كتب تامر إسماعيل
أصدر الدكتور توفيق عكاشة، عضو مجلس النواب، خلال الأيام الماضية، كتابه الجديد "دولة الرب.. الماسونية والألفية السعيدة"، والذى يتحدث فيه عما أسماه مخطط "الماسونية" لإفساد المنطقة العربية، والطرق التى تستخدمها لتنفيذ أفكارها ومبادئها.
وينشر "برلمانى" مقدمة كتاب توفيق عكاشة، التى تحدث فيها عن الخطوط العريضة لما يوجد فى فصول الكتاب.. "فى زمن ملىء بالصراعات والتحديات، ووسط أمم تسعى للتوحد والدخول فى أحلاف سعيًا وراء القوة ولأن يكون لها مكان على خريطة العالم المتقدم نجد بلادنا العربية مستمرة فى مسلسل الانقسامات والتشتت، بالطبع هذا لم يكن وليد بضع السنوات، وإنما هو نتاج لعشرات من السنين لم يترك أعداء بلادنا فيها لحظة تمر دون محاولة تخريب داخل بلادنا.
محاولات التخريب التى استهدفت أمتنا العربية كانت على جميع المستويات، ليست فقط عن طريق الحروب واستخدام القوة العسكرية، بل إنه عندما هدأت – ظاهريًا- الحملات العسكرية على بلادنا ودخلنا فى عصر قيل عنه إنه عصر الإسلام، كانت هناك حرب من نوع آخر تشتعل ويتأجج لهيبها.
إنها حرب العقول أيها السادة، بل غزو العقول، عقول شباب بلادنا بالطبع، حتى يبتعد شبابنا عن هويتهم ويتخلوا عن مبادئهم وأخلاقهم، وانساق كثير من شبابنا للأسف وراء غزاة العقول هؤلاء الذى لم يتركوا سبيلًا إلا وسلكوها لتدمير شبابنا.
وهنا كان لابد من وقفة لتسليط الضوء على بعض مظاهر هذا الغزو الفكرى والثقافى وعلى طبيعة هؤلاء الغزاة الذين تختلف مسمياتهم عبر الصعور، ولكن أهدافهم تبقى دائمًا واحدة، ألا وهى تدمير بلادنا والعبث بمقدراتها.
وهنا يفرض الحديث عن الماسونية وأهدافها نفسه على الساحة، إذ أن الماسونية بغموضها وخفائها تعتبر خطرًا داهمًا يهدد شبابنا، ولا ييئس من محاولات طمس عقولهم متخذًا وسائل وشعارات كثيرة تبدو فى ظاهرها بريئة ونظيفة وهى أبعد ما تكون عن ذلك.
وكان لزامًا علينا سبر أغوارها وكشف مخططاتها الدنيئة وسيطرتها على كثير من مفاتيح التحكم التى تتيح لها تخريب بلادنا، سواء من إعلام مرئى أو مسموع أو مقروء، وسواء عن طريق شخصيات بارزة كان لها دور كبير فى إفساد حياتنا ووصول منطقتنا العربية لما هى عليه الأن من تشرذم وفتن.
كان لزامًا علينا إطلاق جرس تحذير من خلال تسليط الضوء على هذا العدو المتربص بنا الدوائر، حتى يتنبه شبابنا للمسؤولية الملقاة على عاقتهم من الحفاظ على بلادنا والنهوض بها وحمايتها ممن يحاولون تخريبها، فإنه لابد أن يعى أبناؤنا قضيتنا ويلموا بأبعادها ويفهموا تفكير أعدائهم وماهى المعتقدات التى توجههم لكى لا يفاجأ شبابنا، فإن معرفة معتقدات العدو تيسر كثيرًا فهم تحركاته ونياته.
نسأل الله أن تفيق أمتنا وأن يتنبه شبابنا للدور المطلوب منهم، وندعوهم إلى أن يتمسكوا بهويتهم وأخلاقهم، يحتمون بها من شرور كثيرة يريد العدو إيقاعهم فى براثنها.
د. توفيق عكاشة"