منتدى شباب العالم يحتفى بـ"الأيدى الناعمة"

"الشغل مش عيب".. لقرون وعقود ظلت هذه الجملة شعارا يتداوله الرجال فيما بينهم، باعتباره حافزا معنويا للقفز على صعوبات الحياة وقبول المتاح من الوظائف سعيا إلى تطوير النفس وتحسين الأحوال، والترقى لاحقا مع الجهد والإنجاز، مؤخرا لم تعد هذه العبارة سرا ذكوريا، أصبحت حكمة تتداولها الفتيات أيضا، ويطبقنها بحذافيرها، ربما بشكل أكثر احترافية من بعض الرجال، والأمثلة عديدة، بدءا من فتيات البرجر اللواتى كُنّ بطلات النقاشات والأحاديث خلال الشهور الماضية، مرورا بمئات من الفتيات الرائدات فى مجالات شتى، ووصولا إلى الأيدى الناعمة التى تزين منتدى شباب العالم الآن.

مع انطلاق منتدى شباب العالم فى مدينة السلام "شرم الشيخ"، يحتضن المنتدى عددا كبيرا من تجارب الفتيات والشباب الرائدة، للاستفادة من هذه التجارب ونقلها لآخرين، وتأهيل هؤلاء الشباب والفتيات أنفسهم على كل الأصعدة، والدفع بهم لتولى مزيد من المسؤوليات، وهنا نحتفى بهذه النظرة التى اهتم بها منتدى شباب العالم، وبهؤلاء الفتيات اللواتى يحضرن بطلات ضمن فعالياته، ونستعرض عددا من نماذج بنات مصر الناجحات، بأقل الإمكانات، وبطاقة الإرادة والإصرار.

"نولا" اسم مألوف لعشاق الـ"كب كيك" فى مصر، كانت بدايته على يد ليلى صدقى، ابنة الـ27 عاما، وهى شابة مصرية عاشت خارج مصر فترة طويلة، لكنها كانت صاحبة فكر مختلف وأحلام لذيذة، ترجمتها مع عودتها بمشروع لصناعة الـ"كب كيك".

بعد تعلم ليلى صدقى فنون الطهى بشكل عام، وطرق صناعة الـ"كاب كيك" بصفة خاصة، بدأت تدريب أول فريق عمل لها استعدادا لإطلاق مشروعها، وفكرت فى إنشاء محل متخصص فى الـ"كب كيك" فى مصر.

كان أول فريق عمل للشابة الطموح ليلى صدقى يضم 4 أشخاص، واستمرت فى عملها حتى تحقق حلمها ونجح مشروعها، لتمتلك فى غضون شهور 3 فروع فى أرقى أحياء مصر، تتخصص فى تقديم الـ"كب كيك" اللذيذ بمختلف الألوان والأشكال، ولم تتوقف عند هذا الحد، وإنما تعمل للوصول بماركتها إلى العالمية.

بحسب رؤيتها الآن لمشروعها بعد نجاحه، تقول ليلى صدقى، صاحبة أول سلسلة محلات متخصصة فى الـ"كب كيك" فى مصر، إنها لم تتخيل أن محلها الصغير الذى افتتحته فى منطقة الزمالك سيلاقى كل هذا النجاح، لتستطيع خلال سنوات قليلة افتتاح أكثر من 13 فرعا فى محافظات مختلفة، وتم تكريمها من عدد من المؤسسات المهمة، وبذلك قدمت "ليلى" نموذجا ناجحا لكل فتاة مصرية، حققت حلمها بالإصرار على تنفيذ ما لم يتوقعه أحد منها، بأبسط الإمكانيات، وبالإرادة والرغبة القوية فى النجاح.

ليلى صدقى فى أحد فروع "نولا"

ملك الحسينى فتاة عشرينية، ظهرت على مسرح برنامج اكتشاف المواهب الشهير "إكس فاكتور" فى العام 2015، يمتزج جمال صوتها بسحر إطلاتها، ورغم عدم فوزها باللقب خلال منافسات البرنامج، أصرت على النجاح، وسعت وظهرت على عشرات المسارح لتوصيل صوتها للجمهور.

المطربة الشابة ملك الحسينى

اتخذت "ملك" مسارها الخاص فى الوسط الفنى المستقل، واشتهرت بتراكاتها باللغة الإنجليزية، مثل "وايلد سمر"، و"موفينج"، وأطلقت مؤخرا ألبومها الأول "ألترز"، وحقق ردود فعل جماهيرية إيجابية، وذلك عقب لفتها الأنظار عبر مشاركتها الخاطفة فى برنامج "إكس فاكتور".

المطربة ملك

لدينا فى مصر عشرات من محترفى تصميم الأزياء والعاملين فى المجال، ولكن نادرا ما نجد مصممة موهوبة وناجحة وتمزج فى تصميماتها بين العصرية والملمح المصرى المقتبسة من التفاصيل والبصمات الفرعونية والشعبية، "منى عينى" شابة تميل دائما للموضة العصرية التى تحتوى على التطريز اليدوى بالخيوط الملونة، كعلامة مميزة لأغلب الموديلات التى تقدمها.

منى عينى

تحاول "منى عينى" فى تصميماتها تقديم الملابس الكاجوال فى ثوب أنثوى أنيق، ولها قصة نجاح مختلفة فى مشروعها، بدأت بصفحة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، استتبعتها بفتح "بارتيشنات" فى عدد من المولات والنوادى، لتصبح من أشهر مصممى الأزياء عبر السوشيال ميديا.

مصممة الأزياء منى عينى

المصصمة منى عينى

"studio81cairo"، "styletreasure"

حاجتهن الشخصية وخوفهن من المستقبل، كانا دافعين قويين للبحث عن مشروع إنتاجى، ورغم أنهن خريجات كليات مختلفة، إلا أنهن سعين لتحقيق أهدافهن وإثبات أنفسهن، خمس فتيات درسن وفكرن فى مشروع ليس فى مجالهن، ولكنهن حاولن فيه.

ستايل تريجر

كان حضور الفتيات الخمس لفعاليات "إيفنتات" عن ريادة الأعمال، تتناول المشروعات الخاصة الصغيرة وكيفية استفادة الاقتصاد منها، دافعا قويا لهن للتفكير فى إنشاء مشروع جديد ومناسب لهن، وحدد الفتيات المشروع الذى سيحقق تطلعاتهن ويسهم فى تطويرهن.

تعرض الفتيات بضائعهن على صفحاتهن الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، فيس بوك وانستجرام وغيرهما، للبيع أونلاين بأسعار أقل من الأسواق وذات جودة عالية.

ستوديو81

ستوديو81

جدير بالذكر، أن برنامج منتدى شباب العالم يتضمن خمسة محاور متنوعة، تناقش قضايا وموضوعات تهم مختلف فئات الشباب حول العالم، ومن خلال جلسات المنتدى سيعبر شباب العالم عن رؤاهم، وسيطرحون أفكارهم ويتبادلون تجاربهم.

يدور المحور الأول حول القضايا الشبابية العالمية، ويتضمن مناقشة قضايا الإرهاب ودور الشباب فى مواجهتها، ومشكلة تغير المناخ والهجرة غير المنتظمة واللاجئين، ومساهمة الشباب فى بناء وحفظ ‏السلام فى مناطق الصراع، وكيفية توظيف طاقات الشباب من أجل التنمية.