لما كان الابتزاز الإلكتروني من صور التعدي والانتهاك للحقوق، مست الحاجة إلى بيان ماهيته، وأركانه، وأسبابه، وأنواعه، وبيان الحكم التكليفي للابتزاز الإلكتروني، وبيان صوره في صون حرمة الحياة الخاصة، لما يشتمل عليه من أخذ مال المبتز منه بغير حق، وترويع الإنسان بالابتزاز، والخوض في الأعراض بالصور الخليعة التي ينشرها المبتز للشخص المبتز منه في وسائل التواصل الاجتماعي، سواء أكانت الصور حقيقية أو افتراء وكذبًا.
فضلا عن بيان عقوبة الابتزاز المترتبة على القتل بسبب القتل بالابتزاز، وكذا بيان حكم الابتزاز إذا لم يترتب عليه قتل، بل ترتب عليه قذف، وتشهير، وترويع مسلم، وأخذ ماله، فالابتزاز الإلكتروني هو التهديد بأي نوع من أنواع الضرر النفسي أو الجسدي، وأن ضعف الوازع الديني مع الإعلام غير الهادف بالإضافة إلى التفكك الأسري وسوء استخدام التقنية الحديثة أشهر أسباب الابتزاز الالكتروني، وأن الابتزاز الإلكتروني جريمة منكرة محرمة، وعقوبته تختلف حسب ما يترتب عليه.
جريمة الابتزاز الإلكتروني ومصيدة النساء والفتيات
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على جريمة الابتزاز الإلكتروني في ضوء قانون العقوبات، حيث إن القانون رقم 175 لسنة 2018 قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات يُعرف الابتزاز بأنه عملية تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين – بحسب الخبير القانوني الدكتور إسلام خضير، أستاذ القانون التجاري والمحامى.
في البداية - الابتزاز الالكتروني هو السعي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على مكاسب مادية أو معنوية عن طريق - وعد بشر - يلحق بالضحية، وذلك بتهديده بفضح أسراره أو معلومات خاصة به مهما كانت وسيلة الحصول على هذه الأسرار والمعلومات، ومهما كانت وسيلة التهديد وبغض النظر عن أثر التهديد في نفسية الضحية وبغض النظر عن سن الضحية ذكر أو أنثي وبغض النظر عن المطلوب من الضحية أي سواء أكان القيام بعمل أو الامتناع عن عمل أو مال أو تكليف بأمر أو إقامة علاقة جنسية – وفقا لـ"خضيرى".
3 أنواع للابتزاز.. وفراغ تشريعى للعقوبة
وضحية الابتزاز الإلكتروني تنصاع للتهديدات خوفاً من الفضيحة، وأكثر صور الابتزاز العملية بأن يقوم الجاني باقتناص صور وفيديوهات وبيانات الضحية عن طريق الدخول الي صفحته ثم فبركتها أو استدراج الضحية في مراسلات وأحاديث للحصول على صور ومعلومات لاستخدامها فيما بعد للابتزاز فتنصاع الضحية خوفا من الفضيحة، والأكثر خطورة أن شبكات التواصل الاجتماعي وبرامج "السوشيال ميديا" - في الفترة الأخيرة - تعد وسيلة لتهديد وابتزاز الكثير من الأبرياء والتشهير بهم، لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة، عبر مساومة الضحية وابتزازها مقابل عدم فضح أسرارها نتيجة اختراق خصوصيته – طبقا لـ"خضيرى".
أنواع الابتزاز:
1- الابتزاز المادي: يكون الهدف منه أخذ المال من الضحية.
2- الابتزاز الجنسي: وهو أن يقوم المبتز بابتزاز الضحية عن طريق الطلب من الضحية التقاط صور غير أخلاقية أو تصوير الضحية مقابل شيء يرغب بفعله.
3- الابتزاز الالكتروني: تهديد شخص على الإنترنت بتسريب المعلومات الخاصة الى الأصدقاء أو العائلة اذا لم تفعل الضحية ما يريده المبتز.
القانون رقم 175 لسنة 2018 قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات
وقد حاول بعض الشراح لي قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وإدخال فيه ما ليس منه ظنا منهم أن المشرع قد غض الطرف خطئاً عن الحديث عن جريمة الابتزار الإلكتروني، فتجد من يعرض شارحًا المادة 25 من القانون رقم 175 لسنة 2018 قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات أن عقوبة الابتزاز الإلكتروني في مصر المتعلقة بالمبتز الذي يقوم بالاعتداء على المحتوى المعلوماتي الخاص لأي شخص تقضي بالسجن لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة من 50 الف الي 100 الف جنيه أو احدهما، ثم يستطرد عقوبة نص المادة 26 من ذات القانون بالحبس لمدة لا تقل عن سنتين، ولا تزيد عن الـ 5 أعوام للمبتز وغرامة لا تقل عن 100 الف إلي 300 ألف جنيه أو إحدهما، وقد نسي أو تسانى نص المادة 326 والمادة 327 من قانون العقوبات التي ناقشت هذه الجريمة – الكلام لـ"خضيرى".
