خلال شهور قليلة من تأسيسه صعد حزب مستقبل وطن ليتصدر الساحة السياسية، عبر حضوره الواسع وما حققه من نتائج ملفتة فى الانتخابات البرلمانية، ولكن الساعات الأخيرة شهدت بروزًا مختلفًا ومغايرًا للحزب الذى عُرف بالاستقرار التام منذ تأسيسه، إذ أثيرت حالة من الجدل والتساؤل حول ما يدور داخل "مستقبل وطن"، عقب إعلان أحمد سامى، أمين الإعلام السابق للحزب، استقالته المسببة من العضوية، والتى تبعها إعلان عضوين آخرين للحزب بمحافظتى الفيوم والدقهلية استقالتهما عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".
الحزب من جانبه سارع بالرد والتوضيح لخلفيات وحقائق تلك الاستقالات، مؤكّدًا أن "سامى" لم يعد أمينا للإعلام منذ 6 أشهر، بحكم إلغاء المنصب وتفكيك الأمانة إلى 8 قطاعات على مستوى الجمهورية، كما فعل الأمر نفسه مع أمانة التنظيم، وأن استقالة عضوى الدقهلية والفيوم إن كانت حقيقية – رغم أنه لم تصلهما أية استقالة حتى الآن - فهى ثمن متوقع لحركة الهيكلة والتنظيم التى بدأها الحزب منذ عدة أشهر، وكان يتوقع ذلك من بعض المعترضين على حركة التغييرات، خاصة مع قرب الانتخابات المحلية التى يسعى كثيرون لأخذ وعود من الحزب بخوضها تحت مظلته، وهو ما لن يفعله الحزب احترامًا لأعضائه وقواعده.
أمين إعلام "مستقبل وطن" يستقيل ويؤكد: الحزب شهد كثيرًا من التخبط والانقسامات
بدأ الجدل بتقديم أحمد سامى، أمين عام الإعلام السابق وعضو المكتب التنفيذى بحزب مستقبل وطن، استقالته من الحزب، مؤكّدًا أنه شهد كثيرًا من التخبط والانقسامات والسعى وراء الأهواء والمناصب، ما أثر على أدائه فى الشارع المصرى ومصداقيته وقاد إلى تراجع دوره فى خدمة مصر وشبابها.
وقال "سامى" فى نص استقالته: "السيد الفاضل رئيس الحزب محمد بدران، السيد الموقر الأمين العام النائب أشرف رشاد، تحية طيبة وبعد، يطيب لى أن أتقدم لسيادتكم بخالص شكرى وتقديرى عن تلك الفترة التى كنت فيها جندًا من جنود مستقبل وطن، ملبّيًا واجبى تجاه وطنى ومحقّقًا كافة طموحاتى وآمالى فى خدمة بلدى الحبيب مصر، وتحقيقًا لعهدى فى كونى جندًا من جنود الرئيس عبد الفتاح السيسى فى منظومة الإصلاح والتنمية، التى يسعى سيادته إلى تحقيقها حتى ينهض بمصر ويجعلها عروسًا فى أبهى صورها".
وتابع أمين الإعلام السابق بحزب مستقبل وطن: "خلال الفترة الأخيرة شهد الحزب العديد من التخبطات والانقسامات والسعى وراء الأهواء والمناصب، ما أثر على أداء الحزب فى الشارع المصرى ومصداقيته، وتراجع دورة فى خدمة مصر وشبابها، ولما عاهدنا الله، ثم أنفسنا، فى بادئ الأمر على خدمة هذا الوطن وهذا الشعب من خلال هذا الكيان، وتبدل الأمر الآن، وأصبح الجميع لا يسعون إلا لأهوائهم الشخصية تاركين مصلحة هذا الوطن وهذا الشعب وراءهم، وهذا مخالف تماما لما آمن به، ومخالف لعهدى أمام الله على خدمة بلدى ووطنى من خلال حزب مستقبل وطن، لذا أرجو من سيادتكم قبول استقالتى من منصبى كأمين عام الإعلام بالحزب، وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتقدير".
مستقبل وطن يرد على استقالة سامى: غائب منذ 60 يوما ومنصبه أُلغى قبل 6 أشهر
على صعيد موقف الحزب من استقالة أحمد سامى، جاء الرد على لسان محمد على الضبع، المتحدث باسم الحزب، الذى قال إن "مستقبل وطن" قَبِل استقالة أحمد سامى، الذى كان يشغل منصب أمين الإعلام، فور إعلانه عنها، مع كامل التقدير والاحترام للفترة التى قضاها عضوا فى الحزب.
وأوضح "الضبع" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن ما قاله "سامى" فى استقالته عمّا اعتبره "تخبّطًا وعدم استقرار فى الحزب"، غير حقيقى وغير موضوعى، متسائلا: "طب لما هو شايف إن فيه مشاكل فى الحزب لماذا لم يحدثنا فيها طوال الفترة الماضية؟ ولماذا اختفى عن التواجد التام على مدار الشهرين الماضيين دون أسباب معلنة؟".
وأضاف المتحدث باسم مستقبل وطن فى تصريحه، أن أحمد سامى لم يعد ذا موقع تنفيذى فى الحزب منذ فترة، بعدما تم استبدال الأمانات المركزية للإعلام والتنظيم بأمانات قطاعات على مستوى الجمهورية، وأصبحت الأمانة المركزية موزعة على 8 قطاعات، مشدّدًا على أن هذا الأمر تم منذ فترة طويلة وليس الآن، وأن "سامى" غير متواجد فعليًّا خلال الفترة الأخيرة، والحزب علّل ذلك بمرض والدته، ولكن "سامى" نفسه لم يقدم أى عذر عن تغيّبه.
واختتم "الضبع" تصريحه بالقول: "نتمنى له كامل التوفيق فى قراره، والحزب قبل استقالته بشكل نهائى، ولو أراد سامى النقاش مع الحزب فيما قال إنها أسباب للاستقالة، فالباب مفتوح له، ولأى عضو فى الحزب يبحث عن المصلحة العامة للكيان وليس مصلحته الشخصية".
استقالتان جديدتان فى الفيوم والدقهلية.. والحزب يرد: تمن الهيكلة
فى سياق متصل، أعلن شريف صبرى، أمين العضوية فى حزب مستقبل وطن بمحافظة الدقهلية، استقالته من الحزب مساء السبت، وقدَّم "صبرى" استقالته مستخدمًا نص استقالة أحمد سامى، أمين الإعلام الذى استقال فى اليوم نفسه.
كما أعلن محمد عبد الله، أمين إعلام الحزب بمحافظة الفيوم، تجميد نشاطه فى الحزب لحين تصحيح الأوضاع – على حد قوله - وهدد بتقديم استقالته إذا استمرت الأمور كما هى.
من جانبه، قال محمد على الضبع، المتحدث باسم الحزب، إنه لم تصلهم أيّة استقالة رسمية من العضوين المذكورين، وإنه يقدِّر قرار أو موقف أى عضو بالحزب، مشيرًا إلى أن باب الحزب مفتوح لأى عضو يريد أن يناقش قياداته فى أمور الإدارة، أو ما يدّعى البعض أنها أزمات أو توترات، مضيفًا: "بعض الأعضاء فى المحافظات قد يكونون مستاءين من قرارات إعادة الهيكلة التى أعلنها الحزب فى الفترة الأخيرة، والحزب كان يعلم أن التطوير له ثمن، ولكنه لن يغلق بابه أبدًا فى وجه أحد من أعضائه، بل يرحب بكل الآراء".