الأحد، 23 فبراير 2025 07:12 ص

«فتبينوا»..Deep Fake تقنية خطيرة لتزوير الأخبار وإنشاء مقاطع غير أخلاقية..الإساءة والابتزاز أهداف مشروعة للمحتوى المزيف العميق..عصابات ممولة لتشويه المؤسسات والدول..ودعوات لإصدار تشريعات صارمة للحد من انتشارها

«فتبينوا»..Deep Fake تقنية خطيرة لتزوير الأخبار وإنشاء مقاطع غير أخلاقية..الإساءة والابتزاز أهداف مشروعة للمحتوى المزيف العميق..عصابات ممولة لتشويه المؤسسات والدول..ودعوات لإصدار تشريعات صارمة للحد من انتشارها هاكر
الخميس، 20 فبراير 2025 02:10 م
كتب سمير حسنى
وسط تحديات غير مسبوقة وغياب التشريعات والمواثيق الدولية والعالمية التي تحمى الأشخاص والمجتمعات من المحتوى المزيف، انتشرت مؤخرًا بعض الأدوار السلبية والخطيرة التي تلعبها بعض تطبيقات التكنولوجيا الحديثة لا سيما الذكاء الاصطناعي، الذى انتشر سريعا في كل المجالات.
 
القاعدة القرآنية تدعو إلى التحقق من الاتهامات قبل توجيه التهم إلى الأشخاص، وضرورة التثبت من الخبر قبل تصديقه ونقله حتى يعرف مدى صحته، فيقول الله تعالى:« يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة» سورة الحجرات.
 
ونتيجة لغياب الأخلاقيات والطغيان السافر للمادة وجعلها فوق أي اعتبارات أخلاقية أو دينية، ظهرت مؤخرا تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي في إنشاء مقاطع غير أخلاقية مزيفة يصعب اكتشافها لابتزاز الضحايا، وتزوير الأخبار بدقة مثيرة، بهدف إلحاق الضرر والإساءة لأشخاص ومؤسسات بل ودول أيضا.
 
اليوم السابع قرر استكشاف هذا العالم الخطير عبر الغوص في تفاصيل تبدو مبهمة لكثير من غير  المختصين، لكن هذه الخطوة ربما تساعد لاحقًا بعد الكشف عنها في فهم أغراض ومؤامرات مشبوهة سواء على المستوى الفردي أو المجتمعى، للحد من أثارها السيئة، ولتبقى طوق نجاة قبل أن يقع البعض منا فريسة لصياد ماهر، كل غرضه ابتزاز الضحايا لأهداف غير أخلاقية.
 
يعد هذا النوع من الانتهاكات تحديا خطيرا يواجه الأفراد والمجتمعات والدول على حد سواء، ويتطلب مواجهته بشكل صارم، عبر إصدار التشريعات التي تستهدف حماية الأفراد والمؤسسات وحظر المنصات التي تعتمد على المحتوى المزيف.
 
استيقظت «ر.م» سيدة مطلقة على اتصال لصديقة مقربة، تخبرها بصوت خافت  عن "مصيبة" حلت بها، اعتقدت في بداية الأمر أن هذه المصيبة قد وقعت لصديقتها، لكن وجدت نفسها لاحقًا أنها أمام مشهد لم يتخيله عقلها ولم يخطر ببالها على الإطلاق، وذلك بعد أن دعتها صديقتها إلى فتح رابط على الانترنت لتجد نفسها أمام مقطع فيديو صادم، تظهر فيه مرتدية ملابس جريئة، تتحدث بأسلوب غير أخلاقي، وتقول أشياء تشكك فى سمعتها.
 
ارتجف قلب «ر.م» وتوقف الزمن عند هذه اللحظة بل شعرت ببرودة أناملها رغم أن جسمها تصبب عرقًا من وهل ما رأته من مشاهد ستترك انطباعا وأثرا سيئا لدى كل معارفها وأصدقائها وأقاربها، خصوصا وأن نظرة المجتمع للمرأة المطلقة لا ترحم هؤلاء النسوة.
 
بعد أن استفاقت من وهل الصدمة، حاولت إنكار هذا الكابوس بشتى الطرق، لكن الهمز والهمس كانا سيدا الموقف، بعد أن انتشرت هذه المقاطع على هواتف زملاءها فى العمل، ظلت نظرات الشفقة والاحتقار تطاردها حتى في بيتها، حيث انتشرت هذه المقاطع في هواتف جيرانها بشكل غريب.
 
كل تلك الضغوط أصابها بانهيار عصبي نقلت على أثره إلى المستشفى التي مكثت بها أسابيع، حتى خرجت منها لكن الواقع كان أكثر قسوة مما تخيلت.
 
لجأت «ر.م» إلى صديقتها المقربة التي أشارت إليها بضرورة اللجوء إلى خبير في مثل هذه الأمور، والذى استطاع بعد جهود كبيرة استمرت أسابيع التوصل إلى أن مقاطع الفيديو تم التلاعب بها عبر تقنية deepfake.
 
