أنياب البرلمان فى مواجهة الحكومة

هل أصبح للبرلمان أنياب فجأة أم انها موجودة ولكنه يستغلها وقتما يشاء فقط ويخفيها متى يريد والدليل أن أنياب البرلمان ظهرت فى رفض التوقيت الصيفى، حيث أجبر الحكومة على أن تتراجع وتلغى العمل بالتوقيت الصيفى، رغم أنها أعلنت مرارا وتكرارا أنها ستطبقه، كما ظهرت الأنياب فى تصديه لقضية الفساد فى القمح من خلال تشكيل لجنة تقصى الحقائق التى كشفت عن فساد فى أول يوم عمل لها يقدر بـ55 مليون جنيه فى إحدى شون تخزين القمح، لكن هذه الأنياب اختفت مع قضية تسريب الامتحانات رغم أنها قضية خطيرة وتهم الشعب المصري.

علاء عبد المنعم: أنياب البرلمان مستمدة من الدستور

يقول النائب علاء عبد المنعم المتحدث الرسمى لائتلاف دعم مصر، أن للبرلمان انيابا مستمدة من الدستور وليس من اشخاصه.

وأضاف فى تصريحات خاصة، إذا أحسن النواب أعمال أدواتهم الرقابية المنصوص عليها فى الدستور واللائحة سينضبط الأداء الحكومى، مشيرا إلى أن مجلس النواب يملك من السلطات الرقابية والتشريعية ما تجعله اقوى من الحكومة، وتابع قائلا: يكفى أن بوسع البرلمان أن يقيل الحكومة بالكامل ويمكن أن يحاكم أى وزير أو رئيس الوزراء.


وأوضح أن السلطات التى منحها الدستور للبرلمان تجعله أقوى من الحكومة، لكن عدم أعمال البرلمان لأدواته سواء عن تراخى أو عدم علم بها، بالإضافة إلى سعى بعض النواب إلى مصالح ضيقة تتمثل فى توفير الخدمات فى دوائرهم تجعل الأداء البرلمانى ضعيف ولعل مظهر النواب الذين يظهرون أمام الوزراء ملتفين حولهم خلال الجلسات دليل على عدم على استخدام النواب أدواتهم الرقابية ضد الوزراء مستقبلا.

وقال عبد المنعم، إن أنياب البرلمان يجب أن تظهر فى قضية تسريب امتحانات الثانوية العامة كما ظهرت فى التوقيت الصيفى وفساد القمح من خلال استجواب وزير التربية والتعليم بسبب مسؤوليته عن تسريب امتحانات الثانوية العامة ومسؤوليته السياسية، لافتا إلى أن الاستجواب يترتب عليه سحب الثقة من الوزير.

أحمد سعيد: أرفض استخدام مصطلح أنياب البرلمان

ومن جهته فإن الدكتور أحمد سعيد عضو مجلس النواب، يرى أن أداء البرلمان سيتحسن فى الفترة المقبلة، لافتا إلى أن دور الانعقاد الحالى له ظروفه التى تجعلنا نلتمس العذر للبرلمان ورفض استخدام مصطلح أنياب البرلمان؛ لأن كما يقول معناها أن البرلمان "هيعور" الحكومة، وشدد على أن المجلس يملك سلطات رقابية وتشريعية مستمدة من الدستور، مشيرا إلى أن مجلس النواب يعرف حدوده كما تعرف الحكومة حدودها وسلطاتها، وليس معنى أن البرلمان يبحث عن حقه أن يتعدى حدوده، كما أن الحكومة وهى تؤدى دورها التنفيذى لا يجب أن تتجاهل دور البرلمان.

وأضاف الحكومة لا تتعالى على البرلمان، مشيرا إلى أنه لا توجد سلطة تحارب الأخرى ولكن المشكلة تكمن فى عدم الإدراك أو افتقاد الوعى لقواعد اللعبة السياسية، لافتا إلى أن الذين يلعبون الجيم النهاردة لم يلعبوا من قبل والجميع يحتاج وقت لاكتساب الخبرة السياسية فلا يوجد وزير فى الحكومة الحالية سبق وتعامل مع برلمان، كما أننا نجد عددا لايتعدى أصابع اليد لديه خبرة من بين الـ600 نائب أعضاء مجلس النواب.

مصطفى بكرى: المجلس يتعاون مع الحكومة وليس أداة من ادواتها

وقال النائب مصطفى بكرى، إن هذا المجلس منتخب انتخابات حرة ولم يزور له أحد ولم يتجمل له احد وهو يرعى مصالح الشعب ويسعى دائما إلى تبنى مصالح الجماهير، وتابع قائلا: أمنيتى مع بداية عمل المجلس عقب العيد أن يقوم بمناقشة قانون تعديل المادة 86 من قانون تنظيم الصحافة، خاصة وأنى حصلت على وعد من رئيس المجلس بأنه سيناقش فى الجلسات التى تعقب إجازة العيد، لافتا إلى أنه أمر سوف يسعد الجماعة الصحفية التى تسعى لإصلاح أوضاع المؤسسات وتفعيل القانون، وتابع قائلا: إن أداء المجلس لدوره لا يعنى أنه فى عداء مع الحكومة، ولكن كما قال الدكتور عبد العال رئيس المجلس، أن البرلمان يتعاون مع الحكومة وليس أداة من أدواته أو فى ائتلاف معها ونؤيدها إذا كان رأيها فى صالح الشعب ونعارضها إذا ما تعارضت قرارتها مع مصلحة المواطنين وتابع: إن خلافنا مع الحكومة خلاف موضوعى، لأننا لسنا فى خناقة مع الحكومة، ولكن نتبنى مصالح المواطنين الذين انتخبونا.