مع اقتراب شهر رمضان، وتزامنًا مع توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالارتقاء بمستوى الدعم للفئات الأكثر احتياجًا، تأتي الجهود الحكومية لتُظهر الوجه الحقيقي للتكافل الاجتماعي، لا تقتصر هذه الجهود على مجرد برامج تنظيمية، بل تتجسد في صورٍ إنسانية يملؤها الحب، ولحظاتٍ تُكتب في ذاكرة كل مواطن مصري كرمز لروح التضامن التي لا تعرف الحدود.
في قلب هذا العطاء، تأتي مبادرة "كلنا واحد"، تلك المبادرة التي أضاءت شوارع وبيوت الفقراء ببهجة لا توصف، حينما انتشرت سيارات الشرطة المحملة بكراتين المواد الغذائية والفوانيس الرمضانية، لتنقل رسالة أمل وعطاء لكل مكان يستحق العون.
هدية الرئيس تدخل الفرحة في البيوت المصرية قبل رمضان
لم يكن توزيع المواد الغذائية مجرد واجب حكومي، بل كان تعبيرًا عمليًا عن التلاحم الوطني، كان أشبه بمهرجان من العطاء، حيث لم تقتصر الوزارة على مساعدة الأسر الأكثر احتياجًا في المأكل فقط، بل أضافت لمسة سحرية بتوزيع فوانيس رمضان للأطفال.
هذه الفوانيس التي لا تقتصر وظيفتها على إضاءة المنازل، بل كان لها دور أعمق في إضاءة قلوب الأطفال الذين استقبلوا هذا العطاء بحماسة، فكان رمضانهم أكثر بهجة وتفاؤلًا.
حينما تلمس الأيدي الأبية للبسطاء، تلمس معهم مشاعر إنسانية تذوب في قلب كل طفل، وكل أم، وكل رجل، في تلك اللحظات، لا تصبح الهدية مجرد مادة غذائية أو فانوس صغير، بل تصبح طبطبة على قلب مثقل بالهموم، ونبضًا جديدًا في حياة الأسر التي تخوض تحديات اقتصادية يومية.
في حديثهم، كانت الكلمات تتراقص بألوان من الشكر، والامتنان، والفرح، حيث قالت سيدة، وبعينين تملؤهما الدموع: "شكرًا للرئيس السيسي، فقد طبطب على قلوبنا بهذه الهدية"، كلماتها كانت تحمل في طياتها أعمق معاني الشكر التي لا تكفيها الجمل البسيطة.
لم يقتصر الشكر على النساء فحسب، بل حمل الرجال أيضًا مشاعر مماثلة، فقال أحدهم وهو يروي تجربته في مكان عمله: "شكرًا للرئيس، وشكرًا للشرطة الذين جاءوا إلى أماكن عملنا حاملين هذه الهدايا، لنشعر أن لدينا عائلة كبيرة تهتم بنا". أما الطفل الصغير الذي احتضن فانوسه الرمضاني بحب وبراءة، فقد قال بأبسط الكلمات: "شكرًا للرئيس على هذه الهدية، أنا سعيد جدًا وأشعر أن رمضان هذا العام سيكون أفضل".
هذه المبادرة، التي قام بها رجال الشرطة بمساعدة وزارة الداخلية، لم تكن مجرد توزيع مساعدات عابرة، بل كانت إعلانًا عن قوة التلاحم بين الدولة وشعبها، ورمزًا للإنسانية التي لا يمكن أن يغفل عنها أي مواطن، مهما كانت حالته الاجتماعية.
تكشف لنا هذه المبادرة كيف أن العطاء في أشد اللحظات صعوبة لا يقتصر على تلبية الاحتياجات المادية فقط، بل يتعدى ذلك ليصبح عملية تضامن اجتماعي حقيقي، يعكس قوة الروابط الوطنية.
تتحدث المبادرة عن لحظة أمل متجددة، فيها يعبر كل كرتونة غذائية عن رسالة تذكير لنا جميعًا بأن الشعب المصري يستحق دائمًا أن يكون في قلب كل خطة، وفي صلب كل برنامج يهدف إلى تحقيق الرعاية والرفاهية، فكل فانوس رمضان كان يحمل إشراقة جديدة، يضيء بها الطريق أمام أولئك الذين ربما يظن البعض أنهم في الظلال، ولكنهم في الحقيقة في قلب العناية والاهتمام.
عندما تقدم الحكومة المساعدة لمواطنيها، فهي لا تقدم فقط حزمة من المساعدات العينية، بل تقدّم شعورًا بالانتماء، وعملية ذات قيمة عميقة تعكس جوهر التلاحم الاجتماعي، فكما تسعى الدولة لتخفيف الأعباء عن المواطنين من خلال هذه المبادرات، فهي أيضًا تزرع فيهم بذور الأمل في المستقبل.
المبادرة ليست مجرد حدث عابر، بل هي شاهد حي على شجاعة وصمود المجتمع المصري في مواجهة التحديات.
إن تكافل الشعب والدولة يعد معركة مشتركة ضد الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة، ليجسد هذا التعاون بين المواطن والحكومة مشهدًا من التضامن الإنساني النادر في أوقات الأزمات.
وفي هذا الشهر المبارك، لا تقتصر المبادرة على كونها دعمًا غذائيًا أو هدايا رمضانية، بل هي رمز أعمق لتلاحم المجتمع المصري، ودعوة للأمل، ورسالة فاعلة عن أهمية العطاء في بناء مجتمع متماسك وقوي.