 
توجهت إلى الشرطة، وقدمت بلاغًا، غير أنه لا يوجد أدلة على أي شيء، لكن الخبير التقنى استطاع تتبع مصدر الفيديو، وتبين أن الفاعل صديق طليقها، واعترف في نهاية الأمر أمام جهات التحقيق بأنه فعل ذلك بتحريض من طليقها، انتقامًا منها لأنها رفضت العودة إليه.
 
استطاع الخبير التقنى بالتواصل مع المواقع التي نشرت هذه الفيديوهات عبر التفاوض معهم لإزالة هذه المقاطع، بعد أن أثبت أن هذه الفيديوهات مفبركة وبدون موافقة صاحبها.
 
Deep Fake
 
الدكتور عبدالوهاب غنيم نائب رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي جامعة الدول العربية - مستشار كلية كامبردج البريطانية، تحدث عن خطورة هذه التقنية التي إن تعتمد على خوارزميات التعلم العميق (Deep Learning) لتعديل أو إنشاء مقاطع فيديو أو صوت أو صور تبدو واقعية للغاية، بهدف الإساءة أو الابتزاز.
 
كيف يعمل الـ Deepfake؟
 
خبير الاقتصاد الرقمي، أكد فى تصريحات خاصة، أن Deep Fake يعتمد على نموذج يسمى Generative Adversarial Networks (GANs).، عبر الحصول على الصور أو الفيديوهات للشخصيات المراد ابتزازها أو الإساءة إليها، فتنتج مقاطع فيديو صادمة.
 
أشار إلى أن هذه التقنية الخطيرة تعتمد على توافر بعض الشروط للصور أو الفيديو المراد تصميمه، وفى هذا الصدد يجب الحرص الشديد وأخذ الاحتياطات الواجبة عند نشر الصور والفيديوهات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أنه من الوارد استخدامها بهدف إلحاق الضرر بالأشخاص والمؤسسات بل والدول أيضا، لذلك من المهم التوعية والمشاركة في النقاش حول الاستخدام الأخلاقي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
 
كما تطرق إلى المشاكل الأخلاقية الناتجة عن هذه التقنيات، وذكر منها.
 
- الانتهاك الصارخ للخصوصية، بحيث يتم استخدام صور أو فيديوهات لشخص ما دون الحصول على موافقته.
- التأثير النفسي، حيث يعاني الضحايا من صدمات نفسية، وإحراج مجتمعي.
- الضرر المجتمعي، تستهدف التقنية الشخصيات العامة والشهيرة بهدف إلحاق الضرر.
 
طالب «غنيم» بوضع ضوابط أقوى من قبل الشركات المطورة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، عبر وضع قيود صارمة على كيفية استخدام أدواتها، بالإضافة إلى أهمية تطوير تقنيات الكشف عن المحتوى المزيف ومنع انتشاره.
 
عن الحلول الممكنة للحد من الآثار المجتمعية الخطيرة لهذه التقنيات، دعا الخبير الرقمي إلى وضع التشريعات الصارمة وسن القوانين التي تعاقب منتجي وناشري المحتوى المزيف العميق، فضلا عن حماية الضحايا عبر توفير أدوات وخدمات تساعد الضحايا على إزالة هذا المحتوى من الإنترنت.
 
كما شدد على أهمية تعزيز الوعي، والتثقيف حول كيفية عمل هذه التقنيات بشكل مبسط حتى يمكن مساعدة الأفراد في حماية أنفسهم وتقليل التأثيرات الخطيرة التي تنتج عن هذه التقنيات.
 
قال «غنيم» إن الأخبار المغلوطة والغير الدقيقة جزء منها صحيح، لكن هناك خبراء تقنيون على أعلى مستوى من المهارة وامتلاك التكنولوجيا والبرامج الحديثة للغاية، يعملون لحساب مخابرات عالمية لاستهداف شخصيات عامة مشاهير وبعض الدول أيضا، حيث يتم إنفاق مئات المليارات التي يتم تدبيرها من طرق غير مشروعة مثل عمليات غسيل الأموال وتهريب المخدرات.
 
دعا إلى إعداد كوادر إعلامية لتبسيط الأمور على المواطن البسيط ليكون قادرا على فهم المخططات الخبيثة التي تستهدف الوطن والمجتمعات، ويصبح لدينا حائط صد مجتمعي لمثل هذه الأفعال.
 
عن مخاطر الـ Deep Fake، ذكر الدكتور عبدالوهاب غنيم، أن هذه التقنية تهدد الاقتصاد العالمي بشكل كبير، وقد تتسبب في اضطراب الأسواق العالمية، مستدلا على صحة رأيه قائلا: "على سبيل المثال لا الحصر قد تقوم بعض المنظمات بإنشاء مقطع فيديو لوزير الخزانة الأمريكي يتحدث فيه عن خفض أو زيادة الفائدة الأمريكية، فيترتب عليه اضطرابا كبيرا في البورصات والأسواق العالمية تتسبب في خسائر فادحة للاقتصاد العالمي.
 
