الإثنين، 17 مارس 2025 02:20 ص

الإعلانات على مواقع التواصل بين الصراخ والهمجية والتوازن المفقود.. 3 عناصر توضح الأزمة بين المستخدمين أبرزها الإعلانات العدوانية.. ودراسات بحثية لمعالجة تأثير الإعلانات الصاخبة.. خبير يضع روشتة لمواجهة الأزمة

الإعلانات على مواقع التواصل بين الصراخ والهمجية والتوازن المفقود.. 3 عناصر توضح الأزمة بين المستخدمين أبرزها الإعلانات العدوانية.. ودراسات بحثية لمعالجة تأثير الإعلانات الصاخبة.. خبير يضع روشتة لمواجهة الأزمة فوضى الاعلانات على مواقع التواصل الاجتماعى - أرشيفية
الأحد، 16 مارس 2025 08:00 م
كتب علاء رضوان

60% من سكان العالم وأكثر يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها بين منصات الدردشة والألعاب والاعلانات والبيع بالتجزئة، حيث يتوزع الناشطون على الانترنت بين التطبيقات الأكثر رواجاً في أنحاء العالم "ميتا، واتساب، انستجرام، ماسنجر وتويتر"، وبين أرقام الإعجاب وعدد المشتركين، ترسم مواقع التواصل الاجتماعي معايير جديدة لنجاح المحتوى ومدى انتشاره حيث تُعد اليوم وسيلة لنشر الأفكار والآراء والمعلومات.

 

ولكن مسألة خروج هذه المنصات عن مسارها الإيجابي فتبقى بيد صناع المحتوى والمؤثرين الذين قد تكون مشاركتهم في بنية المجتمع وتغيير معتقداته مهمّة جداً، التزاماً منها بالحفاظ على "السلم الرقمي" وعدم تجاوزالخطوط الحمراء، تراقب الحكومات المحتوى المنتشر على المنصات الإلكترونية والإنترنت وتمارس سلطتها لنشر الوعي حول كيفية التعامل مع المواد غير الأخلاقية والحد من انتشارها، فكيف يمكننا التعامل مع فوضى مواقع التواصل التي هي بطريقها إلى التزايد؟   

 

2ورة 1

 

الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الصراخ والهمجية والتوازن المفقود

 

في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الصراخ والهمجية والتوازن المفقود أو من يُطلق عليهم المهرجون وأصحاب الأصوات العالية، حيث إننا مع ازدياد الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للتواصل والتفاعل، أصبحت هذه المنصات مكانًا مثاليًا للمعلنين للوصول إلى جمهور واسع، ومع ذلك، فإن الطبيعة الفوضوية لبعض الإعلانات على هذه المنصات أصبحت تثير الجدل بين المستخدمين، والسؤال هنا.. فما الذي يجعل بعض هذه الإعلانات تصل إلى حد "الصراخ" و"الهمجية"، وما تأثير ذلك على تجربة المستخدم؟ - بحسب أستاذ القانون الجنائى والخبير القانوني الدولى محمد أسعد العزاوي.

 

 

في البداية - مستخدمو الإنترنت يمضون على الأقل ما يقرب من 3 ساعات يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت بمثابة الخبز اليومي لنحو 4.74 مليارات مستخدم حول العالم، كما من الواضح تأثير التطبيقات الذكية والمنصات على طريقة التفاعل والتواصل اجتماعياً خصوصاً بين فئة الشباب، وهنا سوف نقوم بتقسيم حديثنا إلى 3 عناصر حيث سنتناول في المطلب الأول منهُ، الإعلانات العدوانية، بينما في المطلب الثاني، سنتحدث عن تأثير الإعلانات على الصحة النفسية، أما المطلب الثالث فكان من نصيب البحث عن التوازن – وفقا لـ"العزاوى". 

 

ضشس

 

العنصر الأول: الإعلانات العدوانية

 

تعتمد بعض الإعلانات على استراتيجيات تسويقية عدوانية تهدف إلى جذب الإنتباه بأي وسيلة ممكنة، فقد تتضمن هذه الإعلانات أصواتًا مرتفعة أو ألوانًا صارخة أو شعارات تتكرر باستمرار، مما يجعلها تقتحم تجربة المستخدم بشكل غير مرغوب فيه، فلا شك أن هذه الإعلانات قد تُشعر المستخدمين بالإزعاج، وتجعلهم يفكرون في مغادرة المنصة أو استخدام أدوات حجب الإعلانات، وفي ضوء ذلك، فقد أجريت دراسة وهو بحث أجراه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تناول تأثير الإعلانات العدوانية في الثقافات المختلفة – الكلام لـ"العزاوى".