هذا ولم ينص الشارع المصري، صراحة على عقوبة للابتزاز الإلكتروني، وعلى الرغم من صدور قانون تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 في مصر إلا أن المشرع لم ينص فيه علي جريمة الابتزاز الإلكتروني على الرغم من تجريمه الدخول غير المشروع على المواقع والصفحات والحصول على البيانات الشخصية المستخدمي الموقع والصفحات ومعالجتها إلكترونيا وكذا الاعتداء على الحياة الخاصة والقيم الأسرية.... الخ – هكذا يقول "خضيرى".
إغفال المشرع عن جريمة الابتزاز في قانون الجرائم الإلكترونية
والحكمة من إغفال المشرع عن جريمة الابتزاز في قانون الجرائم الالكترونية هي أن نصوص قانون العقوبات الحالي كفيله بالعقاب علي الجرائم الالكترونية، بل قد تتعدد الجرائم في حق المبتز، إذ يسند إليه إحدي جرائم تقنية المعلومات بالإضافة إلى جريمة التهديد المنصوص عليها في قانون العقوبات وعندئذ، تطبق عقوبة الجريمة الأشد طبقا للمادة 32 عقوبات، وذلك متي توافر الارتباط الذي لا يقبل التجزئة.
نصت المادة 32 عقوبات على أنه: "إذا كوّن الفعل الواحد جرائم متعددة وجب اعتبار الجريمة التي عقوبتها أشد والحكم بعقوبتها دون غيرها، وإذا وقعت عدة جرائم لغرض واحد كانت مرتبطة ببعضها بحيث لا تقبل التجزئة وجب اعتبارها كلها جريمة واحدة والحكم بالعقوبة المقررة لأشد تلك الجرائم، ونصت المادة 326 من قانون العقوبات على أن: "كل من حصل بالتهديد على إعطائه مبلغا من النقود أو أي شيء آخر يعاقب بالحبس، ويعاقب الشروع في ذلك بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين"، ونصت المادة 327 على "أن كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال معاقب عليها بالقتل أو السجن المؤبد أو المشدد أو بإفشاء أمور أو نسبة أمور مخدشة بالشرف وكان التهديد مصحوبا بطلب أو بتكليف بأمر يعاقب بالسجن.
ويعاقب بالحبس إذا لم يكن التهديد مصحوبا بطلب أو بتكليف بأمر، وكل من هدد غيره شفهياً بواسطة شخص آخر بمثل ما ذكر يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين أو بغرامة لا تزيد على خمسمائة جنية سواء أكان التهديد مصحوباً بتكليف بأمر أم لا، وكل تهديد سواء أكان بالكتابة أم شفهياً بواسطة شخص آخر بارتكاب جريمة لا تبلغ الجسامة المتقدمة يعاقب عليه بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بغرامة لا تزيد على مائتي جنيه.
ماذا تفعل عند للتعرض للابتزاز؟
1- الإبلاغ عن الجريمة وعدم السكوت ومسايرة المجرم.
2- اللجوء إلى وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية بمديرية أمن المحافظة التي يقيم فيها المجني عليه.
3-لا تخصع للجاني ولا تنفذ مطالبه ولا تتردد في طلب المساعدة.
4- عدم المبادرة إلى دفع النقود لأن استسلام الضحية يدفع الجاني للاستمرار والتمادي.
5- اللجوء الى وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية بمديرية أمن المحافظة التي يقيم فيها المجني عليه.
6- لا تخصع للجاني ولا تنفذ مطالبه ولا تتردد في طلب المساعدة.
طرق الحماية من الابتزاز الإلكتروني:
1- عدم التواصل مع الغرباء
2- تجنب طلب صداقات او قبول طلب صداقات من قبل أشخاص غير معروفين
3- عدم إرسال صور أو فيديوهات خاصة لأحد.
4- حماية الحسابات وتفعيل إعدادات الحماية الخصوصية.
5- تحديد الأشخاص الذين يستطيعون رؤية ما ننشر.
6- عدم فتح روابط مجهولة، لأن أغلبها روابط لإختراق الحسابات أو الأجهزة (مفيش حد بيرمي فلوسه على الأرض ولا هيديها لناس ميعرفهمش) يعني لن يعطيك أحد مليون جنيه أو تفوز بسيارة أو عمرة أو حج إذا دخلت على موقع معين وسجلت رقم هاتفك.