انتهت الثانوية العامة بحلاوتها ومراراتها، إلا أن هناك من خلف الكواليس قصص وحكايات للكفاح لا يمكن نسيانها، كما أن هناك خيبات ومصائب تركت أثارا نفسية لا يمكن غض الطرف عنها داخل البيوت المصرية، وهذا كله بسبب ضغوط المجتمع والبحث عن الأمل، وكا أبرزها انتحار العديد من الطلبة بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة 2024، وذلك بسبب ضياع الأمل وعدم تحقيق أحلام أولياء الأمور.
وفى الحقيقة مع إعلان نتيجة الثانوية العامة 2024، يترقب أولياء الأمور رؤية الفرحة في عيون أبنائهم بتفوقهم أو بحصولهم على المجموع الذي يرتضونه ويؤهلهم إلى تحقيق أحلامهم وإرضاء طموحاتهم، ولكن في نفس هذا التوقيت يشعر البعض بغصة في القلب وحزن شديد بسبب فقدهم لأبنائهم، مثلما حدث الـ48 ساعة الماضية، حيث فقد أولياء أمور أبناءهم لسبب قدري أو بسبب قرارهم بالتخلص من حياتهم لعدم رضاهم عن النتيجة.
مصرع طالبة سقطت من الطابق السادس
"ف.ح.أ"، 17 عامًا، طالبة من مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، كانت في زيارة إلى مدينة سخا بكفر الشيخ، وعقب علمها برسوبها في نتيجة الثانوية العامة، اختل توازنها أثناء وقوفها في البلكونة، وسقطت من الطابق السادس لتصاب بنزيف في المخ وكسور في أنحاء متفرقة من جسدها، وتقلها أسرتها إلى مستشفى كفر الشيخ العام، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة أثناء تلقيها العلاج، وعلى الرغم من أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا قصتها مؤكدين أنها تخلصت من حياتها عقب ظهور النتيجة، نفت أسرتها صحة هذا الكلام وأكدت أنها تقبلت النتيجة ولكن اختل توازنها.
مصرع طالب ألقى نفسه من الطابق السادس
بسبب حصوله على مجموع 61%، قرر "بلال. ع" الطالب في الثانوية العامة التخلص من حياته بإلقاء نفسه من الطابق السادس، خوفًا من تشاجر والده معه بسبب النتيجة، خاصة أنه هدده قبل ظهور النتيجة بأيام بعقابه في حال رسوبه أو حصوله على مجموع قليل لا يتناسب مع المصاريف المادية التي أنفقها عليه، وعاشت محافظة القليوبية حالة من الحزن على وفاة ثاني طلاب الثانوية العامة، تم نقل جثة الطالب إلى المستشفى واتخذت النيابة العامة إجراءاتها، وغيرها من الحالات على مستوى الجمهورية.
كل هذه الوقائع تجلعنا نتطرق إلى مسألة دفع الأبناء الى الإنتحار، وفى هذا الشأن – يقول الخبير القانوني والمحامى بالنقض محمد ميزار - تناول العديد من الفقهاء والدستوريين مسألة "الانتحار" من الناحية العملية والقانونية، والعقوبات المقررة حال التحريض عليه، بينما اختلف البعض حول مدى معاقبة "المنتحر" حال فشله في تنفيذ مخططه أم لا، وذلك حتى لا يعاود كرة الانتحار مرة أخرى بعد تطبيق العقوبة عليه أو عند محاولة اعتباره متهم، وذلك في محاولة لتخفيف وطأة الأسباب التي أدت إلى محاولة انتحارها، ومحو وإزالة الصورة التي رسمها في خياله للواقع الذي يعيش فيه.
هل يوجد قانون يعاقب المتسبب فى دفع شخص لإنهاء حياته؟
وبحسب "ميزار" في تصريحات خاصة لـ"برلماني": ولكن في الحقيقة لم يتطرق المشرع لمسالة عقوبة من يتسبب في وصول الشخص لأن ينتحر، أو بمعنى أدق إذا كان المنتحر ممن له الحق في ولايته ورعايته والمسئول عنه ولو بشكل مؤقت، حيث أن هذا الأمر به "فراغ تشريعي" داخل قوانين العقوبات المصرية والعربية، على الرغم من وجود تطور كبير في التشريعات العربية خلال السنوات الماضية، وذلك في محاولة لمواكبة الجريمة وانتشارها سواء كانت جريمة الكترونية أو جريمة تتعلق بالطفل أو المرأة وهي جرائم كان يغفل عنها المشرع قبل ذلك ثم تطرق تصدى لها مع ازديادها، والآن أصبحنا نواجه جريمة تهدد المجتمع الإنساني بصفة عامة.. والسؤال هنا لماذا لا يتطرق المشرع لعقوبة المتسبب في دفع شخص للانتحار؟
لماذا لا يتطرق المشرع لعقوبة المتسبب في دفع شخص للانتحار؟
ووفقا للخبير القانوني: لم يتطرق المشرع لمسألة عقوبة من يتسبب في وصول الشخص لأن ينتحر، أو إذا كان المنتحر ممن له الحق في ولايته ورعايته، والمسئول عنه حيث أن هذا الأمر به "فراغ تشريعي" داخل قوانين العقوبات المصرية والعربية، والعقوبة تطبق من واقع الجُرم المرتكب علي كل شخص يمارس اضطهاد أو قهر أو احتقار أو سوء معاملة على شخص آخر أو تمييز بين ذكر وأنثي بصفة مستمرة أو على فترات متقطعة ينجم عنها أمراض نفسية وعصبية أو شعور بالاكتئاب والعزلة وفقدان الأمل والرغبة في الحياة وتدفعه للانتحار.
ويضيف "ميزار": وتغلظ العقوبة إذا وقعت تلك الأفعال ممن له حق الرعاية والتربية وحق الولاية وتكون العقوبة هي جريمة "قتل غير عمدية"، وهذا الأمر تكرر في المجتمع لأكثر من حادثة انتحار البواعث والدوافع خلفها هي اتساع فجوة التفاهم والاحتواء بين المنتحر وأفراد أسرته، ولطالما تحدثنا عن آفة اجتماعية شديدة الخطورة وهي الإهمال الأسري وهي أحد أهم الأسباب التي تنتهي حتماً بجرائم داخل محيط الأسرة، وهو الأمر الذى يحتاج منا تسليط الضوء عليه، نظرا لخطورة هذا الأمر في أن يقدم شخص على إنهاء حياته وبنفسه هروباً من واقع يراه مؤلماً وخذلان من المحيطين به.
"فراغ تشريعي" في القوانين العربية
وأوضح: وهذا الأمر من منطلق ما أوصت به منظمة الصحة العالمية بما وصفته تقييد وسائل الانتحار لمحاصرة ومنع المقدم عليه من تحقيق هدفه، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن الانتحار شكل السبب الثاني لوفاة فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 حيث يبلغ عدد المنتحرين سنوياً بحسب منظمة الصحة العالمية أكثر من 800 ألف شخص على مستوى العالم، الأمر الذي يمكن أن يشكل مأساة لملايين من الأشخاص المتصلين بهم بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتابع "ميزار": ومعظم الدول الغربية قد تقدمت على التشريعات العربية فيما يتعلق بالجانب المعنوي والنفسي وممارسة الضغوطات وسوء المعاملة سواء كان هذا الأمر بإتيان أفعال من شأنها أن تحدث ذلك أو بطريق الامتناع عن أفعال تؤدي نفس النتيجة كجرائم الإهمال الأسري والاجتماعي وخلافه، وأن كان قانون العقوبات المصري شأنه شأن كافة قوانين العقوبات في الدول العربية قد جرم الشروع في الانتحار، وكذلك التحريض عليه إلا أنهم جميعاً أغفلوا جريمة ما يعرف "الدفع للانتحار"، وهو أمر له ضرورة ملحه لمحاصرة وتقييد ومنع المنتحر من الوصول إلى هدفه.
