الإثنين، 31 مارس 2025 01:02 م

خرجوا ولم يعودون.. الكشف عن مصير طواقم الدفاع المدنى والهلال الأحمر برفح الفلسطينية بعد أسبوع من الاختفاء.. الاحتلال استغل دخول السيارات لانتشال الضحايا وأغلق المنافذ.. والجميع سقطوا شهداء بالاستهداف المباشر

خرجوا ولم يعودون.. الكشف عن مصير طواقم الدفاع المدنى والهلال الأحمر برفح الفلسطينية بعد أسبوع من الاختفاء.. الاحتلال استغل دخول السيارات لانتشال الضحايا وأغلق المنافذ.. والجميع سقطوا شهداء بالاستهداف المباشر غزة - صورة أرشيفية
الجمعة، 28 مارس 2025 05:10 م
كتب أحمد عرفة
< الاحتلال رفض في البداية التنسيق مع منظمات دولية للكشف عن مصير طواقم الدفاع المدني
< إسرائيل تجاهلت سترات الموظفين البرتقالية وترميز السيارات وقصفتهم بشكل مباشر
< الاحتلال اعترف بعد ضغط المنظمات الدولية بقتله الموظفين بعد عدة أيام من رفضه الكشف عن مصيرهم
< الاحتلال ادعى اقتراب سيارات الدفاع المدني من جنوده لتبرير استهدافهم
 
في 21 مارس الجاري، قصف الاحتلال منطقة البركسات غرب مدينة رفح الفلسطينية بشكل عنيف، وعلى الفور هرعت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني والهلال الأحمر للمكان من أجل انتشال الضحايا، لكنها لم تعد منذ ذلك التاريخ، حتى تم الإعلان بعد أسبوع من الواقعة عن استشهاد كل الطواقم بعد قصف الجيش الإسرائيلي لسياراتهم.
 
أنور العطار، أحد أفراد طواقم الدفاع المدني في غزة، ما إن جاءت الأخبار بوجود قصف عنيف حتى أسرع مع زملائه بعد تنسيق مع الصليب الأحمر لدخول منطقة غرب رفح لرفع الأنقاض وإنقاذ الضحايا وانتشال الجثث، ارتدى سترته البرتقالية وركب سيارة مرمزة حتى يعلم الاحتلال بأنهم تابعين للدفاع المدني والهلال الأحمر، لكن ما إن دخلت السيارة مدينة البركسات إلا وشعر "العطار" وزملائه بتحركات غريبة من جانب الجنود الإسرائيليين الذين أغلقوا الشوارع مباشرة وكأنهم يدبرون لشئ ما.
 
لم يعير أفراد الهلال الأحمر والدفاع المدني انتباها لهذه الأفعال، فكل تركيزهم انصب على سرعة إنقاذ المواطنين المتضررين من هذا القصف، إلا أن مهمتهم لم تكتمل بعد أن قرر الاحتلال إنهاء حياتهم جميعًا باستهداف كل السيارات التي ذهبت للمدينة، بل وأغلق كل مداخل رفح الفلسطينية لمنع خروجهم من خلال جريمة مخطط لها مسبقا أرادت من خلالها تل أبيب إرسال رسالة للعالم مفادها أنها ستواصل اختراق القانون الدولى الإنساني ولا حماية لأي أطقم دفاع مدني التي ينص القانون بمنع استهدافها.
 
هذه الواقعة يكشف تفاصيلها، محمود بصل، المتحدث باسم هيئة الدفاع المدني في غزة، قائلا إن "الجمعة الماضية، شهدت استهداف في منطقة رفح، وعلى الفور تحركت بعدها طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر بشكل مباشر للمنطقة، وعند الوصول أغلق الاحتلال كل منافذ المدينة بشكل كامل ولم يسمح للمواطنين بالدخول أو الخروج بشكل مطلق، وبقيت طواقمنا وطواقم الهلال مجهولة المصير، ولم نستطيع التواصل معهم منذ اللحظة الأولى لعملية إغلاق الطريق".
 
