يخوض حزب النور الانتخابات البرلمانية بقائمتى: شرق الدلتا والصعيد بجانب منافسته فى العديد من دوائر الفردى، وبدأ الحزب حملة دعائية ضخمة، مع تأكيدات من قيادته بسعيهم الحصول على نسبة كبيرة من المقاعد التى ينافس عليها الحزب، لكن المواطن المصرى حين ينظر لحملة حزب النور الانتخابية تلك المرة ثم يعود بالذاكرة مرة أخرى لينظر إلى حملة نفس الحزب بانتخابات 2012 سيجد العديد من المفارقات والتغير فى المواقف بشكل يثير الدهشة.
الحزب الذى وضع المرأة فى انتخابات 2012 فى ذيل قوائمه، حتى يضمن عدم دخولها مجلس الشعب، ورفض أيضا فى 2012 وضع صورتها على دعايته الانتخابية، ووضع بدلا منها صورة وردة، أو شعار الحزب، رأينا أخيرا أحد كوادره النسائية تشارك للمرة الأولى بمؤتمر انتخابى، حين صعدت حنان علام أمين المرأة بحزب النور، لمنصة المؤتمر الانتخابى بمنطقة محطة مصر فى الإسكندرية، لتتحدث عن خطة الحزب فى مجالات الصحة والتعليم والطفل وغيرها.
هذه هى المرة الأولى تقريبا التى تظهر إحدى سيدات الحزب للعلن، وتتحدث فى مؤتمر عام، فيما يبدو كمحاولة من الحزب للهروب من مأزق صورة الوردة الشهير، والدفاع عن نفسه بعدما نالته اتهامات باحتقار دور المرأة السياسى والتقليل من شأنها.
بل إن الحزب ترك الحرية للمرشحات بأن يظهرن وجوههن فى ملصقات الدعاية، وذلك حسب تصريحات جمال متولى عضو اللجنة القانونية للحزب، ليستمر تنافض حزب النور.
قبل أيام قليلة من بدء معركة الانتخابات وعلى غير العادة، هنأ حزب النور المصريين بذكرى انتصارات حرب أكتوبر، حيث أصدر الحزب بيانًا يهنئ فيه المصريين بذكرى انتصارات 6 أكتوبر، هذه هى المرة الأولى التى يقوم فيها الحزب بتهنئة المصريين بأحد الأعياد الوطنية، بل إن الحزب عرف عنه تقليله من شأن المناسبات والرموز الوطنية، حيث رفض نواب الحزب الوقوف احتراما للسلام الجمهورى أثناء مشاركتهم فى أعمال اللجنة التأسيسية لدستور 2014، إضافة للطبع إلى عدم مشاركتهم فى الأحداث الوطنية الكبرى، فلا كوادر الحزب شاركت فى ثورة 25 يناير، بل وكانت قيادات الدعوة السلفية تحذر المواطنين من المشاركة بها، ولا هم أيضا شاركوا فى ثورة 30 يونيو، ووقفوا موقفا سلبيا من الحدث الذى خرج فيه ملايين المصريين، بينما جلسوا يشاهدون الحدث من بعيد فى انتظار الرابح حتى يسيروا فى ركابه.
دائما ما يؤكد حزب النور على انفصاله التام عن الدعوة السلفية، إلا أن الواقع يكذب ذلك، والتصريحات التى تصدر عن الحزب على لسان رموز الدعوة السلفية أيضا تكذب ذلك، لتبقى الحقيقة الواضحة والصريحة أن "الدعوة السلفية" هى الأب الروحى للحزب، لذا فلا يجد مرشحو "النور" ردا مقنعا على الفتاوى الخاصة بكبار قيادات الدعوة السلفية، وعلى رأسهم "ياسر برهامى" التى تحرم مشاركة المرأة أو الأقباط فى الانتخابات البرلمانية، فخلال انتخابات 2012 كان "النور" يعول كثيرا على تلك الفتاوى فى استمالة البسطاء للتصويت له، فى إطار من الحشد الطائفى والعنصرى، واليوم تضم قوائم الحزب المرأة والأقباط، نظرا لأن قانون الانتخابات البرلمانية فرض تمثيل الأقباط والمرأة فى القوائم، وهكذا ظهرت المرأة والأقباط فى مؤتمرات الحزب، بعد أن كانت مشاركتهم ممنوعة شرعا.
خلال انتخابات 2012 لم يخل بند من بنود برنامج حزب النور الانتخابى، من الدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية، لكن برنامج الحزب عام 2015 خلى من عبارة "تطبيق الشريعة الإسلامية"، مكتفيا فقط بذكر أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى مرجع التشريع كما نص الدستور، أما بقية البرنامج فتحدث عن عموميات القضاء على مشكلات الفقر ومعالجة القصور فى خدمات الصحة والتعليم المقدمة للمواطنين.
موضوعات متعلقة: