الجمعة، 22 نوفمبر 2024 12:20 م

مصر تحتفل بعيد الفلاح فى 9 سبتمبر من كل عام.. صدر قانون الإصلاح الزراعى وتوزيع عقود الأراضى على المزارعين‬.. والدولة المصرية حرصت على تقديم كافة سبل الدعم المتاحة للتنمية الزراعية بعد ثورة 30 يونيو

مصر تحتفل بعيد الفلاح فى 9 سبتمبر من كل عام.. صدر قانون الإصلاح الزراعى وتوزيع عقود الأراضى على المزارعين‬.. والدولة المصرية حرصت على تقديم كافة سبل الدعم المتاحة للتنمية الزراعية بعد ثورة 30 يونيو الزراعة
الإثنين، 09 سبتمبر 2024 07:00 م
كتبت أسماء نصار
الفلاح المصرى كان منذ بداية التاريخ، ولازال رمزاً للقوة والإرادة، وأطلق عليه حديثاً لقلب "جيش مصر الأخضر"، نظراً لمواقفه ودوره الهام حتى في أصعب الأوقات فيستمر في مسيرته لإنتاج الغذاء، ويواجه التحديات ، مؤمناً بدوره الهام، حيث يعتبر حارساً للأمن الغذائي ومصدراً رئيسياً لتلبية احتياجات المواطنين المصريين.
 
دور الفلاح المصرى جعل الدولة تضعه دائماً محل اهتمام وتقدير، وتحرص على تقديم كافة سبل الدعم له نظراً لما يقدمه في سبيل تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية وتوفير الغذاء للمجتمع المصرى .
 
وتحتفل مصر اليوم الذى يوافق 9 سبتمبر بالعيد رقم 72 للفلاح المصرى، ورغم أن مسيرة الفلاح ودوره العظيم يسبق تلك السنوات بآلاف السنين إلا ان اختيار ذلك اليوم يقف وراءه ذكرى هامة في وجدان الشعب المصرى عامة والفلاحين بصفة خاصة.
 
في التاسع من سبتمبر عام 1952، صدر قانون الإصلاح الزراعى ، والذى يعد من أهم مكتسبات ثورة الثالث والعشرين من يوليو والتي حملت ضمن مطالبها القضاء على الاقطاع وسيطرة رأس المال وإقامة العدالة الاجتماعية فصدر ذلك القانون والذى أعطى الفلاح لأول مرة الحق في تملك الأرض التي عاش طيلة حياته أجيراً بها، وهو ما يعد من الانتصارات التاريخية للفلاح والتي عوضته عن سنوات التعب والشقاء.
 
صدر أول قانون للإصلاح الزراعى، برقم 178 لعام 1952، الذى أدى إلى توزيع ملكية الأرض الزراعية من يد الإقطاع على صغار الفلاحين الذين كانوا يعملون في الزراعة ولم يمتلكوا أي ممتلكات زراعية ، وانشاء جمعيات الإصلاح الزراعى والهيئة العامة للإصلاح الزراعى لتتبدل أحوال الفلاحين.
 
الإصلاح الزراعى يمكن الفلاح لأول مرة من تملك الأرض، كما أقام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أول حفل لتوزيع عقود أراضى الإصلاح الزراعى في قرية الزعفرانة  مركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ عام 1957 حيث قام بتوزيع 20 الف فدان بعدد 8 الاف عقد ومنذ ذلك الحين يعتبر 9 سبتمبر من كل عام يومًا للاحتفال بدور الفلاحين في مصر وتقديرهم على مساهمتهم في تنمية الزراعة وتأمين الغذاء.
 
وقفة عرابى أمام الخديوى توفيق
كما يتواكب عيد الفلاح أيضاً مع وقفة الزعيم أحمد عرابى خلال الثورة العرابية في 9 سبتمبر عام 1881 أمام الخديوى توفيق، في قصر عابدين ، حيث اصطف خلفه الفلاحين وقال كلمته الشهيرة، "لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً ولم نخلق تراثاً أو عقاراً ولن نستعبد بعد اليوم".
 
