هناك دلائل ومؤشرات تؤكد تورط تنظيم "داعش" الإرهابى فى حادثة المنيا، والتى أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 25 شخصا وإصابة 23 آخرين، فى حادث هجوم مسلح من مجهولين على أتوبيس يقل مجموعة من الأقباط فى رحلة دينية من محافظة بنى سويف إلى محافظة المنيا أثناء توجههم لزيارة دير الأنبا صموئيل بالظهير الصحراوى الغربى فى المنيا.
أولى هذه الدلائل أن الحادثة استهدفت أقباط مصر دون غيرهم، ففى التسجيلات الأخيرة لتنظيم داعش، أعلن مرارا وتكرارا أنه سيستهدف الأقباط، وترجم هذه الإعلانات فى أحداث العريش الأخيرة المعروفة للجميع، بالإضافة تفجيرين استهدفا كنيسة مارجرجس في مدينة طنطا وكنيسة مارمرقس في مدينة الإسكندرية، وذلك في يوم "أحد السعف" أحد أهم الأيام المقدسة لأقباط مصر، واليوم تقوم داعش بتكرار أعمالها الخسيسة باستهداف شرك الوطن.
ثانى هذه الدلائل، اختيار الموعد، ألا وهو يوم الراحة الأسبوعية بالإضافة لمناسبة شهر رمضان، فتنظيم داعش يسعى بشتى الطرق كسر الفرحة لدى المصريين، وهذا تبين عندما اختاروا تفجير كنيستين "مار جرجس مارمرقس" خلال أيام أعياد الأقباط، اليوم داعش يحاول تعميم الحزن على المصريين بهذه الحادثة التى ترفضها جميع الأديان السماوية.
ثالث الدلائل التى تؤكد تورط تنظيم داعش، اختيار التنظيم الإرهابى للمكان، ألا وهو ناحية محافظات الوجه القبلى، ففى البيانات الأخيرة لتنظيم داعش تؤكد أنه يركز جل اهتمامه بمحافظات الوجه القبلى، ومحاولات خلق ولاية لهم، بهدف تشتيت جهود الأمن التى اقتربت على القضاء عليهم فى سيناء.
وفى هذا الصدد يؤكد هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى أن تنظيم داعش منذ زيارة البابا الفاتيكان لمصر وهو يحاول تفريغ هذه الزيارة من مضمونها، ولذلك خطط لعلمية خسيسة.
ويشير "النجار" إلى أن العملية الإرهابية اليوم تحد للدولة المصرية وخاصة لمؤسساتها، بالإضافة إلى أنه تحد لعلاقة المصريين بعضهم ببعض، موضحا أن داعش قد أصدر أكثر من بيان يروج فيه لفكرة استهداف الأقباط.