عقوبة المحرض على الانتحار
وفى الحقيقة فإن القانون لم يجرم فعل الشروع في الانتحار، فإن من هانت عليه نفسه فلا وسيلة لعقابه، فالأعراف القضائية فسرت إزهاق الروح على أنها إزهاق روح شخص لشخص آخر، إذن فلا عقاب على الشروع في الانتحار وهذا لأمرين:
1- أن العقوبات لحفظ حق المجتمع وحمايته، والذي شرع في الانتحار لا يشكل فعله خطراً أو جناية على المجتمع.
2- انعدام القصد الجنائي وهو الركن المعنوي للجريمة من ناحية الإدراك الكامل والتام لخطورة الانتحار.
كما أن القانون جرم جريمة التحريض علي الانتحار لأنها تبث روح الاحباط والانهزام في نفوس المواطنين، لأن ما يفعله المحرض جريمة يعرض فيها اسمي شئ وهو جسد الانسان للخطر فإزهاق الروح بقتل الجسد سواء بالانتحار أو غيره يعد سلوك إجرامي معاقب عليه قانونا طبقا لنص المادة 177 من قانون العقوبات: "يعاقب بنفس العقوبات كل من حرض غيره على عدم الانقياد للقوانين، وذلك لقيام المحرض بتحسين أمر يعد جناية في القانون وهو التحريض علي الانتحار، كما يجب محاسبة كل من يبث أخبار كاذبة أو إشاعات من شأنها بث روح الاحباط لدى المواطنين، حتى نحد بقدر الإمكان من الانتحار.
أما عن الغرامات المالية
أما عن الغرامات المالية للذي فشل في تنفيذ انتحاره، فإنه لا يوجد نص في القانون يلزم الشخص الذي حاول الانتحار بدفع غرامة مالية أو غيره، لكن إذا أثبتت التحقيقات وجود شخص ساعد المنتحر أو حرضه على الانتحار، أو ساعده بأي شكل من الأشكال في تنفيذ ذلك، فإنه يعاقب عقوبة الاشتراك في جريمة القتل بالتحريض، حيث أنه في حال إثبات التحقيقات أن هناك شخص ما ساعد المنتحر على تنفيذ ذلك، فإنه يعاقب بالسجن من 3 سنوات إلى 15 سنة.
رأى قانونى أخر
بينما يرى أخرون من الفقهاء والدستوريين أن هناك فراغا تشريعيا بشأن الانتحار بصفة عامة، فلا يوجد تجريم للتحريض على الانتحار أو المساعدة على تنفيذه، أو الترويج للأفكار الانتحارية، أو الإلزام بالعلاج والتأهيل لمن يشرع في الانتحار على غرار العديد من التشريعات العربية والأجنبية، باعتبار إن أسباب الانتحار ليس لها أي علاقة بالتشريع من قريب أو من بعيد، وأن عقاب المشرع للمحرّض على الانتحار لن يؤثر على من ينوى التخلص من حياته، ولأن الشريك في عملية القتل وفقا للقانون، يستمد إجرامه من الفاعل الأصلي، فإذا كان الفاعل الأصلي هو المنتحر الذي أنهى حياته بيده، والانتحار ليس جريمة، فبالتالي الاشتراك بها سواء عن طريق التحريض على الانتحار، أو إلحاق الأذى النفسي بالمنتحر، سيعتبر قانونيا ليس جريمة أيضا.
ما حكم الانتحار شرعا بسبب الظلم؟
هذا وقد سبق لدار الإفتاء وعلماء الأزهر الشريف التصدي لمسألة الإنتحار والدفع إليه، باعتباره سؤال يشغل أذهان الشباب في الوقت الحالي ، بعدما انتشرت حالات الانتحار بين الشباب والفتيات وظهر ما يعرف بالانتحار بحبة الغلال السامة، وقد أجاب عن السؤال، الدكتور مبروك عطية، منوها بأن الكفر وغير الكفر يتوقف على سؤال المنتحر وقناعه به قبل الموت، فلو كان مقتنعا بأن الإنتحار حلال فهو كافر، ولو قال بأن الزنا والخمر حلال فهو كافر، لأن من أحل شيئا حرمه الله خرج من الملة.