 

وقد توصلت الدراسة إلى أن تأثير العدوانية في الإعلانات يمكن أن يختلف بشكل كبير حسب الثقافة، حيث قد تكون مقبولة في بعض الثقافات وغير مقبولة في أخرى، ويبرز البحث أهمية فهم السياق الثقافي عند تصميم الإعلانات، لضمان أن تكون الرسائل الإعلانية ملائمة وغير ضارة بالنسبة للجمهور المستهدف، وفي دراسة أخرى أجرتها جامعة كامبريدج بحثت في كيفية تأثير الإعلانات العدوانية على المعايير الثقافية السائدة في المجتمع - هكذا يقول أستاذ القانون الجنائى والخبير القانوني الدولى.    

 

صورة 4

 

اعلانات تستخدم عناصر صاخبة

 

فقد وجدت الدراسة أن الإعلانات التي تستخدم عناصر صاخبة أو تروج لسلوكيات غير مألوفة أو مستفزة يمكن أن تؤدي إلى تغيير تدريجي في المعايير الثقافية، حيث تصبح السلوكيات التي كانت تُعتبر غير مقبولة أكثر شيوعًا ومقبولة، وتماشياً مع ما تم ذكره فالإعلانات العدوانية تساهم في تغيير المعايير الثقافية بطرق قد تتعارض مع الذوق العام والقيم الاجتماعية التقليدية، وفي دراسة جديدة أخرى أعدتها جامعة نيويورك والتي تناولت تأثير الإعلانات العدوانية التي تستخدم أساليب بصرية وأصوات عالية على الذوق الفني – طبقا لـ"العزاوى".

 

وقد وجدت الدراسة أن هذا النوع من الإعلانات يقلل من تقدير الجمهور للأعمال الفنية الهادئة أو ذات الطابع العميق، مما يؤدي إلى تراجع في الذوق العام نحو الأعمال الأكثر بساطة، وبالنتيجة ستؤثر الإعلانات العدوانية على الذوق الفني العام وتؤدي إلى تفضيل الأعمال الأكثر صخبًا والتي لا تتطلب تفكيرًا عميقًا.  

 

5 صورة

 

العنصر الثاني: تأثير الإعلانات على الصحة النفسية

 

وتشير الدراسات إلى أن التعرض المستمر للإعلانات العدوانية قد يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق بين المستخدمين، كما أن هذه الإعلانات قد تحفز الشعور بالضغط لشراء منتجات أو خدمات لا يحتاجها الفرد، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للمستخدم، حيث إن تأثير الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية هو موضوع قد حظي باهتمام واسع في السنوات الأخيرة، خاصة مع تزايد استخدام هذه المنصات واعتمادها كوسيلة رئيسية للتواصل.

 

دراسة أعدت حول تأثير الإعلانات المتكررة

 

فقد أجريت دراسة في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، والتي أشارت إلى أن التعرض المتكرر للإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الإعلانات العدوانية أو الصاخبة، يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق بين المستخدمين، فلا شك أن النوع من الإعلانات يمكن أن يخلق شعورًا بالإرهاق النفسي بسبب الكثافة الزائدة للمحتوى الموجه والإلحاح المستمر على الشراء أو التفاعل، من جهة أخرى وفي دراسة أخرى أعدت حول تأثير المقارنة الاجتماعية، وهو بحث نُشر في "مجلة علم النفس الاجتماعي" وجد أن الإعلانات التي تعرض حياة مثالية أو رفاهية زائفة يمكن أن تعزز مشاعر عدم الرضا والانزعاج، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية.   

 

26199-20220411030040040

 

هذه الإعلانات تشجع المستخدمين على المقارنة غير الواقعية مع ما يرونه في الإعلانات، مما قد يؤدي إلى انخفاض احترام الذات وزيادة مشاعر الغيرة والإحباط، ومن زاوية ثانية وفي دراسة جديدة حول تأثير الإعلانات على الأطفال والمراهقين، وهي دراسة من "أكاديمية طب الأطفال الأمريكية" حيث  أبرزت هذه الدراسة أن الأطفال والمراهقين الذين يتعرضون للإعلانات بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي قد يكونون أكثر عرضة لتطوير مشاكل في الصحة النفسية، مثل اضطرابات الأكل والقلق والاكتئاب.  

