"إذا لم أكن سباغ فلابد أن أكون سباغا.. ومقام سيدى الكتانونى لألعب بالبيضة والحجر.. الدجل هو اللعب بأمال ورغبات الناس.. وَيْل للعالم لو انحرف المتعلمون وتبهيظ المثقفون".. عبارات وردت على لسان بطل فيلم "البيضة والحجر"، أحمد زكى أو "مستطاع"، قبل 27 عاما، أتخذها النائب الأسبق ببرلمان 2005، علاء حسانين، منهجا له فى استغلال جهل الناس وأمراضهم وحاجتهم للمساعدة ليحترف مهنة الدجل والشعوذة، مستغلا فى ذلك ذكاءه العقلى وجهل المجتمع، حتى أصبح رجلا معروفا وثريا من خلال نصبه على كثير من المواطنين.
حكاية علاء حسانين، وعلاقته بالجن بدأت منذ 25 عاما، حسبما قال فى تصريحات صحفية لجريدة خليجية: "عندما توفى والدى كنت حزينا جدا، وواظبت على قراءة سورة ياسين بشكل متواصل لمدة 70 يوما، وفجأة اهتزت الأرض حولى وخرج لى الجان وتحدثوا معى، وقالوا أنهم معجبين بيا، ومنذ هذا الوقت وهناك عقود ومواثيق بينى وبينهم، وبيساعدونى فى محاربة الجن المؤذى الكافر".
هكذا وصف النائب البرلمانى الأسبق، والمتهم فى قضية نصب واحتيال حاليا، علاء حسانين علاقته الفريدة التى جمعته بالجن، وجعلت اسمه مرتبطا بهم طوال الوقت، ليتحول إلى "نائب الجن والعفاريت" طوال السنوات العشر التى قضاها عضوا برلمانيا من كوادر الحزب الوطنى المنحل فى محافظة المنيا بصعيد مصر.
رحلة "حسانين"، للنصب، بدأت بارتداءه زى المنقذ من حرائق قرية تونة الجبل التابعة لمركز ملوى بمحافظة المنيا، حيث تصل درجة الحرارة فى بعض الأحيان إلى مايزيد عن 45 درجة، وعلى أسطح قرى فقيرة تمتلئ بالقش والبوص والمخلفات الزراعية التى يبست من ارتفاع درجة الحرارة، تندلع النيران مع كل موجة حارة، ويظهر حسانين ملعنا استخدام قواه الخارقة لمنع تكرار تلك الحرائق، مستغلا بساطة الأهالى ليحدثهم عن الجن الذى يسكن قريتهم ويؤذيهم، ليحقق بعدها شهرة واسعة كانت بداية لثراء فاحش ظهر عليه فجأة فى سنوات معدودة مطلع التسعينيات.
علاقة حسانين، بالجان لا تقف عند مجرد "جن عادى"، بل تتجاوز ذلك لتصل إلى فيديوهات نشرها على صفحته وحسابه الخاص على مواقع التواصل الاجتماعى مؤخرا، وهو يجرى حديثًا مع "ملك الجان"، إذ يبدو أن الشيخ علاء صاحب شعبية كبيرة فى عالم ما تحت الأرض.
بهذه الأحاديث وغيرها من الأكاذيب التى تخالف صحيح الدين قبل أن تخالف العقل والمنطق، استطاع علاء حسانين أن يضفى بريقا حوله ويلفت الأنظار، ويحصد الأصوات فى انتخابات البرلمان عامى 2000 و2005، بل والأموال أيضا، فبعد أن كان رجلا من أسرة عادية أصبح مالكا لشركة رخام كبرى، وعدد من محاجر الرخام فى المنيا، بل ووصل به الأمر إلى أن منصب وكيل اللجنة الدينية فى برلمان 2005.
ولحسانين روايات كثيرة مع الجن، نقلتها صحيفة خليجية، أبرزها المعركة العظيمة حيث قال: "دارت بينى وبين الجن معركة عظيمة استمرت 120 دقيقة، لكننا فى النهاية انتصرنا عليهم، واتفقنا سويا على حل المشكلة وأخذنا عهودًا على بعضنا البعض واتفقت معهم على ألا يعودوا لما فعلوه مرة أخرى"، هكذا وصف النائب علاء حسانين عام 2004 تفاصيل ما أسماه بالمعركة التى دارت بينه وبين الجن و"اتفاق الجنتل مان" الذى عقده معهم كى يتركوا أهالى إحدى قرى مركز البلينة فى سوهاج ويرحلوا، بعدما أحرقوا عددا من بيوت الأهالى.
و"لآن الشئ لزوم الشئ"، فلابد من تصريحات مثيرة للجدل تضعه بين الحين والحين تحت الأضواء، وعلى صفحات وشاشت وسائل الإعلام، فمرة يحذر الفتيات من خلع ملابسهن أمام المرآة لأن الجن حين يراهن عرايا يثار جنسيا!، ومرة أخرى يهاجم الفنانين ويصفهم بناشرى الفساد بالمجتمع.
وظل علاء حسانين ملتصقا بنظام الحزب الوطنى سنوات طويلة، دائما التقرب بالأفعال الغريبة لأنظمته، يذبح المواشى أمام مواكب الوزراء، ويطبع قبلات على رأس كمال الشاذلى كلما دخل البرلمان، لكن الحزب الوطنى أحسه عبئا عليه فى النهاية فتخلص منه فى انتخابات عام 2010،و حاول علاء حسانين جاهدا أن يعود إلى السياسة لكنه فشل بشكل ذريع، وفى النهاية قرر أن ينقل العطاء على نشاط آخر وهو "العلاج الروحانى"، وبدأ فى تأسيس صفحة لاستخراج الأعمال السفلية والسحر، واجتذب البسطاء، والمرضى النفسيين الذين يحتاجون علاجا ليوهمهم بقدرته على شفائهم، ثم فى النهاية يظهر من جديد ليبدو وكأنه قد سأم من لعبة "المعالج الروحانى" فهى لم تكن النشاط الأساسى، ليظهر من جديد.
وفى لحظة لم يقرأها جن حسانين فى طالعه الذى يقرأه لآخرين، ولم تظهر فى فناجينه التى حقق من قرآتها لآخرين ثروات طائلة، سقط "قاهر الجن" متهما بالنصب فى مبلغ 2.8 مليون دولار، وألقت قوات الأمن القبض عليه فى فليته بالشيخ زايد، وهى نفس الفيلا التى شهدت القبض على المهندس حمدى الفخرانى، فى القضية التى عرفت باسم قضية "شركة حليج الأقطان"، والتى انتهت بحبس عضو مجلس الشعب الأسبق أيضًا، حمدى الفخرانى. بتهمة الرشوة بوشاية وبلاغ من حسانين، وذلك منذ عدة سنوات.
سقط من سمى نفسه "قاهر الجن" وعقدة العفاريت، سقط من روى عن نفسه دائما أنه صديق مبارك وصديق أحمد قذاف الدم وأنه من أخمد حرائق الصعيد، وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات فى قضية لم يقرأها فى فنجانه ولم تنقذه منها عفاريته وجانه.