تواجه حكومة تصريف الأعمال في لبنان، برئاسة نجيب ميقاتى، أزمة جديدة مع نفاد أموال صندوق النقد الدولي التي صرفها مجلس الوزراء، بعد رفض نائب حاكم مصرف لبنان بالإنابة، وسيم منصورى، تحويل الأموال لتغطية نفقات رئيسية للحكومة إذا لم يتوفّر الغطاء القانوني له.
ووفقا لوسائل إعلام لبنانية، وجّه النائب مارك ضوّ سؤالاً إلى الحكومة عبر الأمانة العامة لمجلس النواب حول هذا الموضوع، معلناً أن الحكومة "صرفت مبلغ 1.139 مليار دولار، الذي حصل عليه لبنان من صندوق النقد الدولي في سبتمبر 2021"، في وقت حذّر خبراء من أن الدولة "ستصبح عاجزة عن دفع رواتب القطاع العام، وستصبح أمام خيارين؛ إما مواجهة الناس في الشارع، أو الخضوع لشروط صندوق النقد والبدء بالإصلاحات".
واعتبر رئيس لجنة المال والموازنة، النائب إبراهيم كنعان، أن "الحكومة ورئيسها صرفوا هذه الأموال خلافاً للقوانين المالية، وخلافاً للتعهد الذي قدّموه للمجلس النيابي". وهو ما رأى فيه الخبير المالي والاقتصادي، سامي نادر، أن "صرف أموال السحب الخاص يكرّس عدم مصداقية الدولة أمام الخارج".
وقد بررت وزارة المال اللبنانية، صرف أموال صندوق النقد لضرورات حتّمتها حاجة الدولة لها، ووفقا لصحيفة الشرق الأوسط، قال مصدر مسؤول في وزارة المال، إن "كل ما صرفته الوزارة من أموال السحب الخاص موثّق بالمستندات، وقد قدمتها لدعم أدوية السرطان والأمراض المستعصية والمزمنة وغسيل الكلى، وشراء القمح، ثمّ دعم كهرباء لبنان، وشراء المحروقات، وبعدها تسديد قروض مستحقّة للبنك الدولي، وغيرها"، مشيراً إلى أن "المبلغ المتبقّي يقارب 70 مليون دولار أمريكى".