بدأت رياح انفصال إقليم كردستان عن العراق تثير مخاوف قادة إيران من مغبة هبوب تلك الرياح على إقليمها الكردى، وتداعياته على الأقلية الكردية التى تعيش فى المحافظات المتاخمة للحدود مع العراق، وقبل ساعات من الاستفتاء المزمع عقده غدًا الخميس، شرعت طهران بتحركات واسعة على الأرض، ما عكست قلق حقيقى حاول أن يخفيه صناع القرار الأيام الأخيرة.
وكانت أولى التحركات التى بدأت إيران فى اتخاذها على الشريط الحدودى مع إقليم كردستان العراق شمال غرب البلاد، مناورات عسكرية، حيث أطلق الحرس الثورى مناورات برية، وقال التلفزيون الإيرانى إن التدريبات جزء من فعاليات سنوية تنظمها إيران فى ذكرى اندلاع الحرب مع العراق، والتى استمرت من 1980 إلى 1988، تجرى فى منطقة اشنويه الحدودية، وذكر أن التدريبات ستشمل وحدات من المدفعية والمدرعات وأخرى محمولة جوا.
هواجس تأجيج النزعة الانفصالية بين الأكراد فى إيران
ويشكل استفتاء كردستان العراق المقرر إجراؤه غدا الاثنين، منعطفًا خطيرًا ستكون له تداعياته داخل إيران البلد المجاور للعراق، حيث يشكل العنصر الكردى داخل إيران إحدى قومياتها، ويشكل الأكراد نحو 10% من الإيرانيون بحسب إحصائيات غير رسمية يعيش معظمهم فى إقليم كردستان والأقاليم الشمالية الغربية الأخرى على الحدود مع العراق أى فى محافظات كردستان وكرمانشاه وآذربيجان الغربية وايلام، وتراودهم طموح الانفصال قبل الثورة الايرانية.
وبالتزامن مع المناورات، تسارعت وتيرة القرارات تجاه كردستان العراق، حيث أوقفت طهران الرحلات الجوية إلى مطارات فى إقليم كردستان العراق، وأغلقت مجالها الجوى مع إقليم كردستان، وأعلن المجلس الأعلى للأمن القومى فى إيران أن قرار إيقاف جميع رحلات الطيران من وإلى كردستان العراق وإغلاق الأجواء جاء بطلب من الحكومة المركزية فى بغداد، وقال كيوان خسروى المتحدث باسم أكبر جهاز أمنى إيرانى قوله إن إيران ستغلق كذلك مجالها الجوى أمام رحلات الطيران المنطلقة من كردستان العراق.
تنامى الطموح الكردى فى المنطقة أثار قلق الدوائر السياسية الإيرانية، حيث قال اللواء باقرى رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية المعروف بتجربته الطويلة فى التعامل الأمنى مع المنظمات الكردية المسلحة، عقب زيارة تركيا اغسطس الماضى، إن وجهات نظر إيران وتركيا مشتركة حيال استفتاء الاستقلال فى إقليم كردستان العراق، وأن تركيا وإيران تؤكدان أن الاستفتاء غير ممكن ويجب أن لا يحدث.. وأن هذا الاستفتاء لو جرى سيشكل اساسا لبدء التوتر والصراع فى داخل العراق والتي ستطال تداعياته دول الجوار".
بذلة لاريجانى العسكرية رسالة إيرانية لبرزانى
وكشفت وسائل إعلام إيرانية الأسبوع الماضى عن زيارة قام بها رئيس البرلمان على لاريجانى إلى إقليم أذربيجان غرب إيران وتفقد النقطة صفر من الحدود الغربية الملاصقة لإقليم كردستان العراقى لأول مرة وهو يرتدى الزى العسكرى، وقال أنه زار الإقليم للوقوف على المشاكل التى يعانى منها الأكراد فى إيران.
وكشفت صحيفة ابتكار الإصلاحية، أن حضور لاريجانى بزى عسكرى برفقة عدد من العسكريين أثار جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعى بعد أن انتشرت صورته بشكل واسع، مشيرة إلى أن الزيارة وارتداء زى عسكرى فى هذا التوقيت الحساس يحمل فى طياته العديد من الرسائل فى وقت يصر فيه زعيم الأكراد مسعود بارزانى على إجراء استفتاء الانفصال وهو ما تعارضه إيران بشدة.
وقالت إن أولى الرسائل ستكون لمن هم خلف الحدود يراقبون تحركات إيران بشأن الاستفتاء وانفصال اقليم كردستان عن الأراضى العراقية، ونقلت الصحيفة عن نائب مدينة نطنز وعضو لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية مرتضى صفارى، الذى قال إن زيارة لاريجانى النقطة صفر على الحدود مع كردستان العراق بزى عسكرى، حركة رمزية، موضحًا أن لاريجانى أراد أن يقول إن كافة أطياف الشعب الإيرانى جاهزة لارتداء زى الحرب تحت أى ظروف حساسة تواجهه والتصدى لأصغر تهديد خارجى على بلاده.