الخميس، 10 أكتوبر 2024 05:18 م

بعد تصريحات ماكرون بضرورة وقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل وعنف رد نتنياهو.. إعلام أوروبى: فرنسا محبطة من وساطة أمريكا وتتطلع إلى لعب دور فى حل النزاع بالشرق الأوسط.. وتستضيف مؤتمرًا دوليًا الشهر الجارى لدعم لبنان

بعد تصريحات ماكرون بضرورة وقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل وعنف رد نتنياهو.. إعلام أوروبى: فرنسا محبطة من وساطة أمريكا وتتطلع إلى لعب دور فى حل النزاع بالشرق الأوسط.. وتستضيف مؤتمرًا دوليًا الشهر الجارى لدعم لبنان ماكرون
الخميس، 10 أكتوبر 2024 01:00 م
كتبت: هناء أبو العز
كانت دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، من أجل وقف إطلاق النار، بمثابة إعلان لحرب كلامية، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتنياهو، والذى جاء رده سريعًا ولاذعًا وغاضبًا.
 
البداية كانت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال فيها إن الدول يجب أن تتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة، معتبراً أن إمداد إسرائيل بالأسلحة مع المطالبة بوقف إطلاق النار أمر غير منطقى، وأن الأولوية  العودة إلى حل سياسي، والكف عن تسليم الأسلحة لإسرائيل، الأمر الذى أثار غضب نتنياهو سريعًا، فخرج قائلًا: إنه  من العار الدعوة إلى فرض حظر على شحنات الأسلحة إلى بلاده، وستنتصر إسرائيل بدعمهم أو دونه، لكن عارهم سيستمر طويلاً بعد انتهاء الحرب .
 
وفي محاولة من الرئاسة الفرنسية لتهدئة التوترات مع إسرائيل، أصدر الإليزيه بيانًا رسميًا قال فيه، إن فرنسا هي صديقة إسرائيل الدائمة، وأن باريس قدمت مساعدات عسكرية للمساعدة في مواجهة الهجمات الصاروخية الإيرانية.
 
وفى الوقت نفسه أكد مكتب الرئيس الفرنسي الحاجة إلى حلول دبلوماسية، مؤكداً أن رد نتنياهو مبالغ فيه وعنفوانى وغير ذي صلة بالصداقة بين فرنسا وإسرائيل.
 
ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، قال محللون، إن ماكرون حاول تحقيق توازن دقيق في نهجه تجاه الصراع في الشرق الأوسط، وأعلن دعمه حق إسرائيل في الدفاع عن النفس مع انتقاد العمليات العسكرية الإسرائيلية في الوقت نفسه، مناشداً وقف إطلاق النار لوقف زيادة الخسائر المدنية في غزة، والآن في لبنان، كما أن  هدف ماكرون من وراء هذه التصريحات، التي كان من شبه المؤكد أنها ستثير غضب نتنياهو لم يكن واضحاً تماماً.
 
ووفقاً لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي يتتبع تجارة الأسلحة العالمية، فإن فرنسا لا تبيع أسلحة لإسرائيل إلا القليل، إذ تتلقى أكثر من 90 % من شحنات أسلحتها من الولايات المتحدة وألمانيا، كما أن نفوذها ضئيل على شحنات الأسلحة الأميركية التي تعد المزوِّد الرئيسي لإسرائيل.
 
وفي مسعى جديد لمعالجة الصدع، تحدث ماكرون ونتنياهو عبر الهاتف ، إلا أنه يبدو أن هذا اللقاء الهاتفي لم يفعل الكثير لرأب الصدع.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن الزعيمين يقبلان اختلافاتهما في الرأي، وكذلك رغبتهما في أن يتفهم كل منهما الآخر بشكل جيد .
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يقترح فيها ماكرون مثل هذه الخطوة؛ فقد قال ذلك الشهر الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وزعم أن الضغط من أجل وقف إطلاق النار في حين يتم توريد الأسلحة أمر غير متسق.
 
وبحسب محللين، فإن تصريحات ماكرون التي لم تكن  مفاجئة، تتناسب مع أسلوبه الشخصي، فهو عازم على الحفاظ على الطموح التقليدي لفرنسا في أن تكون قوة دولية مستقلة، وهو معروف بسياساته الخارجية الجريئة والمزعجة في بعض الأحيان.
 
وقد اعتبرت تعليقات ماكرون على نطاق واسع بمثابة إشارة إلى الإحباط من الولايات المتحدة، لكن المحللين يقولون إن فرنسا لا تتمتع بنفوذ كبير على شحنات الأسلحة الأمريكية.
 
وعلى الرغم من أن ماكرون كان قد أدلى بتصريحات مماثلة بشأن وقف شحنات الأسلحة قبل أن تغزو إسرائيل لبنان لملاحقة عدوها حزب الله، فإن بعض المحللين يقولون إنهم يعتقدون أن ارتفاع عدد القتلى هناك واحتمالات اندلاع حرب برية أكبر ربما ساهمت في قلقه وإحباطه.
 
فيما ذكرت شبكة (يورو أكتيف) الإخبارية المتخصصة في شؤون الاتحاد الأوروبي، أن فرنسا تتطلع إلى لعب دور في إحياء الجهود الدبلوماسية لحل النزاع في منطقة الشرق الأوسط.
 
وأضافت الشبكة أن فرنسا ليست مزودا رئيسيا للأسلحة لإسرائيل، إذ أفاد تقرير صادرات الأسلحة السنوي لوزارة الدفاع الفرنسية أنها شحنت معدات عسكرية بقيمة 30 مليون يورو العام الماضي.
 
وأعلن ماكرون أن فرنسا ستستضيف مؤتمرا دوليا خلال الشهر الجاري للمساعدة في حشد المساعدات الإنسانية للبنان وتعزيز الأمن في الجزء الجنوبي منها.
 
وأضاف، بعد اجتماع للدول الناطقة بالفرنسية في باريس ، سنعقد في الأسابيع القليلة المقبلة مؤتمرا لتقديم المساعدات الإنسانية ودعم المجتمع الدولي ودعم القوات المسلحة اللبنانية لتعزيز الأمن، وخاصة في جنوب لبنان.
 
وتأتي تعليقات ماكرون في الوقت الذي يقوم فيه وزير خارجيته جان نويل بارو برحلة مدتها أربعة أيام إلى الشرق الأوسط إذ تتطلع باريس إلى لعب دور في إحياء الجهود الدبلوماسية.

 


الأكثر قراءة



print