 

ذلك لأن الإعلانات غالبًا ما تعرض صورًا نمطية للجمال والنجاح، مما يضع ضغطًا غير واقعي على الفئات العمرية الصغيرة، وهذه الدراسات تشير إلى أن الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة النفسية، وتتطلب توعية أكبر وتنظيمًا أكثر فعالية لحماية المستخدمين من التأثيرات السلبية. 

 

3 صورة

 

العنصر الثالث: البحث عن التوازن

 

في ضوء هذه التحديات، من المهم أن تبحث منصات التواصل الاجتماعي عن توازن بين توفير مساحات للإعلانات وبين الحفاظ على تجربة المستخدم السلسة وغير المدمرة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال وضع سياسات صارمة للإعلانات، أو تقييد الإعلانات العدوانية، وتشجيع الأساليب الإبداعية والمبتكرة التي تحترم مستخدمي المنصة، فعلى سبيل المثال بحثت جامعة هارفارد في كيفية إنشاء إعلانات تُعتبر "صديقة للمستخدم" بحيث لا تزعج الجمهور أو تعطل تجربتهم عبر الإنترنت.  

 

فقد أظهرت الدراسة أن الإعلانات التي تُقدم بشكل أقل عدوانية، مثل تلك التي تحتوي على محتوى ذو قيمة أو معلومات مفيدة، يمكن أن تزيد من تفاعل المستخدمين وتُحسن من تجربتهم العامة، وبالنتيجة ستساهم في استخدام استراتيجيات إعلانية معتدلة وغير مزعجة في تحسين تجربة المستخدم ويؤدي إلى تأثير إيجابي على الذوق العام. 

 

رئيسية

 

خلاصة القول:

 

الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي تعد جزءًا لا يتجزأ من اقتصاد الإنترنت، ولكن من الضروري أن تُدار بطرق تحترم المستخدمين وتدعم تجربة إيجابية - وفي النهاية - من الأفضل للمعلنين والمنصات أن يعملوا معًا لتحقيق أهدافهم بطريقة تحفظ حقوق الجميع وتخلق بيئة تواصل صحية ومستدامة، وذلك من خلال تطوير أدوات لحماية المستخدمين، بالإضافة إلى ذلك إطلاق خاصية الإعلانات المفضلة، وذلك من خلال إصدار قوانين أو لوائح يمكن من خلالها أن تحدد المعايير المقبولة للإعلانات على الإنترنت بالإضافة إلى حماية حقوق المستخدمين من الإعلانات المضللة أو الضارة، فضلا عن الرقابة والمتابعة.

 
 صورة 2
 
images
 

موضوعات متعلقة :

الخطف فى التشريعات العربية.. عقوبة المشرع المصرى تصل للحبس 10 سنوات والمؤبد إذا كانت المخطوفة أنثى.. والجزائرى والعراقى والإماراتى العقوبة المؤبد حال كان قاصرا.. والسعودى اعتبرها من جرائم السعى فى الأرض فسادا

المستريحون الجُدد.. لماذا يحصلون على إخلاء سبيل أو أحكام بالبراءة؟.. الثغرة فى عدم التفريق بين جريمتى النصب وتوظيف الأموال.. والمشرع فرق بينهما بالقانون رقم 146 لسنة 1988.. والتوظيف تنظرها المحكمة الاقتصادية

"قول للى أكل الحرام يخاف".. شروط استحقاق الوصية الواجبة ومتى لا تنفذ؟.. 3 شروط حددها المشرع للاستحقاق.. المادة 76 من قانون الوصية نظمت المسألة.. والغرض الحفاظ على حقوق الأحفاد من الأجداد.. والنقض تتصدى للأزمة

فين الشاي؟.. هل هناك فرق بين الرشوة والمكافأة اللاحقة والإكرامية؟.. الأولى عقوبتها المؤبد والثانية السجن والغرامة.. والأطراف تستغل المصطلح كثغرة.. والمشرع فرق بينهما بتاريخ ارتكاب الجريمة.. والنقض تتصدى للأزمة


print