وتأتى هذه الجلسة بالتزامن مع رفض لقاء شيخ الأزهر أحمد الطيب لقاء نائب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن أمس الجمعة والتى شهدت رفضا لأكثر من 10 دول للقرار الأمريكى. وطالب نواب البرلمان المصرى بضرورة عقد قمة عربية طارئة للتصدى هذا القرار واتخاذ قرارات اقتصادية بشأن المصالح الأمريكية فى المنطقة.
كمال عامر: قرار "ترامب" يفرغ وجود أمريكا كراعٍ للسلام فى المنطقة
وأكد اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيلية ونقل السفارة الأمريكية لها، كان قرارا غير موفق وسيئا، لأنه يفرغ قضية وجود أمريكا كراعى للسلام ويرسل اليأس إلى الشغب الفلسطينى فى قيام دولته وبالتالى حقوق المشروعة.
وأشار "عامر"، فى تصريحات لـ"برلمانى" إلى أنه قرار سيئ لأنه يستفز مشاعر المسلمين من ناحية، كما أنه يؤثر على تفجير قضايا التطرف فى المنطقة ويشيع جو من التوتر فى منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة. ولفت أن شيخ الأزهر هو قامة يعتز بها جميع المسلمين وموقفه من رفض لقاء نائب الرئيس الأمريكى "ترامب " كان طبيعيا لأنه بهذا القرار أفرغ اللقاء من فائدته موضحا أن أمريكا سحبت مصداقيتها من المنطقة العربية والسلام، والأمل الذى كان يمليه شعوب المنطقة كقوى عظمى عليها فى العالم مراعاة لحقوق الشعب الفلسطينى.
واعتبر "عامر" أن هناك عدة إجراءات لابد من اتباعها على المستوى العربى والإقليمى والمحلى والإسلامى والعالمى، فعلى المستوى المحلى فمن الضرورة أن يكون هناك مزيد من تكاتف السلطة الفلسطينية لمواجهة هذه التحديات لأن هذا الأمر يشكل تحدى كبير للدولة الفلسطينية ويتطلب مزيد من التكاتف والعمل الوطنى الفلسطينى، إضافة إلى الحاجة لاتخاذ موقف موحد من الدول العربية ممثلا فى انعقاد القمة العربية لبحث تداعيات هذا وكيفية الرد عليه، مما يؤدى إلى التأثير على أمريكا لإدراك خطأ القرار بالتأثير على مصالحها الإقليمية وكذلك للدول الإسلامية. وأوضح أن هذا القرار كان له رفض عالمى وهو ما جعل أمريكا معزولة فى مجلس الأمن لأول مرة فمعظم حلفائها الدوليين رفضوا هذا القرار.
قال اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية، إنه سيشارك فى جلسة البرلمان العربى الطارئة غدا، المنعقدة حول قضية القدس، مؤكداً أنه سيشدد على مطلبه بعقد القمة العربية الطارئة من أجل موقف موحد تجاه هذه القضية. وأضاف "الجمال" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الوحدة العربية فرضت نفسها على هذا الموقف الذى وُضعت أمامه الأمة العربية، حتى يكون لهذه الأمة إذ ما سخرت كل إمكاناتها الاقتصادية والسياسية والثقافية على الصعيد الدولى، لاسيما وأن هناك منظمات دولية تساندنا وهى مجلس الأمن بقراراته العديدة، ومنظمة اليونسكو بقراراتها العديدة أيضاً.
وتابع رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان: "فإذا توحد الصف العربى سيكون لنا شأن آخر، وعلى القادة العرب وعلى المنشق منهم عن الصف العربى ومساره الأمن القومى العربى، أن يعود إلى البيت العربى".
مصطفى بكرى: نترقب جلسة قوية بالبرلمان العربى للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى
واعتبر النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، موقف شيخ الأزهر أحمد الطيب برفضه لقاء نائب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب هو الموقف القوى والموضوعى الذى عبر من خلاله على رفض القرار الأمريكى بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، كما أن حملها المسئولية الكاملة فى تعاملها بمعايير مزدوجة وتحديها للقانون والأعراف الدولية.
وأشار "بكرى" فى تصريحات لـ"برلمانى" أن دعوة البرلمان العربى للانعقاد غدا هى دعوة مهمة لأنها تعبير عن موقف قومى شعبى ضد السياسة الأمريكية فى المنطقة وقرار نقل السفارة الأمريكية للقدس. وتابع قائلا: "أتمنى أن يتم عقد جلسة عاجلة واستثنائية حتى يعلن الشعب المصرى موقفه من خلال صوت البرلمان وكان يتوجب عدم غياب النواب عن هذا الحدث الخطير"، مبديا دهشته من عدم الاستجابة من هذة الدعوة الخاصة بعقد جلسة طارئة للبرلمان خاصة وأن والإدارة المصرية اعلنت موقفها بوضوح من بين 7 دول فقط ودعت مجلس الأمن للانعقاد الفورى.
يحيى كدوانى: المصالح الاقتصادية لأمريكا فى المنطقة العربية تسهم فى وقف تنفيذ القرار
ويؤكد النائب يحيى كدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أنه من الضرورى تحالف الدول العربية فى مواجهة القرار الأمريكى، والذى يستلزم تعاون من كل المؤسسات بالدول العربية للمطالبة بوقف تنفيذ القرار. وأشار وكيل الدفاع والأمن القومى، أن قرار "ترامب " ضرب كل الجهود التى بذلت فى إنهاء المشكلة الفلسطينية، وأصبح يهدد السلام فى المنطقة.
ولفت أن هذا يستلزم توحد مختلف الكيانات العربية وإنهاء كافة الخلافات الداخلية للتصدى لهذا القرار الخارجى، وهو ما يستلزم ضرورة إصلاح البيت من الداخل والتدهور الحاد فى الشرق الأوسط. وأوضح أن الدول العربية عليها اتخاذ رؤية موحدة من خلال عقد قمة عربية طارئة لوقف تنفيذ هذا القرار، لافتا إلى أن الورقة الخاصة بالمصالح الاقتصادية فى المنطقة واستخدام الدول العربية ستمثل تهديد حقيقى ومؤثر لها.