ربما يكون الخطاب الذى القاه أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة أل ثانى، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ72، أخر خطاب له فى ظل مطالبة المعارضة القطرية له بالرحيل من أجل العودة من جديد إلى الحضن العربى ، خاصة فى أعقاب فضح دعمه للإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط .
ففى الوقت الذى ألقاه فيه "تميم" خطاب الوداع بالأمم المتحدة والذى زعم فيه محاصرته من قبل الرباعى العربى المواجهة لإرهاب نظام "الحمدين"، ويستنجد بمن يغثه من على منصة الأمم المتحدة، كان عقلاء الأسرة الحاكمة يطالبون باجتماع عاجل للخروج من الأزمة التى أوقع فيها "تميم" القطريين وجعل "القطرى" مرادفاً للإرهابى.
وفى بيان للشعب القطرى قال الأمير سلطان بن سحيم أل ثانى "دورنا التضامن وتطهير أرضنا منهم والاستمرار فى التنمية التى ترفع اسم قطر عاليا وتزيد دورها الحضارى وقيمتها الانسانية وأن نكون صفاً واحداً لتبقى بلدنا الحبيبة محصنة ضد الإرهاب ومموليه".
وتابع بن سحيم:"إننى أخشى يوماً أن يشك فى توجهنا أحد فضلا عن قطيعتنا مع جيراننا وأهلنا فى الخليج.. أقيم الآن فى باريس، فمنذ ظهور الأزمة لم أعد أحتمل البقاء بينما أرضنا بدأ الأغراب يتدفقون عليها ويجوبون بها برائحة المستعمر ويتدخلون فى شئوننا بدعوى حمايتنا من أهلنا فى السعودية ودول الخليج العربى الذين نحن امتداد لهم وهم الحضن لنا جميعا".
وجاء بيان "بن سحيم" فى أعقاب بيان أصدره الشيخ عبد الله بن على أل ثانى من الاسرة الحاكمة فى قطر والمقيم بالمملكة العربية السعودية، والذى دعا فيه إلى اجتماع عائلى ووطنى لبحث الأزمة وإعادة الأمور لنصابها الصحيح .
وأضاف "بن على" أنه من واجبنا عدم الصمت فى هذه الأزمة"، داعياً أبناء أسرة آل ثانى والأعيان ورجال الأعمال والشعب القطرى للاجتماع ليكونوا رسل حكمة.
وأشار خلال بيانه إلى أن الوضع يمضى إلى الأسوأ وبلغ حد التحريض المباشر على استقرار الخليج العربى.
يأتى هذا التحرك للأسرة الحاكمة فى قطر، بعدما جدد الرباعى العربى تمسكه بالمطالب الـ13 والتى من ضمنها وقف ودعم وتمويل المنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط وعلى رأسها داعش والقاعدة وجبهة النصرة .
وجاء ذلك على لسان وزير الخارجية سامح شكرى عقب اجتماع وزراء خارجية الرباعى العربى الذى يضم مصر والسعودية والبحرين والإمارات بنيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، مؤكدا أن الرباعى العربى لن يدخل فى أى مفاوضات مع الجانب القطرى حتى قبول المطالب الـ13 .
ومن جانبهم يرى مراقبون دوليون أن الشيخ عبد الله بن على أقرب الشخصيات القطرية لخلافة "تميم" ويحظى بدعم وتأييد قطرى وعربى، وأن الاجتماع الذى دعا اليه هدفه ضمان استقرار قطر عقب رحيل تميم.
وأوضح المراقبون أن كل المؤشرات تؤكد أن العام القادم سيكون عام الحسم لمصير تميم بعدما اصبح شخصا منبوذا فى الأمم المتحدة ، والدليل هو اللقاء البارد الذى جمعه بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك.