لا تعرف الصفقات المشبوهة بين قطر وإيران طريقًا للنهاية، ففى الوقت الذى يتعنت فيه أمير الدوحة تميم بن حمد آل ثانى الراعى الرسمى للإرهاب فى المنطقة فى قبول حزمة مطالب بلدان الرباعى العربى الداعية لمواجهة الإرهاب لإنهاء الأزمة الخليجية التى دخلت شهرها السابع، يحاول تنظيم الحمدين تعميقها عبر الإمعان فى استفزاز تلك البلدان والتقرب من طهران التى تعد أحد أسباب الأزمة الأخيرة.
وما كانت الصفقة التى أبرمتها قطر مع إيران فى ديسمبر الجارى إلا واحدة من بين الصفقات المشبوهة التى يعج بها تاريخ العلاقات السياسية بين البلدين، لتشكل حلقة جديدة فى سلسلة العلاقات المتنامية بين البلدين، والتى تتضمن اتفاقا تم توقيعه بين اتحاد كرة القدم القطرى ونظيره الإيرانى، يقتضى بمنح الدوحة إمكانات أكاديمية "اسباير" الرياضية تحت تصرف المنتخبات الإيرانية، والشق الآخر منها يناقش احتمالية مشاركة إيران فى افتتاح مونديال 2022، عبر منحها جزيرة "كيش"، الواقعة جنوب إيران فى مياه الخليج والتى تعد منطقة حرة لصالح كأس العالم.
وكشفت مواقع إخبارية إيرانية أن طهران تعتزم منح الدوحة جزيرة كيش الواقعة جنوب إيران فى مياه الخليج، لاستغلال إمكانياتها فى تنظيم مونديال كأس العالم 2022، فى خطوة تشير إلى تنامى العلاقات بين البلدين، وبحسب صحيفة شرق الإيرانية، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الاتحاد القطرى والإيرانى لكرة القدم الأسبوع الماضى، وسافر كل من مهدى تاج وعلى كفاشيان رئيس ونائب رئيس اتحاد كرة القدم الإيرانية الدوحة الأسبوع الماضى، وتم توقيع اتفاقية تقتضى أن تضع قطر إمكانات "اسباير" الرياضية تحت تصرف المنتخب الإيرانى.
وقالت مواقع إلكترونية إن الاتحاد الإيرانى لكرة القدم وجه دعوة لنظيره القطرى لزيارة جزيرة كيش الإيرانية، لدراسة كيفية استخدامها لصالح برنامج تنظيم كأس العالم 2022، كى تكون الجزيرة مقر لتنظيم معسكرات للمنتخبات المشاركة ببطولة كأس العالم، التى ترغب فى إقامة معسكرات قبل المونديال، واستغلال إمكاناتها السياحية، على أن تكون الجزيرة الإيرانية أيضا مقصدا سياحيا لمشاهدى كأس العالم.
ورحب الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثانى رئيس الاتحاد القطرى بالعرض الإيرانى، واعداً بإرسال لجنة عليا تابعة للجنة تنظيم البطولة لزيارة الجزيرة، والتعرف إلى جميع الاحتياجات التى تنقصها من مبانٍ وبنية تحتية حتى تبدأ الحكومة القطرية فى تدعيمها.
وبحسب تقرير الصحيفة سيتم تخصيص رحلات مباشرة من مطار الدوحة إلى جزيرة كيش لتسهيل تنقل المشجعين والمنتخبات بين الجهتين خلال فترة كأس العالم التي ستكون أواخر عام 2022، وسيتوجه وفد من لجنة المشاريع والإرث المشرفة على تنظيم كأس العالم إلى جزيرة كيش للاطلاع على كل منشآتها، والتكفل بدعم أى نقص محتمل فى مرافقها لتكون جاهزة لاستضافة المنتخبات والمشجعين.
ما هى جزيرة "كيش"؟
تبلغ مساحة جزيرة كيش الإيرانية حوالى 90كم، وتقع فى جنوب إيران على مياه الخليج بين الإمارات وعمان وإيران، وتسعى إيران على مدار السنوات الماضية إلى جذب استثمارات ضخمة، فى إطار نشاطاتها لتطويرها لتصبح أكبر مقصد سياحى ينافس دبى والإمارات وبلدان الخليج فى جذب السياح الأجانب، خاصة وأن الجزيرة تعد منطقة لا تلتزم بالتقاليد الموجودة لدى المحافظات الإيرانية.
وفى عام 2014 كشفت إيران عن مساعيها للترويج للسياحة الحلال فى الجزيرة، وإقامة شواطئ إسلامية تتيح للرجال والنساء الاستمتاع بالسباحة دون قيود، إضافة إلى إنشاء المرافق والمزيد من الفنادق السياحية، لجذب المزيد من السياح العرب والأجانب.