فى اليوم الثانى من استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية أطلق عليها اسم "الشجاعة والسيف"، استمر الطيران الحربى للاحتلال، الأربعاء، بشن غارات على مناطق مختلفة من القطاع. أسفرت تلك الغارات عن ارتفاع عدد الشهداء والمصابين إلى 1100 فلسطيني.
وسقط عدد من الشهداء والمصابين الفلسطينيين جراء سلسلة غارات شنها طيران الاحتلال الإسرائيلى على مناطق متفرقة في قطاع غزة فجر الأربعاء، واستهدفت الغارات منازل وخيام نازحين فى حى الصبرة بمدينة غزة شمالى القطاع، وفى مخيم البريج وبلدة المغراقة ومدينة رفح الفلسطينية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، فى بيان، أن 436 شهيدا و678 إصابة وصلوا لمستشفيات قطاع غزة، نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التى ارتكبها الاحتلال الإسرائيلى منذ ساعات فجر الثلاثاء، مشيرة إلى ارتفاع عدد الشهداء الفلسطنيين فى الحرب الإسرائيلية على غزة من أكتوبر 2023 إلى 49.547 شهيدا و 112.719 مصابا.
وأوضح مدير مستشفى الشفاء فى غزة، محمد أبو سلمية، أن "المنظومة الصحية فى القطاع عاجزة عن التعامل مع حجم الكارثة الإنسانية، حيث يستشهد الجرحى فى كل دقيقة بسبب نقص الإمكانيات".
وقال الجهاز المركزى للإحصاء وسلطة المياه، أن أكثر من 85% من مرافق وأصول المياه والصرف الصحى قد خرجت عن الخدمة بشكل كامل أو جزئى جراء تداعيات عدوان الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة.
وأوضح بيان صادر عن "الإحصاء"، وسلطة المياه، الأربعاء، لمناسبة يوم المياه العالمى أن التقييمات الأولية للأضرار أظهرت حتى تاريخ وقف إطلاق النار أن أكثر من 85% من مرافق وأصول المياه والصرف الصحى قد خرجت عن الخدمة بشكل كامل أو جزئى، وتحتاج إلى إعادة تأهيل، بما يتجاوز 1.5 مليار دولار، وذلك فقط للمناطق التى تم حصر الأضرار فيها، ويشمل ذلك محطات معالجة الصرف الصحى، ومحطات تحلية المياه، ومحطات الضخ، والآبار، وخزانات المياه، وخطوط النقل الرئيسية، وشبكات المياه والصرف الصحى وتصريف مياه الأمطار، ومختبرات الرقابة على المياه.
وأشار البيان، إلى أن عدوان الاحتلال الإسرائيلى نسف جميع الجهود التى بذلتها الحكومة الفلسطينية وباستثمارات فاقت المليار دولار على مدى سنوات عديدة، لتفادى الكارثة التى كانت تحدق بغزة جراء ملوحة وتلوث 97% من مياه الخزان الجوفي؛ المصدر المائى الوحيد هناك.
فيما، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، كاثرين راسل، أن "الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة خلفت أكبر عدد من القتلى بين الأطفال فى يوم واحد خلال عام".
وأوضحت فى بيان، أن المعلومات والمشاهد الواردة من غزة تُظهر مدى فظاعة الوضع. وأضافت: "تشير التقارير إلى مقتل مئات الأشخاص، بينهم أكثر من 130 طفلا، ويمثل هذا أكبر عدد من وفيات الأطفال فى يوم واحد خلال العام الماضي".
أكد القيادى بحركة حماس أسامة حمدان، الأربعاء، أن الاتصالات مع مصر وقطر مستمرة للجم العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطيني.
فى تل أبيب، قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إن تجدد القصف العنيف على قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء "ليس إلا البداية"، مشددًا على أن حكومته ستواصل الحرب حتى تخليص كل المحتجزين والقضاء على حماس وضمان إلا تشكل غزة "تهديدا" لـ"إسرائيل".
وأضاف -فى كلمة مصورة- "لا شيء سيمنعنا من تحقيق أهداف الحرب على غزة.. والضغط العسكرى شرط أساسى لإطلاق سراح المحتجزين"، مشيرًا إلى أن المفاوضات مع حماس ستُجرى تحت النار.
فى الضفة الغربية، استشهد، فجر الأربعاء، شاب، وأصيب واعتقل آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلى، مخيمات العين وبلاطة وعسكر، فى نابلس، بينما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على طولكرم وجنين وإجبار السكان على النزوح من منازلهم بمخيمات طولكرم ونور شمس وجنين.
وتسللت قوات خاصة إسرائيلية "مستعربون" إلى مخيم العين غرب نبالس، وأطلقت الرصاص الحى باتجاه سيارة داخل المخيم، ما أدى إلى استشهاد الشاب الفلسطينى عدى القاطونى، الذى كان متواجدا فى محيط السيارة المستهدفة.
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى اعتداءاته اليومية فى الضفة، وبدأ عملية جديدة فى طوباس، بينما اعتقل 10 أشخاص فى سلفيت، ودفع الاحتلال بعشرات الآليات العسكرية والجرافات إلى طوباس بغرض هدم وتدمير البنية التحتية فى مناطق عدة من المدينة.
وقالت مصادر محلية فلسطينية، إن مقاومين فجروا عددا من العبوات الناسفة محلية الصنع بالآليات العسكرية التى حاصرت المدينة، وانتشرت فى محيط دوار المحكمة ودوار البلدية والسوق القديم ومحيط الدينمو فى الأجزاء الشرقية من المدينة.
وواصلت قوات الاحتلال مداهمة وتفتيش منازل فى مخيم جنين بالضفة الغربية. وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال الإسرائيلى فجرت وأحرقت عددا من المنازل وهدمت وفجرت مبانى أخرى بالمخيم وأجبرت السكان على النزوح.
على جانب آخر، صادقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع على عودة المتطرف ايتمار بن غفير وزيرا للأمن القومى الإسرائيلي.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الحكومة وافقت بالإجماع، على إعادة تعيين عضو الكنيست إيتمار بن غفير وزيرا للأمن القومى، وعضو الكنيست عميحاى إلياهو وزيرا للتراث، وعضو الكنيست إسحاق فاسيرولاف وزيرا للنقب والجليل.
وكان حزب المتطرف بن غفير أعلن العودة إلى الحكومة بعد استئناف جيش الاحتلال عدوانه وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة فجر أمس الثلاثاء، إذ كان قد استقال بعد تصديق حكومة الاحتلال على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.