بسؤاله عن الإجراءات التي تتخذها دول العالم للحد من سوء استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، أشار إلى أن الدول السبع الصناعية الكبرى ناقشت هذا الأمر وشددت على أهمية احترام الخصوصية، كذلك ينسحب الأمر على مناقشة مخاطر التطبيقات الذكاء الاصطناعي في قمة مجموعة العشرين (G20) والذى يعد المنتدى الأول للتعاون الاقتصادي الدولي.
 
كشف عن أن الاتحاد الأوروبي قرر إنشاء هيئة على غرار الهيئة الخاصة بالتغير المناخي، تستهدف الحد من الأثار الخطيرة لتطبيقات الذكاء الصناعي، فضلا عن تناول هذه القضية في اجتماع مبادرة الحزام والطريق في الصين، ما يؤكد أهمية هذه القضية بالنسبة لدول العالم.
 
أكد أن معظم دول العالم تضع نوعا من القيود الأخلاقية على بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بشكل لا يتعدي على الحريات الشخصية، خاصة إذا علمنا أن بعض العصابات الإرهابية تستخدم مثل هذه التقنيات وهدفها الأول والأخير أن يفقد المواطن هويته، مشيرا إلى أن هناك كتائب إلكترونية ممولة تعمل لصالح أجهزة مخابرات دولية لتشويه سمعة أفراد ومؤسسات ودول بطبيعة الحال.
 
ردًا على سؤال لماذا لا تٌسن تشريعات صارمة للحد من استخدام هذه التقنيات، قال: القانون وحده لا يكفي لأن هذه التقنيات تتطور بشكل مذهل ويكاد يكون بشكل شبه يومي، في حين أن التشريعات والقوانين يتم تحديثها على فترات متباعدة، داعيًا في الوقت ذاته إلى تشريع يعاقب أي شخص من مشاركة أى معلومة خاطئة أو مضللة، للحد من انتشار هذه الظواهر الخطيرة.
 
شكك الخبير الرقمي من أهمية الدعوات التي تطالب بحظر المنصات والتطبيقات التي تساهم في هذه الأعمال الغير مشروعة، مشيرا إلى الصعوبات التقنية المعقدة في حظر المنصات التي تستخدم المحتوى المزيف العميق " Deep Fake".
 
بالحديث عن ملاحقة الجهات التي تساهم في نشر المحتوى المزيف، قال: من الصعب تتبع صانعي هذه المقاطع أو موزعيها بسبب تعقيد التقنية، وغياب القوانين التي تعالج المحتوى المزيف العميق لأنها ما زالت في مراحلها الأولى.

موضوعات متعلقة :

الصوم الأربعينى المقدس.. أطول وأقدس الأصوام فى الكنيسة الأرثوذكسية.. رحلة تمتد لـ55 يوما تبدأ بـ"أحد" الكنوز وتنتهى بالقيامة.. طقوس وألحان خاصة تهيئ لاستقبال العيد.. وهذه آحاد الصوم الكبير بالترتيب

مصر أفعال لا أقوال.. أحزاب: الجهود المصرية لإعادة إعمار غزة تفشل مخططات التهجير وتشير للريادة والثقل السياسى.. وتؤكد: القاهرة تتحرك فعليًا على الأرض وتعيد الروح لأهل القطاع بعودتهم لأراضيهم

جرائم حرب.. الأمم المتحدة تحذر من اتساع دائرة الانتهاكات الجسيمة فى السودان.. وتؤكد: هجمات عنيفة على مخيمات النازحين.. ومفوض حقوق الإنسان يطالب بتحقيق دولى فى الفظائع المرتكبة والتضامن الدولى لحظر الأسلحة

"أهلاً رمضان 2025".. معرض يلبى احتياجات الأسر المصرية في شهر رمضان.. نواب: معروضات متنوعة وأسعار مخفضة تخدم الفئات الأكثر احتياجا ويؤكدون: المعرض شاهد على التكامل بين القطاعين العام والخاص في خدمة المواطنين

تلاسن ترامب وزيلينسكي.. الرئيس الأمريكي يتهمه باختلاس جزء من معونة واشنطن لكييف.. ويؤكد: شعبيته لا تتعدى الـ4% ..ولقائى مع بوتين قبل نهاية فبراير سيٌنهى الحرب في أوكرانيا.. والرئيس الأوكرانى يرد: لن تستبدلني

"الحصيلة بتزيد".. 30.8% ارتفاعا فى متحصلات مصر من النقد الأجنبى.. تقرير رسمي: 159.6 مليار دولار إجمالى المتحصلات خلال 23/24.. الدول العربية تسيطر على 42% منها.. والإمارات الأعلى بـ 36.4 مليار دولار متحصلات لمصر

علشان نفهم.. 5 أساليب مستخدمة عالمياً في تنفيذ عقوبات القانون الجنائي.. الأبرز القصاص والردع والتعجيز.. ويتراوح مدة الحبس من يوم إلى مدى الحياة في بعض الدول.. وخبير قانونى يوضح الأنواع الخمسة والغرض منها


print