وكانت الاحتفالات المقامة في عيد الفلاح تشمل العديد من الفعاليات والاحتفالات الرسمية والشعبية ويتم تكريم الفلاحين المتميزين وتقدير الجهود التي يبذلونها في القطاع الزراعى ، كما يتم عقد معارض زراعية ومسابقات للمنتجات الزراعية والحيوانية ، بالإضافة إلى إقامة محاضرات وندوات توعوية حول أحدث التقنيات والممارسات الزراعية.
ويعتبر عيد الفلاح فرصة للتعبير عن الفخر والاعتزاز بتراث الفلاحين المصريين ودورهم الحيوى في الاقتصاد الوطنى ، كما يذكرنا هذا اليوم بأهمية توفير الدعم والمساندة للفلاحين وتطوير القطاع الزراعى لضمان استدامته وتحقيق الأمن الغذائي للشعب المصرى.
 
وكانت سجلات الفلاح المصرى على مر التاريخ لا سيما التاريخ الحديث حافلة بسنوات الكفاح والنضال والمقاومة فرغم انه كان دوماً في طليعة المنضالين من اجل الدفاع عن الوطن .
 
ومؤخراً وبعد ثورة 30 يونيو حرصت الدولة المصرية على تقديم كافة سبل الدعم المتاحة ايماناً منها بضرورة إرساء دعائم التنمية الزراعية التي تظل ركناً رئيسياً من أركان الاقتصاد الوطنى حيث تسارعت الخطى والجهود لتسخير كل الإمكانات من أجل تخفيف الأعباء عن المزارعين وتقديم القروض الميسرة لهم والتوسع في المشروعات والأنشطة الزراعية وتطوير وتحديث منظومة الرى وتطويع التكنولوجيا الحديثة في القطاع الزراعى ، الأمر الذى انعكس بشكل ايجابى على توفير حياة كريمة للفلاح وتعزيز الإنتاجية الزراعية ورفع معدلات الأمن الغذائي والاستراتيجى للدولة وزيادة الصادرات المصرية من المحاصيل المختلفة.
 
وفى حقيقة الأمر أن الفلاح المصرى قد أدرك ذلك تماماً وأهمية ما تقدمه الدولة له ، وحرصها على رفع مستوى معيشته ، ولعل أبرز الشواهد على ذلك تلك الملحمة المعاصرة التي سطرها الفلاح المصرى العظيم ، مؤخراً بعرقه وجهده واجتهاده ففي الوقت الذى توقف فيه عدد كبير من القطاعات عن العمل، وحالة الركود التي سادت العالم ،حتى دول العالم المتقدمة ، وتحديداً في وقت أزمة كورونا والتي تم إعلانها جائحة على المستوى العالمى ، أبى الفلاح المصرى أن يتوقف عن الإنتاج وواصل العمل بكل اخلاص وتفانى متحدياً تلك الأزمة والجائحة التي يمر بها العالم وهو الأمر المعهود دائماص بالفلاح المصرى الأصيل، حيث أدرك مسئوليته التاريخية المتمثلة في دوره لتحقيق الأمن الغذائي بل وحرص أيضاً على زيادة انتاجيته الزراعية من محاصيله والحفاظ على جودتها الأمر الذى ساهم بشكل كبير في زيادة الصادرات الزراعية في مصر، والتي شهدت طفرة غير مسبوقة في ذلك الوقت ليعلن الفلاح المصرىانتصاره على تلك الأزمة ليس فقط بتأمين غذاء المصريين ولكن أيضاً بزيادة الدخل القومى للبلاد.
 
كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قد أخذ على عاتقه منذ توليه مسئولية البلاد، الاهتمام بالقطاع الزراعى بشكل غير مسبوق لاسيما وزيادة الدعم المقدم من الدولة للفلاح ، تقديراً لمسيرته وعطاءه الذى لا ينقطع وتكليلاً لجهوده طوال السنوات السابقة وتكريماً له على ما بذله من جهد منقطع النظير وحرص على الاستمرار في تأمين غذاء المصريين ومساندة دولته في وقت الأزمات.
 
وأطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى العديد من المبادرات القومية الهامة، التي من شأنها دعم المزارعين وزيادة انتاجيتهم وزيادة دخولهم وتحسين مستوى معيشتهم ، وهى المشروعات التي تعمل على تنفيذها وزارة الزراعة بتكليفات مباشرة من رئيس الجمهورية ومنها على سبيل المثال : المشروع القومى لاعادة إحياء البتلو، مشروع تحديث مراكز تجميع الألبان ، مشروع زراعة القصب بالشتل، وتطوير منظومة القطن ، كذلك المشروع القومى لانتاج بذور وتقاوى الخضر محلياً للحد من فاتورة الاستيراد من الخارج وتوفيرها للفلاح بأسعار رخيصة.
 
يأتي ذلك أيضاً بالإضافة إلى إطلاق القوافل البيطرية في كافة قرى ونجوع مصر، لدعم المربين وعلاج ماشيتهم بالمجان كذلك حملات تحصين الماشية وبرامج تحسين السلالات فضلاً عن تفعيل الزراعات التعاقدية لمحاصيل القمح ، بنجر السكر، فول الصويا، الذرة، عباد الشمس، القطن، وغيرها وتحديد أسعار تلك المحاصيل قبل موعد زراعتها بوقت كافى ، وذلك بهدف ضمان حصول الفلاح على عائد مجزى لمحصوله، فضلاً عن زيادة الدعم المقدم من الدولة لتمويل مشروعات الإنتاج الزراعى ومشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتنمية الريف المصرى والقرية المصرية وتحسين مستوى معيشة أبنائها وتوفير فرص العمل لأبناء القرى من الشباب ودعم وتنمية المرأة الريفية والمعيلة بدعم وتشجيع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وبرامج دعم الصيادين.
 
كما شهدت الفترة الحالية أيضاً ضمن ما تقدمه وزارة الزراعة التوسع في الارشاد الزراعى وتقديم الدعم الفني للمزارعين والتواصل المستمر معهم في الحقول وتعميق دور الجمعيات الزراعية من جديد لمساندة الفلاحين كذلك الخدمات التىيتم تقديمها إلى أبناء سيناء وتنميتها وإنشاء التجمعات التنموية بها، لدمج أبناءها في كافة عمليات التنمية والعديد من الخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية لدعم الفلاح.

 

موضوعات متعلقة :

الفلاح مش مرتاح.. نواب يكشفون معاناة الفلاحين.. ويؤكدون :ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية من أسمدة وتقاوي ومبيدات وأجرة المعدات الزراعية.. مطالب للمسئولين بحل المشاكل.. وتساؤلات للحكومة لإيجاد حلول عاجلة

مصر تحتفل بعيد الفلاح الـ72.. يوافق إصدار قانون الإصلاح الزراعى فى 1952 برسم خريطة الملكية الزراعية وتوزيع الأراضى على صغار الفلاحين.. والسينما قدمت عددًا من الأفلام تناولت حياة الفلاحين المصريين

مصر أكتوبر: الدولة تقدر دور الفلاح كركيزة أساسية من ركائز البناء والتنمية

رئيس الوزراء يهنئ فلاحى ومزارعى مصر بالعيد الـ72 للفلاح

ما لا تعرفه عن أسباب الاحتفال بعيد الفلاح وقانون الإصلاح الزراعى

الدولة المصرية تواصل تطبيق استراتيجيتها لدعم وتمكين الفلاح.. إنفوجراف

عيد الفلاح 72.. الدولة المصرية تواصل تطبيق استراتيجيتها لدعم وتمكين الفلاحين.. 330 ألف مستفيد من مبادرتى تأجيل الأقساط المستحقة وإعفاء المتعثرين.. وفاو: قطاع الزراعة صمد فى وجه التحولات الاقتصادية.. انفو جراف


print