كتب محمد إسماعيل – أحمد عرفة
أدخل يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، نفسه فى حرج شديد، بعدما انتقد تلاميذه البيان الأخير الصادر من اتحاده الذى دافع فيه عن النظام التركى، وقال إن النظام الرئاسى هو النظام الأقرب للإسلام، حيث اعتبر البعض أنه لم يكن على صواب، بينما اعتبر البعض الآخر أنه لم يكن يجب أن يصدر فى بيان رسمى.
أمر خلافى
وانتقد أحمد رامى، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل، بيان اتحاد القرضاوى قائلا: "عفوا الشيخ القرضاوى، بيان اتحاد علماء المسلمين الأخير، الصادر دعما للموقف التركى إزاء التصرفات الهولندية، الموقع منكم، أرى أنه قد جانبه الصواب، وذلك بقصر الصواب فى أمر خلافى، رغما على رأى دون غيره من الآراء، فى مسألة تعددت فيها الآراء، فضلا عن كونها من المصالح المرسلة التى يتغير الحكم فيها لتغير العرف و الزمان و غيره من العوامل" .
وفى السياق ذاته، رد عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، عضو مجلس شورى إخوان تركيا، على بيان القرضاوى قائلا :"هل في الإسلام نظام حكم معين يتبناه، أو يوصي به؟ وهل هو النظام الرئاسي أم البرلماني؟، وفي الحقيقة لا النظام الرئاسي ولا البرلماني ولا الملكي ولا الملكي الدستوري، ولا أي نظام في الدنيا نستطيع أن نطلق عليه نظاماً إسلامياً؛ لأن الأمر ببساطة أن الإسلام لم يضع أو يحدد نظاماً معيناً للحكم فيه، بل وضع معايير وأهدافاً إذا تحققت فهو المطلوب.
بدوره قال سمير الوسيمى، القيادى الإخوانى، والمتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة المنحل: "لا أرى في بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وجاهة في ترجيحه النظام الرئاسي على النظام البرلماني، والقول بأنه أقرب إلى الإسلام من النظام البرلماني، وذلك في معرض دفاعه عن تركيا ضد هولندا".
بيانات اتحاد المسلمين تضر سمعته
من جانبه قال سعيد الحاج، الباحث الإسلامي: «منذ مدة والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (يقحم) نفسه في بيانات سياسية هو في غنى عنها، تضر صورته وسمعته ولا أظنها تفيد القضايا والأطراف المعنية بها، قبل قليل، فهمت من بعض الأصدقاء أن البيان الأخير للاتحاد بخصوص التوتر التركي – الهولندي، تضمن ما معناه أن النظام الرئاسي -الذي يدعو له أردوغان- هو الأقرب لتعاليم الإسلام لأنه يضع (الرئيس أو الأمير) رقم 1 في السلطة، وراجعت نص البيان فوجدتهم محقين، فهذا البيان خسارة كبيرة وسقطة مؤسفة للاتحاد، بغض النظر عن الرأي في النظام الرئاسي وفِي بنود التعديل الدستوري في تركيا، وهو منزلق خطير وخطير جداً أدخل فيه الاتحاد نفسه، وأزعم أن القيادة التركية لن تكون سعيدة بهذه البيانات والتصريحات على عكس ما يظن البعض.!!».".
من جانبه قال أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن البيان الذى صدر عما يسمى باتحاد علماء المسلمين، كشف إلى أى حد يستغل الدين سياسيا، وتحول الاتحاد الى منظمة ملاكى لأردوغان، لاشك أن ما تم بناؤه من مصداقية هذا الاتحاد تبدد بهذه الخطوة المكشوفة.
وتوقع بان فى تصريحات لـ"برلمانى"، زيادة انتقاد قيادات الإخوان وأعضاء الاتحاد أنفسهم لهذا البيان، لأن البيان انحاز للنظام الرئاسى على حساب البرلمانى الذى كان يعتبره حسن البنا الأقرب للإسلام.