فى مواجهة جديدة للدور المشبوه الذى تلعبه إمارة قطر ـ الراعى الأول للإرهاب ـ من خلال إيواء وتمويل العديد من الكيانات والتنظيمات المتطرفة، كشفت محلل بمعهد إلكانو الملكى الإسبانى الحكومى، تقديم الحكومة القطرية 125 مليون يورو لتشكيلات مسلحة وميليشيات إرهابية، بخلاف 160 مليون أخرى تم تقديمها لجماعة الإخوان وأفرعها داخل دول القارة الأوروبية على مدار السنوات القليلة الماضية.
وقال المحلل الإسبانى خورخى كاتشينيرو، فى مقال بصحيفة "إية بى سى" الإسبانية، إن مؤامرات الدوحة بدأت تنكشف ليس فقط على المستوى الإقليمى والعربى وإنما فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بعدما تبين عمق التورط القطرى فى تمويل الإرهاب ورعايته، وأنها ضخت أكثر من 125 مليون يورو لتنظيمات إرهابية فى أوروبا.
وأضاف كاتشينيرو "قطر دفعت كذلك 160 مليون يورو لإخوان أوروبا وساعدت الإرهاب"، مشيرا إلى أن هذه أحدث الأرقام المعلنة، وهو ما يستوجب ـ على حد قوله ـ تتبع تحركات قطر واستثماراتها فى إسبانيا من ناحية، والمشاريع الإسبانية فى قطر من ناحية أخرى، خاصة بعد بدء الأزمة القطرية مع دول الخليج والكشف عن علاقة الدوحة بالإرهاب وتمويله ودعمه فى جميع أنحاء العالم.
وأضاف أنه فى الوقت الحاضر، بالنسبة لإسبانيا تقوم 60 شركة إسبانية بتطوير أعمالها فى قطر، من فنادق، وأعمال البناء، والبنية التحيتية، والهندسة وإدارة الخدمات العامة، والشركات البيئية، والطاقة المتجددة، والمنسوجات، والشركات المعمارية، فضلا عن وجود موظفين إسبان فى قطر، ولكن هذه الشركات تنتظر الإغلاق بطريقة ما بعد الأزمة القائمة مع قطر.
وأوضح كاتشينيرو، أن الاتهامات التى وجهتها الدول الأربع من السعودية والإمارات ومصر والبحرين لقطر تعتبر خطيرة للغاية، ولذلك فلابد من الأخذ بها فى التعامل مع قطر التى تدعم على أراضيها جماعة الإخوان التى لديها فروعا فى جميع أنحاء العالم ومنها أوروبا.
ودعا المحلل الإسبانى، مدريد والدول الأوروبية كافة إلى التحرك بشكل رسمى وجاد والتدقيق فى الدور الذى تلعبه قطر وسفاراتها وقنصلياتها وتحركات مسئوليها ولقاءاتهم فى الخارج لتفكيك شبكة الدعم التى يقدمونها للكيانات والتنظيمات الإرهابية.
كما طالب فى الوقت نفسه بوضع جماعة الإخوان تحت الرقابة، خاصة أنها تمتلك إمبراطورية مالية عابرة للدول والقارات، ومن شأن التساهل معها أن يزيد من أنشطتها ويوسع شبكة المتشددين الذين يتربون على فكرها لينتظموا لاحقا فى داعش أو القاعدة، أو يتحولوا إلى ذئاب منفردة.
وقبل 5 أشهر، أقدمت دول الرباعى العربى الذى يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين على مقاطعة نظام تميم بن حمد، ردا على ممارساته فى دعم وتمويل وإيواء كيانات وتنظيمات إرهابية، وتمسكه بالعلاقات المشبوهة مع إيران، وهى المقاطعة التى كبدت الإمارة خسائر اقتصادية قدرها مراقبون بما يزيد على 77 مليار دولار.