أكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، أن إسرائيل تعصف بكل مبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني في ممارساتها البغيضة وجرائمها التي لا تنتهي، منوها إلى حديث الرئيس الإسرائيلي الذي أكد فيه الالتزام بالقانون الدولي بإسقاط 6 مليون منشور على السكان المدنيين قبل استهداف المنشآت أو لإعادة توطينهم في جنوب غزة، قائلا " صحيح أن القانون الدولي الإنساني يلزم الطرف المحارب بالإنذار المسبق بكافة الوسائل الممكنة قبل قيام المهاجم بالعملية الهجومية العسكرية حتى يحمي المدنيين الأبرياء غير المشتركين في النزاع المسلح ..ولكن ليس كما أدعى الرئيس الإسرائيلي فإن هناك اعتبارات وشروط قانونية محددة في ذلك الإنذار بالإخلاء للمدنيين".
وأوضح " سلامة" في تصريح لـ"برلمانى" بأنه يجب أن يقوم الطرف المحارب بإخبار المدنيين بوضوح عن الهدف من العملية العسكرية التي سينفذها، كما أنه لابد وأن يخبر بوضوح المدنيين بمدى خطورة بقائهم وعدم مغادرتهم المنطقة أو الثكنة أو المكان المتواجدين فيه ويجب أيضا على الطرف المحارب أن يحدد بوضوح المنطقة الآمنة التي يطلب من المدنيين اللجوء إليها وتكون آمنة ولا يتم قصفها بالطائرات الحربية كما تقوم إسرائيل على مدار الساعة.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي تقول فيه إسرائيل أن جنوب غزة منطقة آمنة فإنه قد تم قصف مواطنين راحلين بالطائرات الحربية، وتابع "فإنه يجب أن يكون الإنذار بالرحيل عن المنطقة ولجوئهم إلى مناطق آمنة
يجب أن يكون مؤقت وليس دائم ولا يكون بغرض سياسي بل إنساني، ويجزم "سلامة" أن حديث الرئيس الإسرائيلي عن التزامها بالقانون فرية وأكذوبة وقولا مرسل.
وقال إن رئيس إسرائيل نفسه يدرك أنهم أكثر دول العالم انتهاكا لقواعد القانون الدولي الإنساني تحديدا، مشددا أن قصف إسرائيل الأهداف والأعيان المدنية المحمية سواء أكانت وحدات طبية أو المدارس والكنائس والمنشآت، فهو مخالف لكافة الأعراف الدولية فإن الأهداف المدنية محمية بموجب اتفاقيات جنيف الأربع والتي ليست إسرائيل فقط طرف فيها بل قامت بإعداد وصياغة هذه الاتفاقيات قبل صدورها في 1949 .
وعن زعم إسرائيل أن "حماس" تلجأ وتتحصن بالمنشآت المدنية "الأهداف المحمية" وتقوم بتكثيف دفاعاتها وتطلق صواريخها على إسرائيل منها، يقول "سلامة" إن قيام الطرف المحارب في النزاع المسلح باللجوء إلى الأهداف المدنية المحمية فإن ذلك لا يشكل ذريعة للطرف الخصم المحارب حتى يقوم من فوره وتلقاؤه بقصف المسجد أو المستشفى أو مدرسة الأونروا، كما أن هناك عدد من المحاذير أولها "الإنذار المعقول والموقوت المنطقي للمدنيين بالرحيل عن هذا الهدف المدني ومن الضروري إعمال معادلة التناسب التي يحقق فيها المهاجم مدى المكاسب في ظل إلحاق الضرر الجسيم للمدنيين.. مع حتمية توافر معلومات وبيانات استخباراتية محققة مدققة حول تواجد الطرف العدو المحارب بين المدنيين في الهدف المدني المحمي وإذا تيقن قبل القصف أنه لا يوجد يلغي العملية العسكرية".
ويتساءل "سلامة" هل كانت هناك ضرورة عسكرية لإسرائيل في كل الاستهدافات العشوائية للأهداف المدنية المحمية أو حققت ميزة عسكرية كان يمكن تحقيقها دون استهداف حركة حماس بين المدنيين الأبرياء العزل؟.