حالة من الهدوء الحذر سادت الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع الساعات الأولى من صباح اليوم بعد أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، ففي حين حظى الاتفاق الذى قد يكون نواه لتهدئة الأوضاع بالمنطقة بترحيب دولى كبير، دعا المجتمع الدولى بضرورة التزام الطرفين ببنود الاتفاق حتى لاينهار سريعا ويدفع الأبرياء الثمن.
وأعلنت واشنطن دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، حيز التنفيذ فجر الأربعاء بتوقيت بيروت، وينص الاتفاق على وقف الأعمال العدائية لمدة 60 يوما، وهو ما وصفه المفاوضون بأنه الأساس لهدنة دائمة، وتشمل بنود الاتفاق انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان خلال ستين يوما، مقابل الانسحاب الكامل لحزب الله إلى شمال نهر الليطاني الذى يبعد نحو 30 كم عن الحدود مع إسرائيل.
ومع انسحاب حزب الله والجيش الإسرائيلي بشكل تدريجي، سيبدأ الجيش اللبناني انتشارا تدريجيا أيضا في جنوب لبنان، وفقا لبنود الاتفاق، وبموجب الاتفاق، سينفذ لبنان إشرافا أكثر صرامة على تحركات حزب الله جنوب نهر الليطاني، لمنع المسلحين من إعادة تجميع صفوفهم هناك، وسيخضع الاتفاق إلى إشراف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ومن المتوقع أن يصبح اتفاقا دائما بعد فترة الستين يوما.
وكان قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى آخر حرب شاملة بين البلدين في 2006، هو أساس الاتفاق، وتدور المفاوضات بشكل رئيسي حول إنفاذ المعاهدة، وسيتم تكليف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والجيش اللبناني ولجنة متعددة الجنسيات بالإشراف على تحركات حزب الله، وتعهدت إسرائيل باستئناف العمليات العسكرية في حالة حدوث خرق للاتفاق.
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش :"إن اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان ربما يضمن أمن إسرائيل للأبد، بعد سريان الاتفاق في الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي"، فيما رحب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي بوقف إطلاق النار ووصفه بأنه خطوة حاسمة نحو الاستقرار وعودة النازحين.
وكشف الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء أمس، بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل حزب الله، وأكد بايدن في كلمة، أنه على مدار 60 يومًا ستقوم إسرائيل بسحب قواتها من لبنان، مشددًا على التزام الولايات المتحدة، بتوفير المساعدات مع الحلفاء لضمان تنفيذ الاتفاق ولن يتم نشر جنود من الولايات المتحدة هناك.
كما شدد بايدن، على، أنه إذا خرق حزب الله الاتفاق فإن إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها، ولفت الرئيس الأمريكى، إلى أن الاتفاق يدعم سيادة لبنان ويشكل بداية جديدة له، ويقود الشعب اللبناني لمستقبل ينعم فيه بالسلام، بنود اتفاق وقف اطلاق النار، اتفاق وقف اطلاق النار، لبنان، حزب الله، إسرائيل
وحظى الاتفاق بترحيب دولى كبير، حيث قالت مصر أن هذه الخطوة من شأنها أن تسهم في بدء مرحلة خفض التصعيد بالمنطقة، وذلك من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره وتمكين الجيش اللبناني في الانتشار في جنوب لبنان وبسط سيطرته على كامل الأراضى اللبنانية.
وتجدد مصر تأكيدها الأهمية البالغة لاحترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شأنه الداخلي وضرورة العمل على استكمال باقي مؤسسات الدولة ومن بينها الاستحقاق الرئاسي دون أية إملاءات خارجية وفي ظل الملكية الوطنية اللبنانية والتوافق الداخلي.
وتؤكد مصر أن هذا الاتفاق ينبغى أن يكون توطئة لوقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة الذي تجاوز أكثر من عام، وضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية دون عراقيل في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع، فضلا عن وقف الانتهاكات غير المبررة في الضفة الغربية.
وتشدد مصر على الأهمية البالغة لوقف التصعيد بالمنطقة وأنه لا يوجد أي حلول عسكرية للأزمات في الإقليم وإنما من خلال التفاوض والحوار وإعادة الحقوق لأصحابها والالتزام بمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها من خلال عملية سياسية جادة وفي إطار زمنى محدد يقود إلي إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وإنهاء الاحتلال.
وأعرب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عن أمله بأن يسهم اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وحزب الله وتخفيف التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، في دفع الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع في قطاع غزة.
وأكد أوستن في بيان، رسمي نشرته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، اليوم الأربعاء، ضرورة مواصلة العمل على تحسين الظروف الإنسانية المأساوية في غزة، مع الالتزام بتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن، بمن فيهم الأمريكيون".
وأشاد وزير الدفاع الأمريكي بوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه بين إسرائيل ولبنان، واصفا إياه بأنه "لحظة تاريخية" تصب في مصلحة الطرفين وأمن المنطقة، وقال: "هذا الحل الدبلوماسي من شأنه أن يتيح لعشرات الآلاف من المدنيين في كلا البلدين العودة بأمان إلى منازلهم، ويضع حدا للعنف والدمار الذي خلفه الصراع".
كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش باتفاق وقف إطلاق النار، اليوم الأربعاء، بين إسرائيل ولبنان، قائلا إنه "يأمل في أن يضع الاتفاق نهاية للعنف والدمار والمعاناة، التي يواجهها سكان البلدين".
وأضاف جوتيريش "أدعو الطرفين إلى الاحترام الكامل والتنفيذ السريع لجميع الالتزامات، التي تعهدوا بها كجزء من الاتفاق واتخاذ خطوات فورية للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ".
وتابع جوتيريش : "منسق الأمم المتحدة الخاص لشؤون لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان(يونيفيل) في لبنان، على استعداد لدعم تنفيذ الاتفاق، طبقا لتفويضاتهما".