وأضاف حمدى الكنيسى فى تصريح لـ"برلمانى ": فى يوم 6 أكتوبر تم تكليفى رسميا كمراسل حربى للإذاعة وطلبت من عمى أن يأخذ زوجتى و بناتى الى بلدى فى الغربية حتى أتفرغ تماما و أستعد لتغطية الحرب، متابعا :" عندما علمت زوجتى بتكليفى بتغطية الحرب قالتلى أنت غاوى كدا على طول ، فرديت عليها كنت انتظر هذا اليوم فاستحملينى".
وتابع الكنيسى: "بدأت التحرك و أخذت معى جهاز الاذاعة، و كنت أذهب يوميا من القاهرة الى الجبهة بعد صلاة الفجر لأسجل لقاءات وبطولات مع جنودنا البواسل وأعود مع آخر ضوء إلى القاهرة لأفرغ تلك التسجيلات فى مبنى الإذاعة والتليفزيون، أنا المذيع الوحيد الذى كان له برنامجان بإذاعتين فى وقت واحد".
وأكد حمدى الكنيسى أنه كان من أكثر الناس ادراكا أن الموانع التى كانت متواجدة تمنع أى جيش فى الدنيا من التفكير فى الحرب لأنها كانت موانع لا مثيل لها فى التاريخ قائلا : "مانع مائى ،و الساتر الترابى العملاق الذى يصل الى ارتفاع كبير من الرمال وألغام و خط برليف الذى اعتبرته اسرائيل أقوى حصون فى التاريخ و أطلقوا عليه قبضة اسرائيل الحازمة ، و سلاح جوى بأحدث الطائرات المقاتلة الأمريكية".
وأردف الكنيسى: "أعظم أيام فى تاريخ مصر الحديث، جيشنا العظيم تحدى المستحيل نفسه عندما تحدى الموانع ،الإسرائيلون قالوا إن من أهم مفاجآت الحرب هو الجندى المصرى .
وتابع: الأيام الجميلة التى لم انساها هى عندما كنت أسجل مع صائدى الدبابات مثل ابراهيم عبد العال و المجند عبد العاطى و فوزى المصرى الذين كانوا يتنافسون على إبراز عدد الدبابات التى دمروها .
واشار الاعلامى حمدى الكنيسى الى أن أحد رجال المخابرات أخبر الرئيس الراحل أنور السادات بعد الحرب بأن إسرائيل شكلت لجنة لبحث أسباب هزيمة الجيش الاسرائيلى و بحث اسباب انتشار برنامج "صوت المعركة " بين الاسرائيلين المتحدثين باللغة العربية ، متابعا:" و بعدها أجرى الرئيس الراحل أنور السادات اتصالا بوزير الإعلام حينئذ، و قال له عايز أعرف حمدى الكنيسى بيكرم ولا لأ؟، دا قالب دماغ إسرائيل"، وهنا طلبنى وزير الإعلام وأخبرنى عند لقائه إنه سيكرمنى و سيرقينى ترقيتين، ولكنى رفضت الترقية وطلبت أن يتم إنشاء نقابة للإعلاميين ووعدنى ببحث الأمر لكنه خرج فى تعديل وزارى ونسينا الموضوع، تنازلت عن تكريم شخصى لى بعد حرب أكتوبر من أجل وجود نقابة للإعلاميين".