اغتيال السفير الروسى فى أنقرة، اعتداء بالدهس بشاحنة على سوق لعيد الميلاد فى العاصمة برلين، فتح النار على ثلاثة أشخاص فى مسجد بمدينة زيورخ فى سويسرا، ثلاثة حوادث إرهابية مختلفة وقعت فى أكثر من مكان خلال الأسبوع الماضى فقط .
الحوادث الإرهابية التى تكررت فى الفترة الأخيرة دفعت عدد من النواب إلى التأكيد على أن مواجهة الإرهاب أمر لا يتعلق بدولة بعينها، أو بسبب التقصير الأمنى أو غيرها من الأسباب التى تم طرحها فى التعامل مع العمليات الإرهابية خلال السنوات الماضية، مؤكدين على ضرورة خلق آلية موحدة لمواجهة الإرهاب، تبدأ بتوقيع معاهدة دولية.
مكافحة الارهاب تحتاج لتكاتف دولى
فى البداية قال طارق رضوان وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن مكافحة الإرهاب تحتاج إلى تكاتف دولى واضح، وآلية موحدة، لافتا إلى أن ذلك ما دعا اليه الرئيس عبد الفتاح السيسى أكثر من مرة .
وأضاف "رضوان" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن مصر لديها رؤية فى ملف مكافحة الإرهاب، وأن ما نحتاجه حاليا هو تفعيل هذه الرؤية من خلال معاهدة دولية تلتزم بها كافة الدول لمكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة يحب أن يتم من خلالها تحديد العقوبات المتعلقة بتمويل أى دولة للجماعات الإرهابية، وكذلك إيواء الدول لبعض الإرهابيين المطلوبين لدى دول أخرى، وكيفية تسليمهم ومحاكمتهم .
واعتبر النائب، أن التعامل مع العمليات الإرهابية بشكل فردى من جانب كل دوله أثبت فشله، لأن الإرهاب تحول إلى فكر يجتاح العالم بأكمله، بدليل تكرار الحوادث وفشل الدول فى مواجهتها .
داليا يوسف تطالب بتبنى مصر لاجتماع دولى
قالت داليا يوسف عضو لجنة العلاقات الخارجية، ورئيس جمعية الصداقة البرلمانية المصرية البريطانية، إن مصر يجب أن تأخذ مبادرة لعقد اجتماع دولى، للاتفاق على آلية موحدة لمواجهة الإرهاب.
وأضافت داليا يوسف لـ"برلمانى"، أن الحل الوحيد لمكافحة الإرهاب هو الاتفاق على الية دولية، لمكافحته، لأن تعامل الدول بشكل فردى مع القضية لن يحقق فائدة.
وأشارت عضو لجنة العلاقات الخارجية، إلى أن الارهاب تحول إلى فكر اجتاح العالم كله، وإذا لم نخلق آلية لمواجهته سيستمر فى التوغل فى جميع دول العالم.
واعتبرت النائبة، أن الحوادث الارهابية هى الحرب العالمية الثالثة فى شكلها الجديد، لأنه تحول غلى أيديولوجية انتشرت فى كل الدول، ووتيرته ترتفع كل فترة، مؤكدة أن مصر يمكنها أن تأخذ هذه المبادرة، خاصة أن القيادة المصرية لطالما نادت بتوحيد الجهود لمواجهة الإرهاب.
وأشارت إلى أن إرجاع أسباب الإرهاب إلى التعليم، او الفقر، أو المستوى الاجتماعى لم يعد مقنعًا بدليل أن "داعش" ينضم اليها يوميا مواطنين من بريطانيا، وفرنسا وتركيا، وبالتالى الأمر لم يعد يتعلق بأسباب بقدر كونه فكر وإيديولوجية.
وفى سياق متصل قالت داليا يوسف، إن حادث مقتل السفير الروسى يستحق أيضا التأمل من جانب المجتمع الدولى، لافتة إلى أن الكلمات التى قالها القاتل بعد ارتكاب الجريمة كان لها دلالة أيضا على أن هناك غضب بسبب القمع الدولى وتدخلات الغرب فى دول أخرى، وتدعيم الغرب للإرهاب والجماعات الإرهابية أحيانًا، وسببا أيضا من أسباب انتشار الإرهاب.
العرابى : لابد من معاهدة تنص على عقوبات اقتصادية وسياسية
فى حين قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، عضو لجنة العلاقات الخارجية، إن مواجهة الحوداث الإرهابية تحتاج الى التوقيع على معاهدة دولية لمواجهة الإرهاب .
وأضاف "العرابى"، فى تصريح لـ"برلمانى"، إن قرارات مجلس الأمن غير ملزمة للدول، لذلك فأن كل ما تم اتخاذه من قرارات فى ملف مكافحة الإرهاب لم يؤتى ثماره، مؤكدًا على ضرورة إصطفاف الدول العربية، ودول العالم كافة لمكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أن اصطفاف الدول والاتفاق على آلية لتجفيف عناصر الإرهاب هو الطريقة الناجحة للقضاء على الجماعات الإرهابية.
وأكد "العرابى"، أن توقيع معاهدة دولية لمواجهة الإرهاب، سيلزم الدول خاصة إذا كانت تنص على عقوبات سياسية واقتصادية على أى دولة يثبت أنها تمول جماعات إرهابية.