كتب محمد الجالى
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى، حوارًا مع صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية التى تُعد إحدى أكثر الصحف الإيطالية انتشارًا، حيث تبلغ نسبة توزيعها خمسة ملايين نسخة يوميًا.
واستهل الرئيس الحوار بتوجيه تحية إعزاز وتقدير لحكومة وشعب إيطاليا الصديقة، مؤكّدًا اعتزاز مصر بالعلاقات الثنائية على المستويين الرسمى والشعبى.
وردًا على استفسار بشأن حادث مقتل الباحث الإيطالى "جوليو ريجينى"، أكد الرئيس للشعب الإيطالى أن هذا الحادث كان صادمًا للشعب المصرى مثلما كان بالنسبة لهم، مشيرًا إلى أن علاقات الصداقة بين الشعبين ممتدة وتاريخية، وإلى أن مصر حريصة على توفير الأمن والحماية لجميع زائريها، ومن بينهم الإيطاليون.
وأكد الرئيس فى حديثه أن هذا الحادث المروع والمرفوض من حكومة وشعب مصر هو حادث فردى لم يواجهه سوى مواطن إيطالى واحد من بين جموع الإيطاليين الذين يزورون مصر، والذين تقدر أعدادهم بالملايين على مدار أعوام طويلة.
وأشار الرئيس إلى اختفاء المواطن المصرى عادل معوض، المقيم فى إيطاليا منذ خمسة أشهر دون الكشف عن أسباب اختفائه أو المتسببين فيه، مؤكّدًا أن مثل هذه الأحداث الفردية لا يتعين اتخاذها كأسباب لإفساد العلاقة بين البلدين، مشيرًا إلى أنه فى أوقات الشدائد يُعرف الأصدقاء وتُقاس مدى متانة العلاقات.
وأشار الرئيس فى ذات السياق إلى أن النيابة العامة قد تولت التحقيق منذ اللحظـة الأولى وتحـــت إشـــراف مباشــر للنائب العــام، كما تم تشـــكيل مجموعات عمل متخصصة من قِبل أجهزة الأمن المعنيــة للوقوف على أســـباب الحادث وملابساته، وما زالت تبذل جهودًا كثيرة حتى الآن.
كما أكد الرئيس حرص مصر على تكثيف التعاون مع الجانب الإيطالى لكشف غموض هذا الحادث الأليم وتقديم مرتكبيه للعدالة، منوهًا إلى أن الفريق المصرى المكلف بالتحقيق سوف يتوجه خلال أيام إلى روما لدفع سبل التنسيق المشترك فى هذه القضية.
كما أوضح الرئيس أن توقيت هذا الحادث يطرح العديد من الأسئلة ومن بينها توقيت الكشف عن الحادث أثناء زيارة وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية لمصر على رأس وفد من ممثلى مجتمع الأعمال الإيطالى، وفى الوقت الذى تشهد فيه العلاقات بين البلدين زخمًا سياسيا واقتصاديا غير مسبوق، وما إذا كانت هناك أطراف لديها مصلحة لعرقلة هذا التعاون، فضلًا عن كيفية تعامل الجانبين المصرى والإيطالى مع هذا الحادث وأهمية تفويت الفرصة على تلك الأطراف.
ووجّه الرئيس رسالة إلى أسرة الباحث الإيطالى "ريجينى" أكد خلالها على إدراكه التام لمدى الألم الذى يشعرون به جراء فقد نجلهم، مقدرًا حجم المرارة والصدمة التى روعتهم وأحزنت قلوبهم.
ووجَّه إليهم الرئيس أصدق التعازى وخالص المواساة فى وفاة نجلهم، معربًا عن تضامنه معهم فى مُصابهم الأليم.