السبت، 23 نوفمبر 2024 03:19 ص

صداع في رأس أولياء الأمور.. استياء بسبب الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية.. الوزير: نظام معمول به في مختلف أنحاء العالم.. ومطالب برلمانية بالتراجع: لا يناسب البيئة التعليمية العامة الحالية

صداع في رأس أولياء الأمور.. استياء بسبب الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية.. الوزير: نظام معمول به في مختلف أنحاء العالم.. ومطالب برلمانية بالتراجع: لا يناسب البيئة التعليمية العامة الحالية صورة أرشيفية
الجمعة، 25 أكتوبر 2024 06:00 م
كتبت هند عادل

منذ انطلاق العام الدراسى الجديد وإقرار وزارة التربية والتعليم نظام التقييمات الأسبوعية على الطلاب بالمدارس، أثيرت حاله من القلق والتوتر بين أولياء الأمور نظرا للضغط عليهم، وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد أحمد عبد اللطيف، تعقيبا علي بعض ما أثير حول التقييمات الأسبوعية المقررة علي الطلاب في المدارس، بتأكيده أنه نظام معمول به في مختلف أنحاء العالم، مضيفا : "  لا يوجد نظام في العالم، لا يعمل بدون تقييمات أسبوعية، حتى المدارس الدولية، هذا الأمر معمول به - في كل حته في الدنيا".

ولكن مازال الأمر يثير الجدل وغضب أولياء الأمور وهو ما دفع عدد من اعضاء مجلس النواب لتقديم وتقدمت النائبة إيرين سعيد، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة الى المستشار حنفى جبالى رئيس المجلس موجه إلى وزير التعليم بشأن التقييمات الأسبوعية المقررة علي طلاب المدارس في ضوء القرارات الجديدة من وزارة التعليم و التي تسبب وجودها إرباك وضغط علي أولياء الأمور والطلاب و كان علي رأسها التقييمات الأسبوعية .

مشيرة إلى أن التقييمات يتم الإعلان عنها علي موقع الوزارة، الأمر الذي يتطلب من ولي الأمر توفير خدمات الإنترنت طوال الشهر و طباعة هذه التقييمات ، غير أنها أصبحت عبئا على الطالب كونه في حالة سباق دائم وراء التقييمات بخلاف الواجبات المدرسية المطلوبة منه، كما أنها في بعض الأحيان تكون بدرجات ، الأمر الذي يتسبب في إرهاق الطالب طوال الاسبوع و هو بخلاف ما نطمح اليه  .

وأوضحت عضو مجلس النواب إلى أن هناك بعض المدارس تطبقها كل أسبوعين و بعض المدارس كل اسبوع ، مطالبة بضرورة مناقشة الامر و الوصول لحلول تراعي من ليس لديهم القدرة علي توفير خدمات الانترنت طوال الشهر و الطباعة و تخفيف العبء و الضغط النفسي علي الطلاب ،وذلك  من خلال توفير كتيب به هذه التقييمات و تكون بدون درجات هدفها إرشاد الطالب و تحديد نقاط الضعف فقط ، أو بتحويلها الي املائيه يقوم الطالب بكتابتها داخل المدرسة علي أن تناقش داخل لجنة التعليم.

كما تقدمت النائبة د. هالة أبو السعد، وكيل لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بمجلس النواب، بطلب إحاطة للمستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس المجلس، بشأن نظام التقييم الأسبوعي والواجبات المنزلية للعام الدراسي الجديد 2024/2025، موجه إلى كلا من رئيس مجلس الوزراء، ووزير التربية والتعليم _والتعليم الفنى .

وطالبت أبو السعد، في إحاطتها بضرورة اعادة النظر في نظام التقييم الاسبوعي والواجبات المنزلية للعام الدراسي الجديد 2024\2025 لعدم تناسبه مع البيئة التعليمية العامة الحالية خاصة في المدارس الحكومية والتجريبية، مشيرة إلى أن تلك السياسات تحولت إلى أدوات ضغط على الطلاب وعائلاتهم بدلاً من كونها وسائل تعليمية فعّالة تهدف إلى تحسين مستوى التعليم في البلاد.

وأكدت أن هذه السياسات ولدت لدى أولياء الأمور خيبة أمل كبيرة من الوعود التي أطلقتها الوزارة بتحسين جودة التعليم، خاصة وأن الفصول الدراسية تفتقر إلى الشرح الكافي، والوافي مما يؤثر على مستوى الطالب، وخلق حالة من الضغط المتزايد الذي يواجهه الطلاب بسبب نظام التقييمات المتكررة.

