الكيميائى والبيولوجى والإشعاعى والنووى الذى يشكله داعش لا يزال منخفضاً"، ويرجع ذلك أساساً إلى "تعقيد تصنيع وتسليم هذه الأجهزة دون أن تكتشفها السلطات، وعلى الرغم من ذلك فإنه تم اكتشاف أن داعش نها تحاول تطوير المهارات الفنية للمهاجمين المحتملين، وفى بعض الحالات من خلال نشر دورات عبر الإنترنت حول تصنيع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية محلية الصنع.
وأصبح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى حالة تأهب، ويطلب نقل بعض النوايا التى اكتشفتها أجهزة الاستخبارات فى النواة القيادية للجماعة الإرهابية إلى الدول الأعضاء. وفى هذا السياق، فإن إحدى التوصيات التى تكررت فى التقرير، والموجهة إلى الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، تدعو إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية. وقد تم تضمينه على وجه التحديد فى الجزء المخصص لتطور التهديد الإرهابى فى أوروبا.
وحذر التقرير من أن داعش سيكون قادر على السيطرة على الأسلحة الكيميائية فى غضون سنوات قليلة، وذلك بفضل سيطرته على المختبرات الجامعية فى الموصل (شمال العراق). "على الرغم من أن مخزون داعش قد يكون قد استنفد، إلا أن المعلومات المتوفرة لديهم تجعلهم يبدأون فى صناعتها من جديد.
الذئاب المنفردة والعائدة
وبعيداً عن استخدام الأسلحة الكيميائية، فإن الدول الأعضاء التى استشارها فريق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "أعربت عن قلقها المتزايد بشأن احتمال قيام مواطنيها بشن هجمات إرهابية فى الداخل". عن طريق ما يسمى بـ "الذئاب المنفردة"، وهم أفراد متطرفون ليس لديهم صلات ملموسة مع جماعة إرهابية، خاصة وأن داعش تحاول زيادة أعداد الذئاب المنفردة من خلال تجنيدهم عبر الإنترنت.
والجانب الإيجابى هو أنه، على الأقل حتى الآن، "أعلنت أجهزة الأمن الأوروبية عن معدل مرتفع نسبيا من إحباط الهجمات، وذلك بسبب الافتقار إلى الاستعداد والأساليب البدائية التى يستخدمها المهاجمون المزعومون".
السجون مصدر آخر للقلق
مصدر آخر للتهديد، بالإضافة إلى "الذئاب المنفردة"، يوجد فى السجون. فمن ناحية، يسلط التقرير الضوء على أن "تطرف المجرمين فى نظام السجون لا يزال يشكل مصدر قلق أساسى فى أوروبا". وفى الدول الأوروبية "توفر السجون منتدى للأيديولوجيات المتطرفة للتأثير على السجناء المتأثرين بالفقر والتهميش والإحباط وتدنى احترام الذات والعنف".
لكن بالإضافة إلى ذلك، فإن المشكلة تتفاقم لأنه من المتوقع أن يتم إطلاق سراح بعض العائدين الأوائل الذين كانوا مسجونين من قبل، وذلك بحلول العام المقبل.
ويقدم التقرير بيانات عن مصير ما بين 5000 إلى 6000 إرهابى سافروا من أوروبا إلى منطقة العراق وسوريا للانضمام إلى داعش أو الجماعات الأخرى، وعاد ما بين 30% و40% إلى أوروبا. والأمر المثير للقلق هو أن العديد منهم، من الإرهابيين العائدين، ما زالوا فى عداد المفقودين.
خطورة الإنترنت
كما تشير المعلومات البارزة الأخرى الواردة فى التقرير الذى تم إعداده بتكليف من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى "شبكة الإنترنت العميقة" أو مايطلق عليه "الويب المظلم"، وهى صفحات الإنترنت التى يتم فيها تسجيل أنشطة غير قانونية مثل شراء وبيع الأسلحة. ويشير مؤلفو التقرير إلى أنه "على الرغم من أنه لا يمكن اعتباره مصدرًا رئيسيًا للأسلحة لمناطق النزاع، إلا أنه يشكل خطرًا باعتباره مصدرًا رئيسيًا للأسلحة للجهات الفاعلة المنفردة والمجموعات الصغيرة، خاصة فى الولايات القضائية حيث توجد لوائح أخرى للشراء".
بالإضافة إلى ذلك، أبلغت إحدى الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة فريق مراقبة ودعم تحليل العقوبات المفروضة على داعش والقاعدة أن الأسواق عبر الإنترنت قد تم استخدامها للحصول على وثائق مزورة يمكن استخدامها لتسهيل سفر الإرهابيين المشتبه بهم عبر الحدود.
ولذلك، يقترح هذا الفريق الاتصال بالحكومات فى جميع أنحاء العالم "لتسليط الضوء على التهديد الإرهابى المتعلق بأسواق ومقدمى الويب المظلم، وتشجيع الدول الأعضاء التى لم تقم بذلك بعد على إنشاء وحدات متخصصة ووكالات إنفاذ القانون للكشف عن الجرائم المتعلقة بالويب المظلم والتحقيق فيها، وتحديد نقاط الاتصال على شبكة الإنترنت والوطنية التى يمكن للدول الأعضاء من خلالها تبادل البيانات وجمعها.