منذ اللحظات الأولى لشن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في اليوم السابع من شهر أكتوبر الماضي، حذرت مصر مرارا وتكرارا، من خطورة اتساع رقعة الصراع على أمن وسلامة الشرق الأوسط، وتأثير تلك العمليات العسكرية على تهديد السلم والأمن الدويين، وطالبت مصر جميع الأطراف بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والامتثال الكامل لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، محذرةً من عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة، وآثارها الخطيرة على أمن وسلامة شعوبها.
التحذيرات المصرية أوصلتها القيادة إلى جميع الأطراف، وكذلك المنظمات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة، والعالم كافة، حيث أكدت مصر على أنها سوف تستمر في تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية والمؤثرة من أجل احتواء التوتر والتصعيد الجاري.
وشددت القاهرة، على أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل صون أمن واستقرار المنطقة، محذرةً مما سبق وأن أشارت إليه من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة، على إثر تطورات أزمة قطاع غزة، وبما سيدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار.
كما طالبت مصر كافة الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم؛ من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة باعتبارها السبب الرئيسي في ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمي الحالي.
وأعادت مصر التأكيد على موقفها الراسخ والداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية بدون أية عوائق إلى القطاع، وذلك على ضوء أن تلك هي الخطوة الرئيسية والضرورية لاحتواء التوتر، والركيزة الأساسية لإقرار التهدئة الشاملة في المنطقة، وحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي.
وتقود مصر جهود متواصلة على مدار ما يقرب من 11 شهرا، بمشاركة دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، للوصل إلى اتفاق يقضى إلى وقف إطلاق النار في المدنية الفلسطينية، فضلا عن الإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع وتبادل الأسرى الفلسطينيين.
وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، "أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب الجارية في غزة "والاحتكام لصوت العقل والحكمة وإعلاء لغة السلام والدبلوماسية".
وحذر السيسي من "خطورة توسع نطاق الصراع إقليميا على نحو يصعب تصور تبعاته" وأكد أن "وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون بداية لاعتراف دولي أوسع بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين".
كما أكدت مصر متابعتها بقلق بالغ التصعيد الجاري على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، داعيةً لضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار بالمنطقة، والعمل على إقرار التهدئة واحتواء التصعيد.
وحذرت مصر من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، وشددت على أهمية الحفاظ على استقراره وسيادته وتجنيبه مخاطر انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار شاملة، حسب بيان صادر عن السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية.
وأشار البيان إلى أن التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها منطقة جنوب لبنان تعد مؤشرًا واضحًا على ما سبق وأن حذرت منه مصر من مخاطر التصعيد غير المسؤول في المنطقة، على خلفية تطورات أزمة قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بالقطاع.
وشددت مصر على حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب الجارية في قطاع غزة، لتجنيب الإقليم المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن الدوليين.
في المقابل تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية، حربها البرية والبحرية والجوية، على قطاع غزة، منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر الماضي، مخلفة ما يقرب من 135 ألف شهيد ومصاب، فضلا عن تدمير ما يقرب من 95% المدينة.