11ساعة من التفاوض
بدأت الاجتماعات فى التاسعة من صباح الأربعاء، واستمرت حتى الثامنة مساءً، فى مناقشة النقاط الأساسية فى التقرير الاستهلالى المقدم من المكتب الاستشارى الفرنسى بى ار ال الذى يحدد منهجية تنفيذ الدراسات الفنية التى تحدد الآثار السلبية لسد النهضة على دولتى المصب مصر والسودان، حيث اتفقا الوزراء فى ختام الاجتماع على استكمالها فى اجتماع قريب سيتم التشاور حوله بين الدول الثلاثة لتحديد موعده.
وتستهدف الدراسات فى المقام الأول وضع أسس استرشادية لقواعد الملء والتخزين بما لا يؤثر على معدلات تدفق المياه فى مجرى النيل الأزرق، فضلا عن عدم إلحاق الضرر بالسدود المقامة على مجرى النهر، أو نظم تشغيلها حيث تضع المكاتب ضمن الدراسات النماذج الرياضية، التى سيتم استخدامها فى دراسة حركة سريان المياه لدولتى المصب خلال مواسم الجفاف والأمطار لضمان دقة النتائج، ووضع قواعد الملء للخزان وفقا للمرحلة التى يمر بها الفيضان فى الهضبة الإثيوبية وقواعد التفريغ للخزان، بالإضافة إلى دراسة تقييم الأثر البيئى والاجتماعى والاقتصادى على مواطنى الدول الثلاث بما يسهم فى وضع خريطة مائية للسدود المقامه على النيل الشرقى.
الموقف من القضايا الشائكة والأساسية
وأكد الدكتور محمد عبد العاطى، وزير الرى فى الاجتماعات أنه تابع عن قرب المناقشات التى جرت خلال الاجتماعات الثلاثة الأخيرة للجنة الثلاثية، ولكن للأسف كان من الواضح أنه منذ الاجتماع الرابع عشر للجنة، أن المستوى الفنى اتخذ كل الوسائل لحل القضايا العالقة حتى الآن، لكن لا تزال القضايا الشائكة والأساسية معلقة، وهذا ما وراء الطلب المصرى فى الاجتماع الوزارى منذ مايو 2017 لتوقيع اتفاق بجدول زمنى محدد لتنفيذ بنود العقد الموقع مع المكتب الاستشارى، وذلك حتى يتم تجنب أى تأخير فى إنجاز الدراسات.
وشدد عبد العاطى على المسئولية المشتركة على الوزراء فى الدول الثلاث، حتى يتم الوفاء بتوقعات وآمال الشعوب من أجل تنفيذ بنود اتفاق إعلان المبادئ، انطلاقاً من حسن النوايا والتعاون الأخوى.
زيارة وزراء مصر والسودان وإثيوبيا لسد النهضة
وزار وزيرا الرى من مصر والسودان رافقهما 10 أعضاء من اللجنة الفنية الثلاثية من البلدين، 5 من كل جانب موقع سد النهضة الثلاثاء الماضى، اطلعوا خلالها على مستجدات عملية البناء فى موقع السد، حيث جرى رصد الموقع من 6 نقاط داخل جسم السد وخارجه، وعند حدود بحيرة التخزين الملحقة بالسد والسد المساعد.
وضم الوفد المصرى المشارك فى الاجتماعات 15 فرد من وزارات الخارجية، والرى، والكهرباء وأساتذة من مركز بحوث المياه فى كافة تخصصات السدود، والسفارة المصرية فى أديس أبابا برئاسة السفير أبو بكر حفنى الذى بذل مجهودا كبيرا فى الإعداد للزيارة.
مغادرة الوفد المصرى لإثيوبيا
وغادر الوفد المصرى فور انتهاء الاجتماع مباشرة إلى المطار للمغادرة حيث وصلا إلى القاهرة فى الساعات الأولى من صباح اليوم.
الجدير بالذكر أن اتفاق المبادئ الذى وقعه قادة الدول الثلاث فى مارس 2015، رسم خارطة طريق خلال فترة المفاوضات وعقب انتهاء الدراسات الفنية للمكتب الاستشارى للوصول إلى آلية مناسبة لتشغيل السد.