وتابعت: أصبحت الامتحانات تتم بشكل دوري، مما يؤدي إلى حالة من التوتر والقلق لدى الطلاب، وفي بعض الأحيان يتم إجراء امتحانات كل يومين أو ثلاثة، مما يزيد من العبء النفسي على الأسر، ويعتبر أولياء الأمور النظام الحالي بمثابة امتحانات متواصلة، مما يؤثر سلباً على التحصيل العلمي للطلاب ويعيق فرص التعلم الجيد.

وأضافت النائبة هالة أبو السعد، أن الأمر يستوجب معه إعادة النظر في جدولة الامتحانات وتقليل الأعباء الدراسية من أجل توفير وقت كافٍ للشرح والفهم والمراجعة، مما ينعكس إيجاباً على أداء الطلاب.

كما تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير التعليم والتعليم الفني، بشأن إعادة النظر في القرارات الوزارية الخاصة بالواجبات المنزلية والأداءات والتقييمات الأسبوعية للمرحلة الابتدائية، لتخفيف الضغط علي الطلاب وأولياء الأمور .

وقال " محسب "، في طلبه، إن  وزارة التعليم تبذل جهودا جادة من أجل إحداث طفرة حقيقية تعيد المدارس بكافة مراحلها إلى أداء دورها الحقيقي، وكان من بين القرارات الوزارية الجديدة تحديد واجبات منزلية موحدة على مستوى الجمهورية يلتزم الطلاب بأدائها يوميا، في مقابل حصولهم علي درجات تضاف إلى المجموع النهائي، وهي خطوة رغم أنها تبدو إيجابية، إلا أن التجربة العملية أظهرت أن المعلمين والطلاب ينغمسون فى كتابة الأسئلة ونقلها إلى كراسة الواجب أثناء الحصة، الأمر الذي يؤثر علي عملية التعلم التي يجب أن يكون لها الأولوية أثناء الحصة.

وأضاف عضو مجلس النواب، أن المبالغة في ضغط الطالب في نقل السبورة أمر في غاية الخطورة خاصة في الأعمار الصغيرة التي تحتاج إلي الشرح والفهم بقدر أكبر، مما يجعلهم غير قادرين علي استيعاب ما ينقلونه، لافتا إلى أنه  تلقي شكاوي عديدة من جانب أولياء الأمور بشأن مادة الأداءات التي يُكلف بها المعلم الطلاب أثناء الحصة وكذا الواجب الذى يقوم بأدائه الطلاب فى المنزل والتقييمات الأسبوعية، حيث يضطر أولياء الأمور إلى طباعة الواجبات المنزلية من على الموقع الرسمى لوزارة التربية والتعليم، وهو ما يضاعف الأعباء المالية عليهم.

وأشار " محسب"، إلى أن  التجربة أثبتت أن التقييم الأسبوعي يُشكل ضغط كبير علي الطالب، الذي بات مطالب يوميا بأداء الواجبات المنزلية، بالإضافة إلى الاستعداد للتقييم اليومي، الذي يُجري إلى جانب التقييم الشهري، حيث تضمنت قرارات الوزارة  تخصيص 5 درجات لكراسة الواجبات المنزلية، و 5 درجات على النشاط، و5 درجات للتقييمات الأسبوعية، و 10 درجات للتقييم الشهرى، إضافة إلى 5 درجات للمواظبة والسلوك و10 درجات للمهام الأدائية، من أعمال السنة لطلاب المرحلة الابتدائية، الأمر الذي بات مصدر ضغط غير عادي علي الطلاب وأولياء الأمور.

وأكد " محسب"، إن الطالب المصري لم يُعد لديه أي وقت لممارسة الأنشطة سواء الرياضية أو الفنية وتحول يومه إلي محاولات لإنجاز المهام المدرسية، فضلا عن المعلمين الذين أصبحوا غير قادرين علي إجراء مراجعات للطلاب أو إظهار مهاراتهم الخاصة في توصيل المعلومة وتثبيتها في عقول الطلاب خاصة في المراحل التعليمية الأولى

وطالب النائب أيمن محسب وزارة التعليم بإعادة النظر في القرارات التي صاحبت انطلاق العام الدراسي خاصة فيما يتعلق بالواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية، مؤكدا أنه رغم أهمية التقييمات في الكشف المبكر عن أى مشكلة تعوق مسيرة الطالب التعليمية للعمل على حلها مبكرا، لكن من الضرورى أن تُعد هذه التقييمات من جانب معلم الفصل بحيث تناسب كافة المستويات علي ألا تستهلك وقت طويل من الحصة ، وألا يحاسب الطالب عليها باعتباره في مرحلة التحصيل، فضلا عن تبسيط الواجبات المدرسية وابتكار وسائل جديدة للتعامل معها بحيث لا تستهلك من وقت الطلاب والمعلمين أثناء الحصة.

 

 

 


print