وإسبانيا: غزة جزء من الدولة الفلسطينية
لم تهدأ العاصفة التى تسبب فيها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعد أن كشف عن نيته المبيته لتهجير الشعب الفلسطينى، بل لاقت رفضا تاما من أصحاب الأرض الذين رجعوا فى نفس اليوم لركام بيوتهم شمال قطاع غزة مشيا على الأقدام فى طوفان بشرى لم يسبق له مثيل، كما قوبلت خطة ترامب بموقف موحد، من قبل مصر والأردن والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، وهى الأطراف المعنية، كما زاد الأمر سوءا بعد أن شهدت الخطة رفضا دوليا تاما.
وأكدت الخارجية الفلسطينية رفضها المطلق لسياسة التهجير وتعتبرها شكلا بشعا من أشكال التطهير العرقي، وأضافت الخارجية الفلسطينية أن سياسة التهجير تعكس محاولات الاحتلال لخلق حالة من الفوضى السياسية والأمنية في ساحة الصراع وضرب أمن المنطقة والعالم.
وتابعت الخارجية الفلسطينية: “نطالب بالشروع الفوري في ترتيبات دولية وملزمة لإنهاء احتلال أرض دولة فلسطين تنفيذا للقرارات الأممية”.
واتساقا مع الموقف الفلسطينى أكدت الأمم المتحدة، رفضها التهجير القسري لأهالي قطاع غزة بصفته نوعاً من التطهير العرقي، وشدد الناطق الرسمي باسم أمين عام الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك على أن الأمم المتحدة ستكون و"بطبيعة الحال ضد أي خطة من شأنها أن تؤدي إلى التهجير القسري للناس، أو أي نوع من التطهير العرقي".
كما قالت ألمانيا إنه يتعين عدم تهجير المواطنين في قطاع غزة، في حين قالت إيطاليا إنها لا تعتقد أن ترامب لديه «خطة محددة» بهذا الشأن، لكنها رحبت بمناقشة عملية إعادة إعمار القطاع، وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية، إن برلين تتفق مع وجهة نظر "الاتحاد الأوروبي وشركائنا العرب والأمم المتحدة.. بأن الشعب الفلسطيني ينبغي ألا يُهجر من غزة وأنه ينبغي عدم احتلال غزة بشكل دائم ولا إعادة استعمارها من قبل إسرائيل".
كما قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إنها لا تعتقد أن دونالد ترامب لديه خطة محددة لإخراج الفلسطينيين من غزة، لكنها رحبت بمناقشة عملية إعادة إعمار القطاع، وقالت ميلوني خلال زيارة إلى السعودية: "ترامب محق عندما يقول إن إعادة إعمار غزة هي بوضوح أحد التحديات الرئيسية التي نواجهها، ولكن لتحقيق النجاح، هناك حاجة إلى مشاركة كبيرة من المجتمع الدولي".
وأضافت: "أما بالنسبة لقضية اللاجئين، فلا أعتقد أننا أمام خطة محددة. أعتقد أننا نشهد مناقشات مع الجهات الفاعلة الإقليمية التي تحتاج بالتأكيد إلى المشاركة في ذلك"، وتابعت: "هذه مسائل معقدة جدًا بالتأكيد، ولكن مناقشتها، حتى على مستوى غير رسمي مع الجهات الفاعلة في المنطقة، تعني في رأيي أننا نريد العمل بجدية على قضية إعادة إعمار غزة".
كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "إسماعيل بقائي" : لقد عجزت الإبادة الجماعية التي مارسها الاحتلال منذ 15 شهرا في غزة، من عن تهجير الفلسطینیین من وطنهم الأم.
ورداً على تصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الاخيرو التي طالب فيها باجلاء سكان غزة، كتب "إسماعيل بقائي"، في تدوينة له اليوم الثلاثاء عبر منصة "إكس" : إن فكرة "تطهير" غزة كجزء من خطة "التطهير الاستعماري" لفلسطين كانت قيد التنفيذ منذ وقت طويل باستخدام أسلحة وذخائر أمريكية فتاكة، والدعم المالي والسياسي والاستخباراتي من قبل الامريكيين.
وأضاف : لم تتمكن الإبادة الجماعية التي مارسها الاحتلال منذ 15 شهرا من تهجير الفلسطينيين الى خارج وطنهم الأم؛ كما أن الترهيب السياسي والتلاعب بالديمغرافية السكانية في فلسطين لم يسطيع ان يرغم شعبها على الهجرة القسرية.
ولفت المتحدث باسم الخارجية : إن فلسطين وغزة هما موطن الفلسطينيين ومأواهم، مؤكدا بأن هذا الشعب دفع ثمنا باهظا من أجل البقاء والنضال واستعادة حقه في تقرير المصير والتحرر من الاحتلال.
وأعربت إسبانيا عن رفضها لأى محاولة لـ تهجير سكان غزة ، وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس من بروكسل: "لدينا موقف واضح، يجب على سكان غزة أن يظلوا في غزة، وغزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية".
وأشارت صحيفة الموندو الإسبانية إلى أن ألباريس اقترح على مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي نشر بعثة أوروبية على معبر رفح لدعم السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث ستشارك إسبانيا بقوات الحرس المدني.