وأضاف مبروك عطية، أن كل منتحر يصلى عليه ويدعى له بالرحمة ولا نملك له غير الرحمة، منوها بأنه لا يعقل أن كل من تعرض للظلم يقدم على الانتحار، لافتا إلى أن أغلب البشر يشعرون بالظلم فلا يعقل أن يقدموا جميعا على الانتحار، ناصحا الشباب بأن يبتعدوا عن مواقع الظلم ويعيشوا مع من يحبوهم ويكثروا من الخطا إلى المساجد ويواظبوا على صلاة الجماعة، أما من ظلم غيره فلن يتركه الله تعالى والذي كان سببا في انتحار المظلوم.
حكم الانتحار دار الإفتاء
وقالت دار الإفتاء، إن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.
وشددت دار الإفتاء، على أن الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" (النساء: 29)، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" متفق عليه.
وأكدت أن المنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة، بل يظل على إسلامه، ويصلَّى على المنتحر ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين؛ قال شمس الدين الرملي في "نهاية المحتاج" (2/ 441): [(وغسله) أي الميت «وتكفينه والصلاة عليه» وحمله «ودفنه فروض كفاية» إجماعًا؛ للأمر به في الأخبار الصحيحة، سواء في ذلك قاتلُ نفسِهِ وغيرُه].
عقوبة المنتحر في الآخرة
وأكد الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" [النساء: 29]، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" متفق عليه.
ونبه "عاشور": على أن المنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن تحسَّى سمًّا فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها -أي يطعن- في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا" رواه البخاري (5442) ومسلم (109).
لماذا يعذب الله المنتحر - وأوضح مستشار المفتي، في إجابته عن سؤال: "لماذا يعذب الله المنتحر رغم أن الله قدر له الانتحار؟"، أن المنتحر قد انتهى أجله، بالسبب الذي أقدم عليه، ولا يعني ذلك أنه لما كان أجله المقدر منتهيًا ينبغي ألا يؤاخذ بما هو مكتوب قدرًا، وذلك لأن الله تبارك وتعالى جعل في العبد قدرة وإرادة ليتمكن بهما من عمل ما أراد وترك ما لم يرد، فإذا أقدم على أمر منهي عنه شرعًا مع تمكنه من الترك، فقد خالف ما أمره الله تعالى به، وأراده منه شرعًا، ومن خالف الأمر مُختارًا استحق العقاب، وما كتبه الله عز وجل قدرًا لا ح أن يحتج به على مخالفة الأمر الشرعي.
مصير المنتحر يوم القيامة
أفاد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن هناك أدلة كثيرة في الشرع تفيد بأن الانتحار يُدخل صاحبه النار، فالانتحار هو أن يُعاجل الإنسان ربه بنفسه.
وألمح "عبد السميع" خلال البث المباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، في إجابته عن سؤال: "ما الدليل على أن الانتحار كُفر؟"، إلى أن الله سبحانه وتعالى أراد لنا أن نحيا في هذه الدنيا، وجعل لكل إنسان أجلًا محددًا، فهناك من يموتون بعمر الأربعين، وغيرهم يموت في العشرين من عمره أو طفلًا وآخرون يتجاوزن المئة عام، فالله عز وجل هو الذي حدد تلك الآجال.
وواصل: أنه لو استعجل الإنسان أجله، فقتل نفسه، فهذا يكون قد أغضب الله جل وعلا، لأنه تسبب في إزهاق روحه، منوهًا بأن من انتحر كان هذا أجله في الحقيقة، طالما مات، لكنه مُذنب لأنه تهجم على هذا الجسد الذي خلقه الله سبحانه وتعالى له واختصه به، مشيرًا إلى أن جسد الشخص ليس ملكية خاصة به، وإنما هو مختص به، لذا لا يجوز له أن يؤذي نفسه أو يقطع جزءًا أو عضوًا من هذا الجسد، الذي هو ملك لله عز وجل.
يشار إلى أن نتيجة الثانوية العامة شهدت العام الماضي حالات مفزعة بسبب تخلص بعض الشباب من حياتهم، حيث سُجلت 13 حالة وفاة بسبب الأزمة النفسية والاجتماعية التي يعاني منها الكثير من الشباب.