ويروي محمود بصل، تفاصيل مساعي الدفاع المدني للاطمئنان على أفراد الطاقم، متابعا: "طالبنا خلال مؤتمر صحفى المنظمات الدولية والمجتمع دولي بضرورة العمل بالتنسيق مع الاحتلال لدخول المنطقة لنعلم مصير طواقمنا وخلال الأيام الماضية كان هناك محاولات للتنسيق لكن الاحتلال رفض بشكل قطعي، وأول أمس  26 مارس كان هناك تنسيق وانتظرنا طويلا وفي النهاية والتنسيق لم يأت من الاحتلال وأمس 27 مارس كان هناك تنسيق بين منظمة أوتشا الدولية والدفاع المدني والهلال الأحمر واستطعنا الدخول إلى منطقة رفح".
 
ويكشف المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، تفاصيل ما شاهدته طواقم الدفاع المدني في منطقة البركسات، قائلا: "شاهدنا المجزرة وحجم الدمار الكبير الذي حل بالمنطقة، وحجم التجريف الكبير ووجدنا سيارات الدفاع المدني والهلال الأحمر مدمرة بعد إطلاق النار عليها وقصفها بشكل كبير وهذا يؤكد أن طواقمنا حدث لها مكروه وخلال البحث وجدنا أحد الزملاء وهو أنور العطار شهيدا وكان مدفون من قبل جرافات الاحتلال".
 
وواصل محمود بصل، حديثه: "حل الليل علينا وأجبرنا على الخروج من المنطقة والمشهد الموجود هناك يؤكد أن الاحتلال قتل كل الطواقم الموجودة في منطقة البركسات وأمس أجرينا اتصالات دولية بشأن هذا الموضوع وأحد المنظمات الدولية تواصلت مع الاحتلال للاستفسار عن وضع العاملين في رفح فكانت إجابة الجيش الإسرائيلي بالإعلان عن قتل كل من كان داخل هذه المركبات تحت ادعاء أنها اقتربت من القوات وظنوا أنها من عناصر المقاومة".
 
ويوضح أن هذا تبرير مرفوض لإنهاء هذا الموضوع والتغطية على تلك الجريمة التي نفذها الاحتلال في مدينة رفح، قائلا :"نحن في الدفاع المدني نحمل إسرائيل مسئولية قتل موظفينا وتجاوز القانون الدولى الإنساني وارتكاب هذه المجزرة بحق تلك الطواقم المعروفة والمعلومة والتي ترتدي سترة برتقالية والمركبات مرمزة بشكل واضح وهناك تنسيق بين بين الصليب الأحمر والاحتلال لذلك كل عمليات الدخول مسبق لها وكل معالمها واضحة ".
 
ويؤكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أن الاحتلال ارتكب تلك المجزرة ويريد الآن أن يفلت من هذا الموضوع والإحراج الذي تسبب له في إشكالية، وما حدث مع الطواقم مجزرة كاملة الأركان وجريمة يجب أن يحاسب عليها الاحتلال من جانب العالم الحر والمنظمات الدولية، خاصة أن الواقعة لها انعكاسات كبيرة على كل المستويات وما جرى في غزة انتهاك صارخ وواضح للقانون الدولى الإنساني.
 
يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه الهلال الأحمر الفلسطيني، أنه لا يزال مصير تسعة من طواقم إسعاف الهلال الأحمر مجهولا في رفح، مضيفا في بيان له أنه لم نتمكن من الدخول للمنطقة، حيث طلب الاحتلال منا الانسحاب من المكان.
 
وأضاف الهلال الأحمر الفلسطيني، أنه عثر أمس على مركبات الإسعاف الأربعة مدمرة بشكل كامل ومطمورة بالرمل، موضحا أن الاحتلال يتعمد تعطيل عمليات البحث عن الطواقم المفقودة.

print