وضع الرئيس عبد الفتاح السيسى النقاط على الحروف، فى خطاب مفتوح وواضح ويتسم بالشفافية، ومشيرا على المخاطر التى تحيط بالدولة المصرية، منذ 2011، مشددا على أن هدفه مستقبل الوطن وليس البحث عن مجد شخصى أو بطولات زائفة، وجاء ذلك خلال وقائع الجلسة الختامية للمؤتمر الوطنى الرابع للشباب، بمحافظة الإسكندرية.
وكرم الرئيس عبد الفتاح السيسى عددا من الشباب والنماذج الناجحة فى المجتمع المصرى، وكان على رأسهم الإعلامية الراحلة صفاء حجازى، رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون، التى تسلمت جائزتها ابنة شقيقتها.
وضم التكريم أيضاً نور الشربينى بطلة العالم للإسكواش، والطالبة آية طه مسعود، من أوائل الثانوية العامة، وقبل السيسى رأس الفتاة مما جعل الحضور يصفق ويقف الجميع خلال ذلك المشهد.
كما كرم الرئيس، المهندس عبد الله سعيد حسن لمشروعه فى تطوير التعليم والذى يعمل على تكوين شبكة تفاعلية تجمع معلمى الجمهورية، ومهندسة الديكور شيماء كمال أبو الخير الحاصلة على جائزة أفضل تصميم قطع أثاث فى العالم عام 2016، والمخترع بيتر إبراهيم كمال، صاحب اختراع المتحف الذكى، والدكتورة رشا السيد أحمد الشرقاوى، الصيدلانية المثالية على مستوى الجمهورية والمشاركة فى مبادرة محافظة البحيرة خالية من فيروس "سى"، الطالب ياسين الزغبى، المعاق الذى واجه التحديات وطاف عدد كبير من محافظات مصر بدراجته الهوائية لجمع شكاوى المصريين لعرضها على الرئيس عبد الفتاح السيسى.
انتظر مؤتمرات الشباب لألتقى بأبناء مصر
وفى بداية كلمته، أبدى الرئيس السيسى، سعادته بمؤتمرات الشباب، قائلاً: "يومين جمال أوى بنتظرهم واستعجل تنفيذهم لألتقى بشباب مصر"، مضيفاً، :"بناتى وأبنائى شباب مصر العظيم، وفى حضور هذه النخبة من ممثلى الشعب المصرى، اسمحوا أن نتوجه جميعا بالتحية التقدير للشعب المصرى العظيم الذى أثبت بلا شك أنه قادر على تحدى التحدى ذاته، وقادر على فرض إرادته الحره فى بناء دولته، ذلك الشعب الذى يواجه التحدى بلا كلل أو ملل".
أشعر بالسعادة والفخر والاعتزاز لوجودى مع نخبة من شباب مصر
وقال رئيس الجمهورية، إنه يتوجه بالحديث للشباب بالمؤتمر الذى بات عادة وطنية خالصة وظاهرة مصرية فريدة، موضحاً أنه خلال فعاليات المؤتمر تبادلت الرؤى، وأجاب على استفسارات تشغل الرأى العام، مردفاً: "جمعنا حب الوطن والعمل من أجله سواء توافقت الرؤى أم اختلفت.. كانت مصر هى الغاية وكان النقاش الحر والشفافية هما الوسيلة".
وأضاف، "سعادتى تمتزج بالفخر والاعتزاز وأنا يشارك فى هذا الحدث وأتواجد بين بناتى وأبنائى شباب مصر"، مشيراً إلى أن خلق مساحات مشتركة بيننا وخلق قنوات اتصال بين الدولة والمجتمع بصفة عامة والشباب بصفة خاصة هو أمر حتمى وضرورة واجبة لأن الوطن ينتظر منا جميعا أن نحلق فى أفقه الواسعة، ولا تحكمنا مصالح خاصة ولا انتماءات، كما أن صياغة لغة للحوار هو نجاح مكتسب للدولة المصرية شعبا وحكومة ومؤسسات يجب الحفاظ عليه والتعزيز على ما يحققه من نتائج إيجابية.
كلما حققنا انجازا على الأرض زادت شراسة الإرهاب
وقال رئيس الجمهورية، إن الهبات التى أعطاها الله لمصر مقترنة بقدر محتوم هو أن نكوم دائماً فى مواجهة تحديات لا تنتهى، وأن نكون دائماً فى طليعة صناع التاريخ والحضارة ومدافعين ضد كل هجمة تريد أن تنال منهم، مؤكداً أن قدرنا لا يمكن الهروب منه، وينبغى علينا أن نواجه بكل ما أوتينا بكل قوة وحكمة، فقدرنا نحن أن نواجه التحدى ونحفظ لأمتنا للبقاء ويعبر بها نحو المستقبل.
وأضاف، لا أخفى عليكم تعاظم خطر الإرهاب على المستويين الإقليمى والدولى، وما صاحب ذلك من تطور هائل فى قدراته وتنظيماته، وباتت هناك دول وأجهزة تدعم الجماعات الإرهابية بالتمويل والتنظيم وجعلت من وسائل إعلامها بوقاُ للإرهاب بجرأة وعناد غير مسبوقين.
وأشار السيسى أن هذه الدول قد بات دورها واضحاً جلياً مسجل بصفحات سواء فى كتاب الإنسانية، ولم يعد هذا الدور غير معروف وعلى مدار السنوات استهدف الارهاب الأسود المدعوم من هذه الدول مصر، وكلما زادت عزيمتنا على مواجهته بالفكر والبناء والتنمية، كلما تحققت انجازات على الأرض كلما ازدادت شراسة المخططين له، ولهم أقول وللمصريين كافة أننا عازمون على مواصلة المسيرة والدولة ستُننى بأيدى أبنائه ومازال الدم يجرى فى العروق ولن نرضى بعير أن نقتلع كل أيدى آثمة.
عايزين نكسر مصيدة العوز اللى عايزين يحطونا فيها
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن يقينه بقدرات شباب مصر الراسخ لا يخالطه شك، وبعزائمهم وإصرارهم تصبح الأمة أكثر إصرراً وثباتاً، وأن المستقبل الذى نكافح من أجل العبور إليه، والسبيل إليه لا يتحقق إلا بكم وهو لكم، وحلمنا هو حلم سلام واستقرار وتنمية، حلم الإنسانية التى تتقابل الاختلاف وأن تتكامل الحضارات ولا تتصادم.
وأضاف، سأخرج عن النص قائلا: "المؤتمر ناقش موضوعين ليهم ارتباط ببعضهم أولهم الإصلاح الاقتصادى، والتانى الدولة الفاشلة، وده وجه تانى وكأن الموضوعين بيقولوا للمصرين مصيدة العوز اللى بيحاولوا دايماً يحطونا فيها، اللى هيترتب عليه ضياع التعليم والصحة والمستقبل وإفشال الدولة الذى يؤد لمزيد من العوز، وكان لازم المصيدة دى نكسرها وناخد القرار بالإصلاح الاقتصادى".
2011 كانت بداية النهاية وتحطيم مصر.. والشعب لا يغلبه أحد
ودعا الرئيس، المفكرين والإعلاميين أن يخصصوا أسبوع لتحذير المواطنين والتأكيد على فوبيا إسقاط الدولة المصرية، مضيفا "عينى على اسقاط الدولة وتحطيم مصر من 2011.. والتى كانت بداية النهاية.. وبفضل الله وقفنا أمامها جميعا.. فلا يمكن لأحد أن يغلب شعب.. فالشعب وقف معى ولم أكن أتمكن أن أقف وحدى".
وتابع، أن الجميع كان يعتبر أدوات لتحقيق هدف إسقاط الدولة المصرية، سواء كانوا يعرفون أم لا، ولكن لا يستطيع أحد أبدا أن يهزم إرادة شعب مصر، وهو غالبيته من الشباب وأقول لهم "أمنتك على مصر وأمنها وسلامتها.. ثاني أمنت شباب مصر قدام الشعب المصري وقبل كده قدام ربنا.. أنكم تحافظوا على بلدكم وتحموها ومحدش يقدر يمسها طول ما انتو موجودين.
وأكد الرئيس: "إننى على ثقة كاملة بالشباب وقدراتهم وسواعد أبناء شعبنا العظيم ودعونا سويا نعبر جسر الأمل لنصل إلى الحلم والمستقبل الذى نتمناه لوطننا العظيم مصر، ودائما نردد بكل ما نكملك وبكل قوة تحيا مصر".
لا أبحث مجد شخصى أو بطولات زائفة..وهدفى مستقبل هذا الوطن
وواصل :"أقول لكم بكل صدق وأمانة إننى لا أبحث عن مجد شخصى أو بطولات زائفة بل مستقبل لهذا الوطن وإرضاء لضميرى أقول الحقيقة وفعل الحق،ولن نسمح لأحد أن يوقف مسيرة المصريين التى أعلنوها فى 30 يونيو".
وأضاف الرئيس، إننا نواجه تحديات اقتصادية كبيرة تراكمت على مدار عقود مضت وباتت مواجهتها واجبة لا تحتمل التأخير، فقد توليت المسئولية والدولة تعانى من أزمات اقتصادية حادة، تمثلت فى انخفاض الاحيتاطيات النقدية من العملات الأجنبية وعجز ضخم فى الموازنة العامة وارتفاع الدين العام والبطالة والتضخم إلى ارقام سلبية غير مسبوقة وتزامن ذلك مع تراجع فى الإيرادات العامة للدولة، لذا كان واجباً على أن أضع ملف الإصلاح الاقتصادى على أولويات العمل الوطنى وقد تمكنت الدولة من وضع استراتيجية ورؤية متطورة لإصلاح الاقتصاد، وكان قرارى نابعاً من المسئولية الوطنية.
وتابع :"أؤكد لكم أننى لن أخلف عهدى معكم على الصدق فى القول والشجاعة فى القول..وإننى حين قررت ان اتخذ مجموعة من القرارات الاقتصادية الصعبة كان القرار مرتكز على يقين بصبر الشعب المصرى العظيم، بالإضافة إلى ثقة منى فى منهجية التخطيط فى هذه القرارات، والتى ستؤدى إلى نتائج إيجابية حقيقة بدأت تلوح فى الافق، حيث وصل الاحتياطى الأجنبى إلى ما يقرب من الضعفين فى أقل من ثلاث سنوات وحقق الميزان الكلى من المدفوعات فائض قيمته 7 مليار دولار خلال النصف الاول من العام الحالى وانخفضت معدلات البطالة مقابل ارتفاع فى معدلات النمو".