آثار إعلان إقليم كتالونيا الانفصال عن إسبانيا حالة من الرفض التام والغضب الدولى، خاصة وأن نجاح الإقليم فى الانفصال يثير مخاوف أوروبية من التفكك الذى قد تسببه العدوى الكتالونية، خاصة وأن الاتحاد الأوروبى يعانى من حساسية انفراط عقده، حيث أن دعوات الانفصال داخل الدول الأعضاء بالاتحاد وصلت إلى مناطق أخرى فى فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا.
دعوات الانفصال تهدد وحدة أوروبا
وتهدد تلك الدعوات الانفصالية الدول الأوروبية وتنذر بتداعيات خطيرة على وحدة الاتحاد، ولذلك فقد أظهرت دول الاتحاد غضبها من إعلان كتالونيا الاستقلال عن إسبانيا، وقال رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك أن مدريد "تبقى المحاور الوحيد" للتكتل بعدما صوت أعضاء البرلمان الكتالونى على إعلان استقلال الإقليم عن إسبانيا فى أسوأ أزمة سياسية تعيشها البلاد منذ عقود.
وكتب توسك عبر موقع "تويتر" عقب جلسة التصويت فى كتالونيا "لا شىء تغير بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبى.. تبقى إسبانيا المحاور الوحيد بالنسبة إلينا"، داعيا الحكومة الإسبانية إلى "إعطاء الأولوية لقوة الحجة، لا لحجة القوة".
أما رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، فقال إنه "يحترم" القرارات التى اتخذتها الحكومة الإسبانية فى مواجهة دعوات الانفصال.
وأعلنت ألمانيا، عدم اعترافها بإعلان إقليم كتالونيا الإسبانى استقلاله من جانب واحد، وقال ستيفن شيبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على "تويتر": "الحكومة الألمانية تتابع بقلق تدهور الأوضاع فى كتالونيا، ولا تعترف بإعلان الاستقلال".
كما أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أدار ظهره لكتالونيا، وأعرب عن دعمه التام للحكومة الإسبانية لإعادة سيادة القانون فى إقليم كتالونيا.
أما واشنطن فاعتبرت أن كتالونيا "جزء لا يتجزأ من إسبانيا"، معربة عن دعمها للإجراءات التى اتخذتها مدريد لإبقاء البلاد قوية وموحدة، ووفقًا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناويرت : "تتمتع الولايات المتحدة بصداقة كبيرة وشراكة راسخة مع حليفتنا فى حلف شمال الأطلسى، إسبانيا" مضيفة أن "كتالونيا جزء لا يتجزأ من إسبانبا والولايات المتحدة تدعم إجراءات الحكومة الإسبانية لإبقاء إسبانيا قوية وموحدة".
وأضافت فى بيان: "نتعاون بشكل وثيق بهدف دفع أولوياتنا فى مجال الأمن والاقتصاد، كتالونيا جزء لا يتجزأ من إسبانيا والولايات المتحدة تؤيد الاجراءات الدستورية لحكومة إسبانيا للحفاظ على وحدة البلاد".
كتالونيا تحت وصاية مدريد
وبعد دقائق من إعلان برلمان الإقليم الاستقلال عن إسبانيا، فوض مجلس الشيوخ الإسبانى الحكومة المركزية بقيادة رئيس الحكومة، ماريانو راخوى، بفرض الحكم المباشر من مدريد على الإقليم الذى كان حتى الآن يتمتع بالحكم الذاتى.
وكتب راخوى عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" بعد دقائق من التصويت: "ينبغى فقط اتخاذ تدابير استثنائية عندما لا يكون هناك علاج ممكن"، مضيفًا: "ليست هناك حكومة فى أى بلد بإمكانها النظر فى الطرق الأخرى بينما يتم انتهاك سيادة القانون الديمقراطى فيها".
ويعقد راخوى اجتماعا لمجلس وزرائه لبدء تنفيذ الإجراءات الخاصة بفرض السيادة المركزية على الأقليم، ويشمل ذلك إقالة رئيس الأقليم وحكومة برشلونة والاضطلاع بالإشراف المباشر على قوات الشرطة الكتالونية.
وقالت رئيسة البرلمان، كارمى فوركاديل، إن البرلمان المؤلف من 135 عضوا وافق على إعلان الاستقلال بتأييد 70 صوتا مقابل اعتراض عشرة وامتناع اثنين عن التصويت.