نظم مركز التخطيط والتنمية الصناعية بمعهد التخطيط القومي ندوة تحت عنوان "ماذا لو انكمشت صناعة الرقائق الإلكترونية نتيجة استمرار النزاعات بين الصين وتايوان؟"، وذلك بمشاركة كل من: الدكتور محمد فرحات مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتور عصام الجوهري أستاذ نظم المعلومات المساعد بالمعهد، والمهندس خالد إبراهيم رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باتحاد الصناعات المصرية، علاوة على، عدد من الخبراء والباحثين.
استهدفت الندوة، تسليط الضوء على صناعة الرقائق الإلكترونية في العالم، والتي تأثرت بالصراعات والأزمات الجيوسياسية الدولية، وتأثر مصر بهذا الأمر، خاصة وأنها تعتمد على استيراد الرقائق الإلكترونية التى تدخل في كثير من الصناعات، كما ناقشت الندوة فرصة مصر في دخول هذه الصناعة إليها في ظل الأزمة العالمية الحالية.
ومن جانبه، استعرض الدكتور محمد فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الصراع الدولي في منطقة المحيطين الهندي والهادى، الذي تصاعدت وتيرته في السنوات الأخيرة، وما إذا كان سينتهي إلى حرب كبيرة قد يكون لها آثار وتبعات أكثر من الأزمة الروسية الأوكرانية؟، موضحًا أن الصراع امتد ليشمل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وركز مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية على منطقة الإندو- باسيفيك نظراً لأهميتها الجيواستراتيجية المتصاعدة، وباعتبارها ميداناً لاختبار نفوذ القوى الكبرى، لتصبح أحد المحددات الرئيسية لمستقبل انتقال القوة في النظام الدولي، سواءً نحو تعددية قطبية بين الولايات المتحدة والصين وروسيا أو ثنائية قطبية بين الولايات المتحدة والصين، مشيرًا إلى صياغة العديد من الدول استراتيجيات، تطرح فيها رؤيتها لكيفية التعامل مع المنطقة، على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، بما يحقق في النهاية مصالحها الوطنية.
فيما قدم الدكتور عصام الجوهرى، أستاذ نظم المعلومات المساعد بالمعهد، عرضًا أوضح فيه ماهية الرقائق الإلكترونية، وقيمتها السوقية، منوهًا إلى أن كل من تايوان والصين وكوريا الجنوبية يستحوذون على ما يقرب من 87% من سوق الرقائق الإلكترونية في العالم، كما استعرض تطور شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية وأسباب نقصها، فضلًا عن انعكاسات أزمة نقص تلك الرقائق على مستوى العالم.
ومن جانبه، تحدث المهندس خالد إبراهيم، رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باتحاد الصناعات، عن الصناعات الوطنية وتأثير هذه الأزمة عليها، مشراًا إلى امتلاك مصر للرمال البيضاء التي تُشكل العنصر الأساسي في صناعة الرقائق الإلكترونية، كما شدد على أنها تحتاج إلى خطوات أخرى ملحة لرسم صورة كاملة حول هذه الصناعة الاستراتيجية والقدرة على المنافسة بها.
ولفت الجوهرى إلى أن الدولة المصرية قطعت شوطًا كبيرًا في سعيها نحو توطين واستغلال الرمال البيضاء، واتخذت العديد من الخطوات الجادة والتي تهدف إلى تلبية احتياجات السوق المحلية من تلك الصناعة الاستراتيجية، رغم وجود العديد من التحديات والعقبات.
وفي نهاية اللقاء، تم استعراض بعض المقترحات التي من شأنها أن تُسهم في تذليل تلك العقبات من بينها، ضرورة زيادة وربط البحث العلمي بالقطاعات التي تعتمد فيها السوق المصرية على الاستيراد والتي تعاني من فجوة كبيرة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك، فضلاً عن ضرورة عقد شراكات مع الدول الكبرى المنتجة في الصناعات الاستراتيجية المعتمدة على الرمال البيضاء والاستفادة من تلك التجارب، مع التشديد على أهمية تأهيل الكوادر البشرية في هذا المجال، بالإضافة إلى نقل واستقطاب الخبرات العالمية بها.